لتفادي مشاكل عسر الهضم

هذه كمية وطريقة الطبخ الصحيحة للّحم

هذه كمية وطريقة الطبخ الصحيحة للّحم
المختص في التغذية الدكتور إسماعيل شيليبان
  • القراءات: 676
رشيدة بلال رشيدة بلال

دعا المختص في التغذية الدكتور إسماعيل شيليبان، العائلات الجزائرية إلى توخي الحيطة، والحذر من تناول لحوم العيد بكميات كبيرة، والتي تحضَّر بطرق مختلفة، بعضها بالطرق التقليدية، وأخرى عن طريق شيّها، مؤكدا أن لحوم الخراف غنية بالدهون المشبّعة؛ الأمر الذي يتسبب في بعض المشاكل الصحية، وتحديدا لمن يعانون من بعض الأمراض المزمنة. 
قال المختص في التغذية الدكتور إسماعيل شيليبان في حديث خص به "المساء"، بأن ما ينبغي التأكيد عليه تزامنا والاحتفال بعيد الأضحى المبارك، أن المشكل لا يُطرح حول تناول اللحم كغذاء، وإنما في الكمية التي يتم تناولها، وفي الطريقة التي يحضَّر بها اللحم، مؤكدا: "إن كانت كميات اللحم كبيرة ومحضرة بطريقة غير صحية، فقد تتسبب في الكثير من المشاكل الصحية" ، مردفا: "بالرجوع إلى منظمة الصحة العالمية نجد أنها حددت مقدارا معيّنا يجب احترامه عندما يتعلق الأمر بتناول اللحوم الحمراء التي لا تتجاوز 500 غرام كأقصى حد في الأسبوع؛ لكون اللحوم الحمراء تحتوي على نسبة عالية من الدهون من جهة. كما تتوفر على عنصر الحديد الذي يمكن أن يفيد الفئة التي تعاني من نقص فيه. ولكن بالنسبة للأشخاص العاديين، فالإكثار من تناول اللحوم الحمراء قد يعرّضهم لالتهابات، ومنه التعرض لبعض الأمراض "، مؤكدا بالمناسبة: "كلما احترم الفرد الكمية الموصى بها كان ذلك أفضل لصحته؛ من خلال توزيع النسبة المقدرة بـ 500 غرام على الأسبوع" .
من جهة أخرى، أوضح المختص في التغذية أن المعروف في اللحوم الحمراء وخاصة لحم الخرفان، احتواؤها على نسبة عالية من الدهون؛ ما يجعلها تشكل خطرا على من يعانون من أمراض القلب والشرايين، وكذا الأشخاص الذين يعانون من مقاومة الأنسولين. وأردف: "من أجل هذا تم تنبيه العائلات الجزائرية إلى الأخطار الصحية التي يتسبب فيها الإكثار من تناول اللحوم الحمراء"، موضحا: " معروف عن العائلات الجزائرية لا سيما الفئة التي لا تتناول اللحوم بشكل نظامي، خلال السنة، أنها تسارع في مثل هذه المناسبات من باب استغلال الفرصة، إلى أكل اللحم بطريقة عشوائية؛ الأمر الذي يعرّضها للكثير من المشاكل الصحية التي تفسد فرحة العيد".
ومن المشاكل الصحية التي يتسبب فيها الإكثار من تناول لحم العيد، عسر الهضم الذي يُعد واحدا من التعقيدات الصحية التي تكثر في عيد الأضحى. وأضاف المختص: "من أجل هذا ننصح المسؤول عن تحضير الأطباق بإرفاق اللحوم عند تحضيرها بالكثير من الخضار الغنية بالألياف؛ للتقليل من التأثيرات السلبية للدهون الموجودة في اللحم، إلى جانب إدراج بعض النشويات المعقدة؛ مثل الأرز الكامل، أو كسكسى الشعير"، مؤكدا أن السلطة المتبّلة بالخل أو الليمون، تساهم في إنقاص امتصاص الدهون المشبعة التي تتسبب في رفع نسبة الكولسترول في الدم لبلوغ التوازن الغذائي، ومنه تفادي الآثار السلبية التي يمكن أن يتسبب فيها تناول اللحم خلال الأيام الأولى من العيد.
طرق خاطئة لطبخ اللحوم
يرى المختص في التغذية الدكتور شيليبان أن واحدة من التعقيدات الصحية التي يتسبب فيها لحم العيد، طريقة التحضير خاصة التي تعتمد على شيّ اللحوم على الفحم. وفي هذا الخصوص ينصح المختص عند شيّ اللحوم بعدم التمادي في حرق دهون اللحم حتى تفحّمها؛ بسبب وجود مواد بعد التفحم التي تُعد مصدرا للسرطان، مشيرا إلى أن طريقة الطبخ الصحيحة والصحية تكون بإبعاد قطعة اللحم عن الفحم؛ لتجنب حرقها، ومنه منع تكوّن المادة السامة التي تؤثر على الصحة، خاصة بالنسبة لكبار السن والأطفال، أو عن طريق طبخه في الفرن أو في القدر، مع الحرص على تجنب تناول الدهون التي تصدر عنه، وإرفاقه بالخضر والليمون.
ويختم المختص في التغذية بالقول: "الملاحَظ في بعض العائلات الجزائرية في السنوات الأخيرة، أنها أصبحت تولي أهمية كبيرة للطريقة الصحية التي يجب اتباعها لتحضير الأطباق المكونة من اللحوم خلال المناسبات مثل عيد الأضحى، ناهيك عن أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تعرض طرقا مختلفة في تحضير الأكل الصحي، فضلا عن  التواصل مع مختصين  في مثل هذه المناسبات من بعض الفئات، خاصة المرضى منهم؛ لتجنّب الوقوع عرضة لبعض التعقيدات الصحية" .