«المساء” تستطلع أراء المواطنين

‘’الاهتمام بالصحة” آخر انشغالات الجزائريين

‘’الاهتمام بالصحة” آخر انشغالات الجزائريين
  • القراءات: 1688

تشكل الصحة تحديا كبيرا باعتبارها عنصرا أساسيا في الحياة، وتعد تاجا فوق رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى، وعليه فهي قبل كل شيء، ثقافة وسلوك تلعب وسائل الإعلام دورا كبيرا في ترسيخه في المجتمع، كما تبذل الجهات الوصية جهودا كبيرة في سبيل المحافظة على الصحة العامة، لكن تبقى هناك عوائق تحول دون التمتع بصحة جيدة، نتاج ضعف ثقافة الاهتمام الصحي، إذ تحتل الصحة ذيل الاهتمام، حيث لا يفكر الجزائري في العلاج إلا كرد فعل للمرض، وهو ما توصلنا إليه خلال الاستطلاع الذي مس مختلف شرائح المجتمع،  والمكتبات التي تعنى بكتب الصحة النفسية والعضوية التي أكد أصحابها أنها لا تحظى بالمطالعة.

 

جاء في تقرير منظمة الصحة العالمية لسنة 1978، أن الصحة عبارة عن حالة اكتمال السلامة جسديا وعقليا واجتماعيا، حيث تمت الإشارة إلى أن الشخص عندما يكون سليما يستطيع العيش بشكل طبيعي، بالتالي الاستمتاع بكل ما في الحياة، لكنه إذا عانى من أمر ما فإنه يفقد هذه المتعة، فالألم من الأمور التي لا يمكن للشخص الصبر على الشعور بها، فهو يوقف حياته عند نقطة معينة. 

مشاغل الحياة تحول دون الاهتمام بالصحة

تحدثت المساء مع بعض المواطنين الذين أشاروا في معرض حديثهم، إلى أنهم يخشون على صحتهم أكثر من الاهتمام بها، أي أن الحركة تتم في حالة، بداية قالت السيدة هـ. هندة ماكثة في البيت وأم لأربعة أطفال، أن الوقت لا يكفي مقارنة بالأشغال اليومية، وهذا هو سبب عدم تمكّنها من قراءة الكتب المتعلقة بالصحة، رغم إمكانياتها المادية التي تمكنها من شراء موسوعات يصل سعرها إلى خمسة آلاف دينار. من جهة أخرى، أكدت السيدة آسيا. م« أنها تهتم بصحتها إلى حدٍ بعيد، إلا أنها لا تقتني الكتب التي تعنى بالصحة، لمحدودية دخلها المادي، لكنها عملت بمبدأ التعويض وتقول من بين الطرق التي وجدتها، متابعة برامج تدور حول الحفاظ على الصحة، ينشطها أطباء، مع ممارسة الرياضة من خلال البرامج التي تعرض على اليوتوب دون التنقل إلى قاعات الرياضة. وأضافت أنها تهتم بالمأكولات الصحية التي تستهلكها وتقدمها لعائلتها، كما تحرص على عدم اقتناء الأكل السريع لأنه مشبّع بالدهون، كما تحضر لابنتها الجامعية غذاءها يوميا،  وتوصيها بعدم تناول الطعام خارج البيت، لأن ـ كما يقال ـ المعدة بيت الداء والدواء.

كتب يعلوها الغبار

على صعيد آخر، توجهت المساء إلى مكتبة العالم الثالث بساحة الأمير عبد القادر في العاصمة، حيث أشار صاحبها إلى أن المواطنين لا يطلعون على الكتب المتواجدة في الركن الصحي، مع أنهم يشتكون يوميا من صحتهم رغم توفر مراجعها لدينا، إلا أن الإقبال عليها ضئيل، بل وشبه منعدم. أشار صاحب مكتبة القرطاسية بشارع ديدوش مراد وسط العاصمة، إلى أن أقصى ما يباع من هذه الكتب يصل إلى ثلاثة أو أربعة كتب أو مجلات خلال السنة، وهو ما يشكّل نسبة 2٪ من مبيعات المكتبة و7٪ من مجمل مبيعات هذه الكتب، وأضاف أن من بين هذه المبيعات، كتاب مارس الرياضة قبل أن يجبرك الطبيب الذي يبلغ سعره 1000 دج. أما صاحبة مكتبة أودان، فأوضحت أن هذه الكتب يقبل عليها الأخصائيون في الطب أو الطلاب، مشيرة إلى أن هذا النوع من الكتب الذي يعنى بالصحة لا يثير اهتمام العامة.

الدكتورة نسيبة بازالجزائري يزور الطبيب وهو على الفراش

من جهتها، أكدت الدكتورة نسيبة باز المتخصصة في الطب العام، أن المواطن لا يملك ثقافة الوقاية أو زيارة الطبيب دون مرض، مضيفة أن هناك من لا يلجأ إليه إلا إذا ألزمه المرض الفراش، مؤكدة في السياق، على الدور الهام الذي يلعبه  الطبيب في إرشاد وتوجيه الأفراد للحفاظ على الصحة الجيدة.

أضافت الدكتورة باز، أنه على كل فرد الاهتمام بصحته، من خلال تناول غذاء صحي يحتوي على ملعقتين من الزيت الطبيعي على الأكثر في اليوم، وشرب كمية كافية من الماء تصل على الأقل إلى لترين يوميا، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة أو المشي لمدة 30 دقيقة يوميا.