بهدف تحفيز الأطفال على الصلاة وحفظ القرآن
هدايا مستحدَثة في رمضان لمواكبة عالم الطفولة
- 525
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة طباعة أسماء الأطفال على سجادات الصلاة، وعلى كثير من الأشياء الخاصة، والهدايا المستحدَثة في رمضان؛ لمواكبة عالمهم الطفولي، والتي تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بإيجابية، وبصفة كبيرة، خاصة أنها تزامنت والشهر المبارك، لا سيما أن شهر رمضان فرصة لتدريب الأطفال على الصيام، وكذلك لتشجيعهم، وغرس الرغبة في أداء الصلاة بانتظام، ووقت مناسب كي يتيقنوا أن الصلاة واجبة عليهم وليست اختيارا يمكنهم الأخذ به أو تركه؛ باعتبارها أهم ركن من أركان الإسلام بعد الشهادة.
وقد بات الاحتفال ببلوغ الطفل سن سبع سنوات من بين العادات التشجيعية التي بدأت تلجأ إليها كثير من العائلات، التي تقوم بتحضير حفلة صغيرة في نطاق الأسرة والأصدقاء؛ كنوع من التحفيز على أداء الصلاة. وباتت أجمل هدية يتلقاها الطفل هي سجادة الصلاة مطبوع عليها اسمه، أو طقم صلاة مميز بالنسبة للفتيات، أو مسبحة باسمه؛ حتى يكون متحمسا للبدء في الصلاة والمواظبة عليها بدون تركها، وهي إحدى الطرق لتشجيع الموقف الإيجابي تجاه الصلاة.
طبع أسماء الأطفال على سجادات الصلاة ظاهرة تغزو مواقع التواصل
مبادرة طبع الأسماء على سجادات الصلاة خاصة بالنسبة للأطفال، عرفت رواجا وانتشارا كبيرا منذ فترة. وزاد الطلب عليها كهدايا قبيل حلول شهر رمضان، بعد أن باتت وسائل التواصل الاجتماعي ملاذ المهتمين بهذا النوع من الأعمال، وتجارة رابحة؛ إذ امتلأت الصفحات الافتراضية بأعمال متنوعة لشباب وشابات أضفوا على الإنتاج تصاميم تتماشى مع الشهر الفضيل؛ كطباعة أسماء الله الحسنى، أو طباعة اسم الشخص المراد تقديم الهدية له، أو طباعة صورة للكعبة الشريفة، أو المسجد النبوي على السجادات، وحتى صنع مسابح بأسمائهم. وهي المنتوجات التي يتم تسويقها، غالبا، على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لكونها تتيح الوصول إلى زبائن من مختلف ولايات الوطن، خاصة مع عرض خدمة التوصيل.
أولياء يرحّبون بالفكرة ويستحسنون المبادرة
أكدت السيدة هيبة، أستاذة بجامعة قسنطينة 3، أن صديقة لها حمستها على الفكرة؛ لتحفيز ابنها فراس البالغ من العمر 7 سنوات، على الصلاة؛ إذ حرصت على أن يشاركها اختيار اللون المناسب للسجادة، ونوعية الخط الذي يُكتب به اسمه. وقد انتظر فراس بلهفة، تسلُّمها؛ لأخذها والصلاة مع والده في المسجد. وأردفت هيبة أن فكرة السجادة كان لها وقع إيجابي على طفلها، الذي أصرّ على أخذ السجادة معه للمدرسة، ليتباهى بها أمام زملائه؛ ما جعل الكثير من الأطفال يطلبون مثلها. وأضافت الأم أن أكثر من 10 أمهات زملاء ابنها، طلبن رقم مصممة السجادة؛ ليتمكنّ من طلب مثلها لأبنائهم.
وقد استحسنت السيدة حكيمة، مهندسة بمكتب دراسات معمارية، كل الأفكار الجديدة المطروحة في الأسواق تزامنا والشهر الفضيل، التي تشجع الأطفال الصغار على الخوض في رحلة الصيام، وتساعد الأولياء في جذب وتحبيب الأمور الدينية لأبنائهم، مؤكدة أنها قامت بشراء سجادة طُرز عليها اسم ابنها؛ كي تشجعه على الصلاة؛ كهدية في عيد ميلاده. كما اشترت مثلها كهدية أخرى، ستقدمها لابنة صديقتها في عيد ميلادها القادم. وقالت إن هذه السجادة جعلت ابنها يسارع عقب كل أذان للصلاة، إلى طرح سجادته أرضا، وهو فخور بها. وليس هذا فحسب، قالت السيدة حكيمة، فظهور بعض المسبحات الخاصة والتي يُكتب عليها أسماء أصحابها، شجع، أيضا، محبي التميز على اقتنائها، واستعمالها، خاصة خلال الشهر الفضيل.
ولعل ما لفت انتباه محدثتنا والعديد من زميلاتها وصديقاتها، كما قالت، ظهور بعض المعدات الإلكترونية التي تساعد الأطفال على حفظ القرآن وترتيله، والتي جاءت على شكل راديو من الطراز القديم، يحوي جملة من التسجيلات الصوتية الخاصة بالأذكار والأحاديث والصور القرآنية القصيرة التي يستمعون إليها، ويستطيعون متابعتها، وحفظها عن طريق التكرار.
مسجلات ومصاحف إلكترونية للأطفال لتحفيظ القرآن
من جهة أخرى، أصبح شهر رمضان فرصة للترويج للأفكار الروحانية؛ حيث انتشرت، مؤخرا، مسجلات صغيره لتحفيظ القرآن الكريم، تقدَّم كهدايا عشيه هذا الشهر؛ على غرار المصحف الإلكتروني الناطق، والذي تداولته العديد من الصفحات عبر فايسبوك؛ إذ يحتوي هذا المنتوج على القرآن الكريم كاملا بصوت 5 قراء بروايتي ورش وحفص، وكذا قصص الأنبياء مع السيرة النبوية كاملة، فضلا عن الأذكار اليومية المتنوعة، وقصار السور مع المعلم؛ لتسهيل الحفظ، إلى جانب الأربعين النووية مع أسئلة دينية للأطفال، ومتن تحفة الأطفال لتعلّم أحكام التجويد، ومعه دليل كيفية الاستعمال.
علب دينية بكل مستلزماتها هدايا عشية رمضان
بالمقابل، انتشرت عبر العديد من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي خاصة فايسبوك، نماذج عديدة لهدايا بألوان تناسب الذكور والإناث، تضم علبا كبيرة أو"بوكس الصلاة للأطفال" بتصاميم جذابة؛ لتحفيزهم على الصلاة، بها كل المستلزمات؛ من مصلية باسم الطفل، وسبحة بنفس لون السجادة، وكاميرا، وخاتم التسبيح، وكذا أوراق تلوين لتعليم الصلاة، وفانوس يجمعه الطفل، وأيضا مفكرة رمضانية فيها قصص الأنبياء، وأسئلة دينية، وكل هذا يصب في إطار مساعدة الآباء والأمهات على تحفيز أبنائهم على الارتباط بقيم الدين الإسلامي.
وقد أكدت لنا صاحبة إحدى الصفحات التي تروّج لهذه المنتجات عبر فايسبوك، أنها منذ إطلاق الإعلان الترويجي لهذا المنتج، تلقت العديد من الطلبات. وفي ظرف يومين فقط، تلقت أزيد من 150 طلب من آباء وأمهات وحتى بعض الأقارب، الذين اختاروا المنتج لتقديمه كهدايا مع حلول شهر رمضان الكريم، حتى إنها تحولت إلى هدايا أعياد ميلاد ونجاح، خاصة أن رمضان هذه السنة، تزامن وانقضاء الفصل الثاني" وظهور نتائج الامتحانات.
وقد أجمع كل من تحدثت "المساء" إليهم، على أنه رغم أن الكثيرين قد استغلوا شهر رمضان ليكون ركيزة تجارية لمجمل اختراعاتهم التي اختيرت بعناية ودقه لجلب الأبناء وأوليائهم، إلا أنها مبادرات حسنة، تساعد في توطيد علاقة الصغار بدينهم؛ من خلال جذبهم بوسائل تتناسب مع سنهم الصغيرة، التي تستدعي تزويدهم بوسائل تعليمية وتثقيفية، وفي ذات الوقت توحي لهم بأنهم في إطار اللعب ضمن عالمهم الطفولي.