مهرجان البيتزا والباستا بمنتزه "الصابلات"
نكهات عابرة للحدود من موائد البحر المتوسط

- 160

في مشهد نابض بالحياة، على ضفاف خليج الجزائر، وتحديدا في منتزه "الصابلات" بالجزائر العاصمة، الذي تزين مؤخرا، بألوان الطهي وروائح التوابل وعشق المتوسط، خلال الطبعة الثالثة من مهرجان "أيام البيتزا والباستا"، الذي، كما يشير إليه شعارها، فعاليات خاصة بفنون الطبخ في العجائن، في تظاهرة دولية ذواقة، جمعت بين البهجة الجماهيرية، والرسائل الثقافية، والرهانات السياحية، هدفها الأساسي، الترويج للثقافة المحلية ومشاركتها من دول أجنبية، والتعريف بلذة المطبخ الجزائري ومختلف الجوانب الثقافية والشعبية لهذه الدولة القارة.
على مدار أيام، تحول الفضاء المفتوح، المطل على البحر الأبيض، إلى ساحة نابضة بالحياة، تهافت إليها عشاق المأكولات الجزائرية والإيطالية والتونسية والليبية، وغيرها من مختلف الأعمار والثقافات، في احتفالية جمعت تحت خيمتها، كبار الطهاة، الفنون الشعبية، والتبادل الثقافي العابر للحدود، لتتواصل الفعاليات إلى غاية 16 أوت الجاري، بهدف الترحيب بعشاق تلك الفنون.
لا يعد المهرجان وجهة سياحية ترفيهية لزوار العاصمة، أو عرض وصفات الطهي، تقول كريمة بيداي، المكلفة بالتنظيم وتنسيق التظاهرة، مشيرة إلى أن الحدث يحمل رؤية أوسع، لتعزيز التبادل الثقافي بين الجزائر والدول الصديقة، على رأسها إيطاليا وتونس وليبيا، من خلال ما يجمع العالم ويتفق عليه على لذة أكلات وتقاليد طبخ دول البحر الأبيض المتوسط، بين "الباستا" و"البيتزا" بأنواعها الغنية، وصولا إلى الأطباق المحلية الأصلية، على غرار "الكسكسي، الشخشوخة، الهريسة التونسية، الشوربة، الزفيطي"، وغيرها من الوصفات التي لا تعد ولا تحصى، تقول محدثة "المساء"، مؤكدة أن لذة الطعام تحول الحدث إلى ساحة تبادل ثقافي، وتوحد اللغة التي يفهمها الجميع ويتشاركها الزوار بشغف، من خلال ورشات مفتوحة لتعليم بعض أسس الوصفات على يد شيفات بنجوم محلية وأخرى دولية.
وقد كان لافتا للانتباه، الحضور القوي للطهاة الدوليين، في هذه الطبعة الجديدة من المهرجان، التي باتت، حسب محدثة "المساء"، حدثا سنويا، بعد نجاح الطبعتين السابقتين، بمشاركة طهاة إيطاليين مرموقين حاصلين على جوائز دولية، جاءوا من نابولي وباليرمو، مدينتي "البيتزا والباستا"، ليقدموا "البيتزا" والمعكرونة على أصولها، كما تألق من جهتهم، طهاة جزائريون شباب بفنون الطبخ، وشاركوا كل يوم في ورشات تكوينية وتدريبية، أثمرت بذلك تبادلا للخبرات وتطورا في أساليب التحضير والتقديم على السواء.
وما ميز المهرجان، تقول المحدثة، ليس فقط النكهات، بل الرسائل الثقافية التي حملها، مضيفة أنه في زمن تتعاظم الحاجة إلى الحوار الحضاري، جاء المهرجان كمنصة حية للتلاقي، خلال تذوق طبق "بيتزا" من يد طاهٍ إيطالي، وتبادل الوصفات بين طباخة جزائرية وزملاء تونسيين، ليتضح من خلال ذلك، أن فن الطبخ هو أحد أقوى أدوات الدبلوماسية الناعمة، ليكون كل طاهٍ سفيرا دون جواز سفر، على حد تعبيرها.
وفي الأخير، أوضحت المتحدثة، أن المهرجان سيتخلله، على مدار أيام التظاهرة، العديد من العروض الثقافية بين طبوع الغناء واللباس التقليدي، إلى جانب الطبخ، لتعكس بذلك غنى هذه الدولة وفخرها ومشاركتها مع الدول الصديقة، وتوفير فضاء للزوار، من أجل عيش تلك التجربة في فضاء واحد رفقة العائلة.