ملامح موسم صيفي ناجح في وهران
هياكل سياحية، شواطئ ومواقع لا يمكن نسيانها
- 5118
مازالت ولاية وهران تشكل مقصدا هاما للمصطافين والسياح القادمين من مختلف ولايات الوطن، ومن خارج البلاد من مغتربين وأجانب، يجدون في استقبالهم هياكل سياحية هامة وشواطئ خلابة ومساحات ترفيه حولت وهران إلى قطب سياحي بامتياز، في وقت تعمل مصالح ولاية وهران على تطوير مرافق الاستقبال الخاصة بالسياح، خاصة على مستوى منطقة الكورنيش الوهراني الواقعة في دائرة عين الترك ببلدياتها الثلاث، وهو ما وقفت عليه "المساء" من خلال الكشف عن مواقع، مرافق وشواطئ سياحية تستقطب السياح وتوفر خدمات نوعية بأسعار مقبولة، حسب الزوار.
تعد منطقة الكورنيش الوهراني في ولاية وهران، والتي تضم 14 شاطئا اليوم، إلى جانب شواطئ المنطقة الشرقية لولاية وهران، التي تعرف مجموعة مشاريع سياحية لم تدخل الخدمة بعد، أهم مقصد لزوار الولاية من الباحثين عن قضاء أيام من الراحة والترفيه والاستجمام بشواطئ الولاية الخلابة، تتقدمها شواطئ بلدية العنصر التي تضم أكبر وأهم الشواطئ والمركبات السياحية، يتقدمها شاطئ ومركب "الأندلسيات" الذي بقي لسنوات أهم مقصد للسياح من داخل وخارج الوطن، حيث يعد هذا المركب الذي حافظ على نمطه السياحي الفريد منذ سنوات السبعينات، أهم مقصد، بعد استفادته من مشاريع عصرنة وصيانة تتوافق والفنادق الدولية التي تقدم خدمات وفق معايير دولية، حظي مؤخرا، بفتح مركز للعلاج الفيزيائي باستخدام مياه البحر.
"العطلة في بلادي مع أولادي"
حسب السيد بهلولي حسن، المدير العام لمركب "الأندلسيات" في لقاء مع "المساء"، فإن ما يميز موسم الصيف الحالي، الأسعار المغرية التي أطلقها المركب الذي يحمل اليوم تسمية "القرية السياحية"، وهي أسعار قال بأنها: "مدروسة تمكن جميع العائلات من الإقامة بالقرية السياحية". وأكد المدير العام بأنه تم تحديد مبلغ 4500 دج للشخص الواحد للمبيت بفندق القرية السياحية ضمن شعار خاص أطلقته إدارة الفندق، حمل تسمية "العطلة في بلادي مع أولادي". أضاف المدير العام للمركب بأن طرح هذه الأسعار أمام الزبائن جاء لفتح المجال للسياحة الداخلية، في ظل وجود إرادة سياسية قوية لإعادة دفع قطاع السياحة، والدليل على ذلك ـ يضيف المتحدث ـ اللقاء الموسع الذي جمع 4 وزراء لإعادة بعث السياحة.
أكد المدير العام بأنه وإلى جانب الأسعار المغرية المطروحة أمام الزبائن، تم الشروع في تنفيذ برنامج متنوع نزولا عند رغبات كل المصطافين، حيث تم لأول مرة، يتم افتتاح مقهى أدبي يتم فيه عرض الإصدارات وعقد الندوات الفكرية، إلى جانب فتح متحف داخل المركب السياحي، بالتنسيق مع المتحف الوطني "أحمد زبانة" الذي يتم فيه عرض صور فوتوغرافية لمدينة وهران، إلى جانب حفريات ومسكوكات وزخارف وأدوات قديمة أمام المصطافين للتعريف بتاريخ المدينة، فضلا عن ذلك، شرع المركب منذ يوم 20 جويلية الجاري، في إطلاق عروض مسرحية بالتنسيق مع المسرح الجهوي "عبد القادر علولة" الذي سيقوم بعرض سلسلة عروض مسرحية للكبار والصغار، إلى جانب تنظيم ورشات خاصة في الصناعات التقليدية مع بعض الجمعيات وسهرات فنية في جميع الطبوع الجزائرية. أكد مدير المركب بأن زوار المركب سيجيدون كل ما يبحثون عنه بالمركب، إلى جانب شاطئ الأندلسيات الذي يتوفر على كامل الضروريات، فيما يعد مغيب الشمس الأحسن على مستوى شواطئ ولاية وهران.
مركز للعلاج بمياه البحر بمواصفات عالمية
يوفر المركب 1600 غرفة إقامة لصالح الزبائن بكل الضروريات، تتوزع على 400 غرفة بالفندق، من بينها 36 غرفة متجاورة تم إنجازها نزولا عند رغبات المصطافين من العائلات الكبيرة التي تفضل البقاء متجاورة، وهو ما تسعى إدارة المركب إلى توفيره لصالح الزبائن القادمين من مختلف أرجاء الوطن ومن خارجه، إلى جانب السياح الأجانب، فيما افتتح المركب أول مركز للعلاج بمياه البحر كلف 5 ملايين أورو، يقدم خدمات لصالح الرجال والنساء بمعدل 18 خدمة للنساء و15 خدمة للرجال، بإشراف طاقم طبي مختص. لقد تم تحديد أسعار في المتناول بهدف السماح للعائلات والمواطنين من الاستفادة من خدمات المركز الذي يحمل مواصفات عالمية، ولجلب السياح، تم إعطاء أهمية كبرى للجانب الخدماتي، في مقدمتها الإطعام، إذ فُتح مطعم جديد سمي بـ«سقيفة الباي"، يقدم أكلات للتعريف بالعادات والتقاليد الجزائرية، مع فتح مطعم آخر "بيو" نزولا عند طلب بعض الزبائن. أكد السيد بهلولي بأن التركيز على السياحة المحلية سيمكن من الرفع من مردودية المؤسسات الفندقية من خلال عرض المنتوج بأسعار معقولة في متناول جميع الزبائن الجزائريين، كما أن الخدمات بالمركب تتم وفق نموذجين خاصين لكل من المرأة والرجل.
مناظر ساحرة على طول 120 كلم من الساحل
تعد شواطئ ولاية وهران اليوم، أهم مقاصد المصطافين القادمين من مختلف ولايات الوطن، لما توفره من راحة وكل شروط الاصطياف، حيث يمكن للمصطافين قضاء أيام من الراحة والاستجمام عبر 14 شاطئا مسموحا للسباحة، تنتشر على طول 120 كلم وتتوفر كلها على فنادق و«بنغالوهات"، ويعد شاطئ "سان روك" الذي يقع بمدخل بلدية عين الترك أحد أهم الشواطئ التي استعادت مكانتها السياحية، بعد استثمارات كثيرة لخواص في مجال إنجاز الفنادق والمركبات التي توفر خدمات راقية للمصطافين، على غرار العلاج بمياه البحر والسياحة الحموية، كما تتوفر منطقة عين الترك على أهم مركب خاص لاستقبال السياح، ويتعلق الأمر بمركب "عدن" الذي يوفر فندقا من 4 نجوم وقرية سياحية ضخمة توفر كامل الضروريات، إضافة إلى أجمل وأنظف شاطئ بولاية وهران، ويتعلق الأمر بشاطئ "الكثبان" الذي تحول هو الآخر إلى مقصد للسياح من كل ربوع الوطن، ارتفع عدد مرتاديه بعد فتح الخط البحري الحضري انطلاقا من ميناء وهران، وصولا إلى شاطئ "الكثبان".
في المقابل، تبقى شواطئ بلدية بوسفر في الريادة من حيث عدد المصطافين سنويا، خاصة على مستوى شواطئ "بومو"، "بوسفر" و«الشاطئ الكبير"، تضم أكبر المناظر الخلابة على البحر وتوفر فضاء خاصا للعائلات، فيما تطل على كامل هذه الشواطئ منطقة كبيرة من الكثبان الرملية التي تبقى توحي للزوار بسحر وهران، وغير بعيد عن هذه الشواطئ، يقع شاطئ "كوراليس" الذي لا يزال يعد قبلة المصطافين، خاصة ما يوفره من ألعاب مائية، بعد استثمار قام به أحد الخواص ويوفر اليوم الدرجات العائمة وقوارب النزهة أمام العائلات.
مسبحان بقلب جبل شاطئ "لامدراغ"
من بين الاستثمارات الخاصة التي تستقطب زوار وهران؛ المشروع الضخم الذي أطلقه أحد الخواص، وتحدى منطقة "لامدراغ" الجبلية، وقام بإنجاز مسبحين لصالح العائلات والأطفال بقلب جبل "لامدراغ"، إذ رغم صعوبة مسالكه، غير أنه أصبح اليوم متاحا أمام العائلات الجزائرية بعد تعبيد الطريق والمسالك المؤدية إليه، ويوفر صاحب المشروع فضاء خاصا للعائلات الراغبة في قضاء يوم داخل مسبح عائلي، أضيف له مسبح خاص بالأطفال، مع فتح مسلك آخر باتجاه شاطئ "لامدراغ" الرائع وتنظيم سهرات واحتفالية خاصة بالأطفال. تمكن المشروع منذ افتتاحه من جلب عشرات المصطافين من داخل وخارج الوطن، تحول إلى فضاء فريد من نوعه، خاصة بوجود مناظر من الجبال وواجهة بحرية مطلة على أجمل مناطق الكورنيش الوهراني.
من أجل تمكين المصطافين من تحقيق حلم العبور البحري وقضاء نزهة بحرية ويوم بسواحل وهران، افتتح على مستوى ميناء وهران وللسنة الثانية على التوالي، خط بحري باتجاه شاطئ الكثبان الذي يتوسط كل شواطئ الطنف الوهراني، حيث تم توفير سفينتين قادرتين على حمل 350 شخصا نحو شاطئ الكثبان، تعملان بصفة مستمرة وتقومان يوميا بتنظيم 16 رحلة بحرية ذهابا وإيابا، بداية من الساعة السابعة صباحا إلى غاية الساعة السابعة مساء. تمكن الرحالات من تعرف المصطافين على شواطئ منطقة عين الترك التي تعبرها السفينتان، ويمكن لزوار المنطقة قصد أي شاطئ بعد النزول على مستوى شاطئ "الكثبان"، بفضل توفر النقل ببلدية عين الترك.
الحديقة المتوسطية تستقطب 10 آلاف زائر كل ليلة
تعد الحديقة المتوسطية الواقع ببلدية وهران، أكبر متنفس للعائلات في الولاية خلال موسم الصيف، حيث يمكن للزائر مشاهدة ترقيم سيارات المواطنين القادمة من كل أنحاء الوطن، وحتى من بعض الدول المجاورة، على غرار ليبيا وتونس، إلى جانب سيارات المغتربين. تحتل الحديقة المتوسطية الريادة في استقطاب سياح ولاية وهران، الذين تتحول وجهاتهم من الشواطئ نهارا، إلى الحديقة ليلا، لما توفره من سهرات فنية متواصلة وجو عائلي يسمج للعائلات بقضاء ساعات من المتعة والترفيه، وقد برمجت بلدية وهران والديوان الوطني للثقافة والإعلام، سلسلة سهرات للعائلات، فتحت مجانا أمام المواطنين والعائلات، فيما تنتشر بكامل الحديقة فضاءات لعب للأطفال والترفيه، وقد تميزت الحديقة خلال الموسم الحالي بفتح مقاه خاصة توفر للسياح مجالات للمطالعة أو مشاهدة بعض البرامج الثقافية المحددة، إلى جانب مساحات لعب، وقد كانت ولاية وهران قد أعطت موافقتها لاستحداث هذه الفضاءات ضمن مبادرة لاستقطاب الاستثمارات الخاصة بالمغتربين الجزائريين المقيمين بالخارج، والدين تمكنوا من نقل هذا المشروع وتجسيده على أرض الواقع.
منطقة "الأفق الجميل" محطة توقف لكل زائر
تعتبر منطقة الأفق الجميل بما تحمله من مناظر خلابة ومواقع غابية فريدة من نوعها، نقطة استقطاب سياحي بمدينة وهران، لا يمكن لأي زائر النزول في ولاية وهران للاصطياف والسياحة دون صعود مرتفعات جبل "مولاي عبد القادر"، كما هو معروف بمدينة وهران، وهي المنطقة المطلة على كامل مدينة وهران القديمة والجديدة، فيما تشكل المنطقة فضاء ساحرا للباحثين عن قضاء ساعات من الترفيه، بعيدا عن المدينة، خاصة بالجهة الغربية للمنطقة والمطلة على البحر مباشرة، حيث يمكن للزوار مشاهدة القاعدة البحرية مرسى الكبير بالكامل والوقوف على غروب شمس منطقة الكورنيش الوهراني من أعالي جبل المرجاجو.
كما ستستفيد المنطقة لدعم السياحة مع نهاية السنة الجارية، من تشغيل محطة العربات الهوائية "التليفيريك"، حيث تقوم حاليا الشركة السويسرية "غرافينت" بمتابعة أشغال الصيانة والتحديث لدخول العربات الهوائية حيز الخدمة، والسماح لأكبر عدد ممكن من السياح بالاستفادة من زيارة المنطقة والتعرف على مدينة وهران من علو يجاوز 700 متر من سطح البحر، فيما تبقى قلعة "سانتا كروز" شامخة تحاكي تاريخ المدينة التي استطاعت الجمع بين حضارات تعاقبت على مدينة وهران، في وقت قام أحد المتبرعين بإنجاز مسجد كبير يحمل تسمية "الرباط"، استكملت به حلقة التواصل بين الأديان والحضارات في أعالي مدينة وهران.
❊❊ رضوان قلوش ❊❊