بدأن بمؤسسات منزلية
منتجات يتطلعن لإنعاش السوق المحلية والذهاب إلى التصدير

- 2077

خص المجلس الشعبي لولاية الجزائر هذه السنة، المرأة المنتجة باحتفالية نظير وعيها بضرورة المساهمة في الدفع بعجلة التنمية، من خلال إنشاء مؤسسات مصغرة في مجالات مختلفة، فأقام على شرفها معرضا خاصا سمح لها بتقديم ما جادت به من صنع يديها، أعادت من خلاله الاعتبار لبعض الصناعات المحلية.. «المساء» اقتربت من «النساء المنتجات»، وحول تجاربهن وتطلعاتهن كان هذا اللقاء.
الانطباع الأول الذي رصدناه من خلال التجول بين مختلف العارضات بقاعة الحفلات «بارك دنيا» بالعاشور، الوعي من جهة بأهمية إعادة الاعتبار للإنتاج المحلي والمساهمة في التنمية الاقتصادية، وكذا تطلعاتهن في تصدير المنتوج وعدم الاكتفاء بالمؤسسات المصغرة أو المنزلية.
البداية كانت مع السيدة نعيمة بدر، التي اختارت التخصص في صناعة مختلف أنواع المعجون، حيث عرضت مختلف الأنواع ممثلة في معجون الفواكه على اختلاف أنواعها، ومعجون الخضر الذي يأتي على رأسها معجون القرع. وحسب المنتجة، فإن هذه الصنعة في واقع الأمر كانت موجودة في العائلة، وبالنظر إلى تغيّر الظروف الاقتصادية وتراجع المعجون المصنع يدويا ووقف الاستيراد، تقول «فكرنا في إعادة بعث هذه الصنعة، خاصة أن المادة الأولية متوفرة والجزائر معروفة في مجال إنتاج الخضر والفواكه في موسمها، مما يعني تحضير معجون طازج». مشيرة في السياق إلى أنها أعادت إحياء نوع آخر من المعجون الذي يسمى «معجون الزهر» الذي يعرف شهرة كبيرة في ولاية القليعة، تشرح «هذا الأخير يعد من أزهار شجر الليمون والبرتقال ويقدم في أعز المناسبات».
تتطلع المنتجة نعيمة بدر، بعد أن احترفت صناعة المعجون لمدة ثلاث سنوات، لأن تنشئ مؤسسة مصغرة، موضحة في السياق أنها تمكنت من الترويج لمنتجها من خلال العمل بناء على الطلب مع قاعات الحفلات، مشيرة إلى أن المعجون الذي تصنعه وصل إلى بعض الدول الأجنبية، الأمر الذي حفزها على التفكير في التصدير.
من جهتها، المنتجة زينب عبدو، اختارت التخصص في كل أنواع المخبوزات التي عرضت بالمناسبة مجموعة متنوعة من الخبز، لكل خصوصيته من حيث المواد المستعملة والممثلة في الأعشاب أو الزيتون، تقول في معرض حديثها بأنها أستاذة في جمعية «السعادة» مختصة في تعليم النساء كل ما يتعلّق بالطبخ العصري والتقليدي، واختارت التخصّص في المخبوزات لإعادة الاعتبار للمعجنات المنزلية، من خلال إحياء الوصفات التقليدية، مثل خبز الزيتون أو البحث عن وصفات جديدة صحية، مشيرة إلى أن خبرتها التي تزيد في المجال، الطبخ في سن الـ 16، استثمرتها في مجال تكوين النساء وتعمل اليوم في المنزل لتلبية احتياجات الراغبين في الحصول على الخبز المحلي، وتتطلع إلى إنشاء مؤسسة مصغرة في مجال الخبز التقليدي.
منتجات صنعن الحدث بإبداعهن
من بين النساء المنتجات اللواتي جلبن انتباه الزوار في المعرض، الآنسة فتيحة بلخير، التي أبدعت في عرض مجموعة منفردة من الأباجورات المصنوعة بأدوات بسيطة، ممثلة في أسلاك معدنية ومصابيح وبعض الأحجار للزينة، جمعتها وشكلت منها أباجورات مضيئة بألوان مختلفة وأشكال عصرية تباينت بين شكل الشجر والمنزل والغابة، وتقول في معرض حديثها بأنها اختارت أن تشغل وقتها في تعلّم بعض الحرف اليدوية، وسرعان ما أتقنت ما يسمى بحرفة الطرز المعدني. وبعد أن لقي إعجاب الجمهور في المعارض التي شاركت فيها، تفكر اليوم في التوجه نحو الإنتاج بغرض تسويق منتوج محلي صناعة جزائرية مائة بالمائة، وتعلق «بإيقاف التصدير أتيحت لنا الفرصة لإعادة الثقة في الإنتاج المحلي». من جهتها فريدة دراج التي تخصصت في صناعة الأغطية والأفرشة وأبدعت في تقديم تشكيلة متقنة وذات جودة عالية، قالت بالمناسبة بأن التوجه نحو هذا النوع من النشاط كان بدافع اقتصادي لتحسين وضعيتها وتلبية احتياجات أسرتها، مشيرة إلى أن بدايتها كانت بطلب قرض استثمرته في إنتاج الأغطية والأفرشة، وعلى الرغم من صغر قيمة القرض، إلا أنها تمكنت من صنع اسم لها في السوق بمؤسستها التي بدأت في المنزل. ترى المنتجة أنه حان الأوان من أجل إعادة الثقة في الإنتاج المحلي، وصدور القرار الخاص بإيقاف الاستيراد في بعض المواد يعتبر بالنسبة لها كمنتجة، فرصة لإثبات جودة ونوعية الإنتاج المحلي، مشيرة إلى أنها اليوم تعتمد اعتمادا كليا على وسائل التواصل الاجتماعي من أجل الترويج لإنتاجها وتتطلع إلى توسيع ورشتها والاتجاه نحو التصدير.
❊ رشيدة بلال