المنتجع الأمثل للاصطياف بعنابة
"وادي بقراط" شاطئ تتعانق فيه زرقة السماء ومياه البحر
- 7386
إذا كانت عنابة تلقب بـ"الأنيقة الساحرة" و"جوهرة الشرق" و"لؤلؤة إفريقيا"، فإن شاطئها "وادي بقراط" بسرايدي الجبلية يبقى المنتجع الأمثل للراحة والاستجمام، نظرا لموقعه الساحر في أحضان جبال الايدوغ التي تطل على زرقة مياه البحر الأبيض المتوسط.
وعلى امتداد 1008 متر طولي، تغطي رمال ذهبية ناعمة سطح هذا الشاطئ الذي يستند على مرتفعات الايدوغ الغنية بأشجار الفلين والزان وبساتين متعددة الثمار، تبعث في نفوس هواة الاستجمام الإحساس بمتعة الراحة والسكينة والهروب من ضوضاء المدينة.
وبقدر ما تتعدد الأسماء التي تطلق على هذا الموقع السياحي، بقدر ما تتعدد مؤهلاته، فهو الموقع الساحر الذي تتعانق فيه زرقة السماء بزرقة مياه البحر، وتتجمع بمرتفعاته التي تطل على الشاطئ "أضرحة وزوايا" لأولياء صالحين يتبرك برؤيتهم زوار الموقع، على غرار زاوية سيدي علي غريب وسيدي براهم وبوقنة، حسب أحد كبار أعيان بلدة سرايدي، محمد ثابت.
إلى جانب اسمه الحالي "وادي بقراط"، يعرف هذا الشاطئ الساحر باسم "الشاطئ الكبير" و"شاطئ سرايدي"، بالإضافة إلى شاطئ "جنان الباي"، لتبقى التسمية الأخيرة الأكثر تداولا في أوساط السكان الأصليين بكل أنحاء عنابة وسرايدي بالنظر إلى الروايات التي لا تزال متداولة بينهم.
وتفيد نفس الروايات بأن "الموقع كان يقصده إبان العهد العثماني في الجزائر باي قسنطينة حاكم عثماني، بشكل منتظم قصد الراحة والاستجمام صيفا، بعد أن اختاره وجهة صيفية من بين أجمل المواقع الساحلية بالشرق الجزائري، ليأخذ بعدها الشاطئ اسم "جنان الباي" نسبة إلى باي قسنطينة، على حد روايات أعيان المنطقة.
فالوجهة "جنان الباي" أو "وادي بقراط" باسمه الرسمي الحالي الذي يعني وفرة المراعي وتمركز المربين منذ القدم بمنطقة سرايدي الجبلية، تمثل اليوم مقصدا للسياح من داخل وخارج البلاد. فقبل بلوغ "واد بقراط"، يتمتع قاصدو الشاطئ بفسحة مريحة في أحضان الطبيعة، يسلكون أثناءها طريقين جبليين يقطعان قلب جبال الايدوغ، وسط ديكور تصنعه أشجار غابية تتعالى منها زقزقة طائر الحسون ويستوقف على امتدادها العابرون باعة خضر طازجة وثمار التفاح والتين الشوكي ذي النكهة المتميزة.
ويستقبل شاطئ وادي بقراط يوميا بين 300 و400 مركبة تنقل أكثر من 3 آلاف مصطاف، ليتضاعف هذا العدد خلال عطل نهاية الأسبوع، حسبما ورد في إحصائيات فرقة الحماية المدنية التي تحرس الشاطئ .
وتستغل بشاطئ وادي بقراط مساحات لركن المركبات غير محدودة السعة بالجهتين الشرقية والغربية، ويشرف على تسييرها شباب من أبناء المنطقة مرخصين من طرف البلدية، يتقاضون مبلغا قيمته 100 دج مقابل ركن المركبة الواحدة.
وتقصد العائلات شاطئ سرايدي للاستجمام نظرا لنوعية مياهه النظيفة، كما أن بعض المقاطع منه لا يتجاوز عمقها المتر الواحد، وهو عمق يصلح كثيرا لسباحة الأطفال، كما قالت السيدة ليندة، وهي مصطافة تقيم بالمهجر اختارت سرايدي التي وصفتها بـ"الجذابة" و"الفاتنة" بعد أن تنقلت عبر المحطة الاستجمامية "بونة بيتش" بشاطئ بالفيدار، ثم عين عشير ورفاس زهوان ـ "طوش" سابقا ـ بمدينة عنابة، قبل أن تستقر لقضاء باقي أيام عطلتها بسرايدي.
أما بالنسبة للشباب، فوجهة سرايدي تعني للبعض منهم؛ مغامرات للصيد والاستكشاف ولحظات للسباحة والقفز من أعالي سلسلة صخرية تتخللها شواطئ صغيرة معزولة، تحدها بالجهة الشرقية الصخرتان الأكثر شهرة في أوساط الشباب وهواة المغامرات البحرية بعنابة، والمعروفتان باسم صخرتي "الأخوين".
وبالنظر إلى رواج الرحلات البحرية الاستكشافية باتجاه المواقع الصخرية، ازداد إقبال المصطافين على شاطئ "وادي بقراط" على النزهة عبر زوارق استجمامية مرخصة باتجاه المواقع صخرية غنية بالينابيع الطبيعية كمنطقة "وادي سمحون" و"ألقاب" و"صخرتي الأخوين" و"عين بربر".
أما على مستوى الشاطئ الرملي "وادي بقراط" المحروس طيلة موسم الاصطياف، فتمتد طاولات وكراسي ومظلات مغطاة بنبات الديس الطبيعي يوفرها 28 مستغلا من الشباب مرخصين من طرف البلدية لإيجارها بأسعار تتراوح بين 300 و500 دج للوحدة.
ولكسر هاجس العزلة وتقديم خدمات الإطعام بشاطئ سرايدي، تسهر المطاعم الخمسة التي فتحت بوادي بقراط على تحضير مأكولات خفيفة تتنوع بين "البوراك" واللحم المشوي و"السندوتشات" الجاهزة وبيع المشروبات الباردة منها والساخنة، بالإضافة إلى بعث أجواء للتنشيط الفني الموجه للكبار والصغار.
وتتواصل السهرات الصيفية للعائلات بشاطئ وادي بقراط إلى ساعات متأخرة من الليل، حيث تمتزج الطبوع الموسيقية التي تنبعث من مطاعم ومقاهي الشاطئ ليصنع على أنغامها الأطفال والشباب مشاهد للرقص تبعث الإحساس بالمرح في نفوس المصطافين، كما أشارت إلى ذلك السيدة حنيفة التي أكدت بأنها تصر على اصطحاب أحفادها كلما تعلق الأمر بالوجهة "جنان الباي".
وعلى الرغم من المؤهلات الطبيعية المتميزة التي تحتاج إلى تثمين، فإن المصطافين بشاطئ "وادي بقراط" يتأسفون لمظاهر تراكم النفايات وعجز المصالح المعنية لبلدية سرايدي على التحكم في تسييرها بصفة منتظمة وفعالة بسبب نقص الإمكانات، بالإضافة إلى غياب المفارغ العمومية.
فموقع سرايدي الذي استفاد من مشروع للتوسع السياحي على مساحة 1375 هكتارا، بحاجة عاجلة، على حد تعبير منتخبي المجلس الشعبي لبلدية سرايدي، لعمليات تهيئة لحماية الموقع من زحف عمراني غير مدروس. كما يحتاج هذا الموقع ، حسبهم، إلى تجسيد المشروع السياحي الذي انتهت بشأنه الدراسة والمتضمن إنجاز مقرات سياحية وأخرى تجارية وخدماتية في شكل بيوت خشبية (بنغالوهات)، مع فتح مسالك جديدة وتهيئة حظائر لركن السيارات وأجنحة للعب، مع احترام الخصوصيات الطبيعية للموقع.
وعلى امتداد 1008 متر طولي، تغطي رمال ذهبية ناعمة سطح هذا الشاطئ الذي يستند على مرتفعات الايدوغ الغنية بأشجار الفلين والزان وبساتين متعددة الثمار، تبعث في نفوس هواة الاستجمام الإحساس بمتعة الراحة والسكينة والهروب من ضوضاء المدينة.
وبقدر ما تتعدد الأسماء التي تطلق على هذا الموقع السياحي، بقدر ما تتعدد مؤهلاته، فهو الموقع الساحر الذي تتعانق فيه زرقة السماء بزرقة مياه البحر، وتتجمع بمرتفعاته التي تطل على الشاطئ "أضرحة وزوايا" لأولياء صالحين يتبرك برؤيتهم زوار الموقع، على غرار زاوية سيدي علي غريب وسيدي براهم وبوقنة، حسب أحد كبار أعيان بلدة سرايدي، محمد ثابت.
إلى جانب اسمه الحالي "وادي بقراط"، يعرف هذا الشاطئ الساحر باسم "الشاطئ الكبير" و"شاطئ سرايدي"، بالإضافة إلى شاطئ "جنان الباي"، لتبقى التسمية الأخيرة الأكثر تداولا في أوساط السكان الأصليين بكل أنحاء عنابة وسرايدي بالنظر إلى الروايات التي لا تزال متداولة بينهم.
وتفيد نفس الروايات بأن "الموقع كان يقصده إبان العهد العثماني في الجزائر باي قسنطينة حاكم عثماني، بشكل منتظم قصد الراحة والاستجمام صيفا، بعد أن اختاره وجهة صيفية من بين أجمل المواقع الساحلية بالشرق الجزائري، ليأخذ بعدها الشاطئ اسم "جنان الباي" نسبة إلى باي قسنطينة، على حد روايات أعيان المنطقة.
فالوجهة "جنان الباي" أو "وادي بقراط" باسمه الرسمي الحالي الذي يعني وفرة المراعي وتمركز المربين منذ القدم بمنطقة سرايدي الجبلية، تمثل اليوم مقصدا للسياح من داخل وخارج البلاد. فقبل بلوغ "واد بقراط"، يتمتع قاصدو الشاطئ بفسحة مريحة في أحضان الطبيعة، يسلكون أثناءها طريقين جبليين يقطعان قلب جبال الايدوغ، وسط ديكور تصنعه أشجار غابية تتعالى منها زقزقة طائر الحسون ويستوقف على امتدادها العابرون باعة خضر طازجة وثمار التفاح والتين الشوكي ذي النكهة المتميزة.
ويستقبل شاطئ وادي بقراط يوميا بين 300 و400 مركبة تنقل أكثر من 3 آلاف مصطاف، ليتضاعف هذا العدد خلال عطل نهاية الأسبوع، حسبما ورد في إحصائيات فرقة الحماية المدنية التي تحرس الشاطئ .
وتستغل بشاطئ وادي بقراط مساحات لركن المركبات غير محدودة السعة بالجهتين الشرقية والغربية، ويشرف على تسييرها شباب من أبناء المنطقة مرخصين من طرف البلدية، يتقاضون مبلغا قيمته 100 دج مقابل ركن المركبة الواحدة.
وتقصد العائلات شاطئ سرايدي للاستجمام نظرا لنوعية مياهه النظيفة، كما أن بعض المقاطع منه لا يتجاوز عمقها المتر الواحد، وهو عمق يصلح كثيرا لسباحة الأطفال، كما قالت السيدة ليندة، وهي مصطافة تقيم بالمهجر اختارت سرايدي التي وصفتها بـ"الجذابة" و"الفاتنة" بعد أن تنقلت عبر المحطة الاستجمامية "بونة بيتش" بشاطئ بالفيدار، ثم عين عشير ورفاس زهوان ـ "طوش" سابقا ـ بمدينة عنابة، قبل أن تستقر لقضاء باقي أيام عطلتها بسرايدي.
أما بالنسبة للشباب، فوجهة سرايدي تعني للبعض منهم؛ مغامرات للصيد والاستكشاف ولحظات للسباحة والقفز من أعالي سلسلة صخرية تتخللها شواطئ صغيرة معزولة، تحدها بالجهة الشرقية الصخرتان الأكثر شهرة في أوساط الشباب وهواة المغامرات البحرية بعنابة، والمعروفتان باسم صخرتي "الأخوين".
وبالنظر إلى رواج الرحلات البحرية الاستكشافية باتجاه المواقع الصخرية، ازداد إقبال المصطافين على شاطئ "وادي بقراط" على النزهة عبر زوارق استجمامية مرخصة باتجاه المواقع صخرية غنية بالينابيع الطبيعية كمنطقة "وادي سمحون" و"ألقاب" و"صخرتي الأخوين" و"عين بربر".
أما على مستوى الشاطئ الرملي "وادي بقراط" المحروس طيلة موسم الاصطياف، فتمتد طاولات وكراسي ومظلات مغطاة بنبات الديس الطبيعي يوفرها 28 مستغلا من الشباب مرخصين من طرف البلدية لإيجارها بأسعار تتراوح بين 300 و500 دج للوحدة.
ولكسر هاجس العزلة وتقديم خدمات الإطعام بشاطئ سرايدي، تسهر المطاعم الخمسة التي فتحت بوادي بقراط على تحضير مأكولات خفيفة تتنوع بين "البوراك" واللحم المشوي و"السندوتشات" الجاهزة وبيع المشروبات الباردة منها والساخنة، بالإضافة إلى بعث أجواء للتنشيط الفني الموجه للكبار والصغار.
وتتواصل السهرات الصيفية للعائلات بشاطئ وادي بقراط إلى ساعات متأخرة من الليل، حيث تمتزج الطبوع الموسيقية التي تنبعث من مطاعم ومقاهي الشاطئ ليصنع على أنغامها الأطفال والشباب مشاهد للرقص تبعث الإحساس بالمرح في نفوس المصطافين، كما أشارت إلى ذلك السيدة حنيفة التي أكدت بأنها تصر على اصطحاب أحفادها كلما تعلق الأمر بالوجهة "جنان الباي".
وعلى الرغم من المؤهلات الطبيعية المتميزة التي تحتاج إلى تثمين، فإن المصطافين بشاطئ "وادي بقراط" يتأسفون لمظاهر تراكم النفايات وعجز المصالح المعنية لبلدية سرايدي على التحكم في تسييرها بصفة منتظمة وفعالة بسبب نقص الإمكانات، بالإضافة إلى غياب المفارغ العمومية.
فموقع سرايدي الذي استفاد من مشروع للتوسع السياحي على مساحة 1375 هكتارا، بحاجة عاجلة، على حد تعبير منتخبي المجلس الشعبي لبلدية سرايدي، لعمليات تهيئة لحماية الموقع من زحف عمراني غير مدروس. كما يحتاج هذا الموقع ، حسبهم، إلى تجسيد المشروع السياحي الذي انتهت بشأنه الدراسة والمتضمن إنجاز مقرات سياحية وأخرى تجارية وخدماتية في شكل بيوت خشبية (بنغالوهات)، مع فتح مسالك جديدة وتهيئة حظائر لركن السيارات وأجنحة للعب، مع احترام الخصوصيات الطبيعية للموقع.