اِستنجدوا بالفنادق والقاعات المغلقة لإنقاذ الموسم

موجة الحرّ "تطرد" الحرفيّين من الساحات العمومية بالبليدة

موجة الحرّ "تطرد" الحرفيّين من الساحات العمومية بالبليدة
  • 1154
رشيدة بلال رشيدة بلال

أثرت موجة الحر التي عرفتها الجزائر خلال هذه الصائفة، على نشاط الحرفيين على مستوى ولاية البليدة؛ حيث عجزوا عن تنظيم معارض بالساحات العمومية والفضاءات المفتوحة؛ بسبب صعوبة التواجد داخل الخيم المخصصة للعرض؛ لقدرتها الكبيرة على امتصاص الحر؛ الأمر الذي دفع بغرفة الصناعات التقليدية إلى التفكير في بعض الحلول البديلة، التي من شأنها السماح للحرفيين بعرض حرفهم اليدوية، والترويج للسياحة المحلية، خاصة أن موسم الصيف من أكثر المواسم التي ينشط فيها، عادة، الحرفيون.

يراهن الحرفيون على بعض المواسم من أجل الترويج لمنتجاتهم. ولعل موسم الصيف من أكثر فصول السنة التي يحاول فيها الحرفيون بيع مشغولاتهم اليدوية الموجهة للزينة أو تلك التي تعكس التراث المحلي؛ من زرابي، أو ألبسة تقليدية، أو حلي فضية، غير أن الحرارة التي شهدتها الجزائر خلال هذه السنة، غيرت كل التصورات؛ حيث عجز هؤلاء عن تنظيم معارض في المساحات والفضاءات العمومية؛ لكون الخيم المخصصة لذلك غير مكيّفة، وبالتالي يصعب التواجد فيها طوال اليوم؛ الأمر الذي دفع بالقائمين على قطاع الصناعة التقليدية على مستوى ولاية البليدة، إلى اقتراح بعض الحلول التي لقيت ترحيبا كبيرا من الحرفيين. وعلى الرغم من أنها لم تشمل كل الحرفيين، غير أنها سمحت للبعض بممارسة نشاطهم، والترويج للسياحة المحلية.

ومن جملة الحلول المقترحة والتي تم تبنّيها واستفاد منها عدد من الحرفيين، حسب ما كشف عنه لـ«المساء" محمد رابح مدير غرفة الحرف والصناعات التقليدية لولاية البليدة، فقد تم التنسيق مع الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين. وتم تمكين بعض الحرفيين من المشاركة في معارض على مستوى بعض الفنادق وبعض المنتجعات السياحية بالمركّب السياحي "أزور بلاج" بزرالدة بالجزائر، إلى جانب توجيه بعض الحرفيين الذين ينشطون في مجال نباتات الزينة إلى ميناء تيبازة. وتم التنسيق مع غرفة الصناعات التقليدية لولاية تيبازة، لإعطائهم فرصة العرض على مستوى الميناء، وكذا التنسيق مع مصالح الصناعات التقليدية على مستوى بلدية شرشال، للسماح، أيضا، لعدد من الحرفيين بالتواجد في بعض الفضاءات القريبة من البحر، للترويج للسياحة المحلية في مجال استخلاص الزيوت العطرية والطبية، وفي مجال نباتات الزينة، مشيرا في الإطار إلى أن ولاية البليدة من الولايات الداخلية، وتشهد كل سنة حرارة مرتفعة، غير أنها هذه السنة وعلى غرار عدد من ولايات الوطن، شهدت معدلات حرارة قياسية؛ الأمر التي تطلّب معه البحث عن حلول استعجالية لدعم الحرفيين، والترويج للسياحة المحلية؛ من خلال الاستنجاد ببعض الولايات الساحلية.

ومن جهة أخرى، أشار المتحدث إلى أن غرفة الصناعات التقليدية وفي إطار برنامجها الرامي إلى الاهتمام بتكوين الحرفيين والمهتمين بالصناعات التقليدية، انتهت، مؤخرا، من الإشراف على دورة تكوينية خاصة بالخياطة. ويجري حاليا تنظيم دورات تكوينية جديدة نهاية شهر أوت، لافتة، بالمناسبة، إلى أن مساعي غرفة الصناعات التقليدية على مستوى ولاية البليدة، تعمل جاهدة على التنسيق مع بعض الفنادق والمرافق السياحية من أجل فتح الأبواب للحرفيين، لعرض حرفهم.

وقد لقيت المبادرة ترحيبا من أصحاب المؤسسات الفندقية، الذين رحبوا بالفكرة، ومنح للحرفيين مساحات للعرض والترويج للصناعات التقليدية.