تقليد احتفالي راسخ في تلمسان

‘’سلو” و’’الشدة” لإحياء المولد

‘’سلو” و’’الشدة” لإحياء المولد
تحلية ”سلو” و«الشدة التلمسانية”
  • 1972

تعد تحلية سلو و«الشدة التلمسانية من العادات الراسخة التي لا زالت العائلات التلمسانية تحافظ عليها لإحياء مناسبة المولد النبوي الشريف. تعتمد المرأة التلمسانية في تحضير تحلية سلو التي تشتهر بها مدينة تلمسان، على الطحين المحمص وخلطه بالمنكهات، مثل حبة الحلاوة والجلجلان والشنان والنافع وزريعة الكتان وزريعة البسباس، ومختلف المكسرات، وتجمع بالزبدة الذائبة والسكر المطحون.

 

تُرْفق تحلية سلو بتحلية أخرى تسمى التقنتة، التي تحضر بالسميد المحمص والزبدة والعسل، يرافقان صينية القهوة والشاي وبعض الحلويات التقليدية، منها الملوي و«التريد. كما يتزيّن الأطفال في هذه المناسبة بالألبسة التقليدية، في مقدمتها الشدة التلمسانية و«الكاراكو بالنسبة للبنات، إلى جانب القشابية و«الشاشية بالنسبة للأولاد، مع وضع الحناء وحمل الشموع وبعض الآلات الموسيقية الإيقاعية، كالطبلة و«البندير و«الدربوكة، يستعينون بها خلال ترديدهم لمجموعة من المدائح والأناشيد الدينية عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام.

تجتمع العائلة التلمسانية وتلتف حول مائدة الإفطار لتذوق طبق البركوكس الذي يحضر بالخضار و«الفلفل الحار و«رأس الحانوت و«المشايخة واللحم، و«التعمير الذي هو عبارة عن اللحم المفروم المنكه بالثوم والتوابل والبيض وغيرها.

يتم تزيين البيت للاحتفال بالمولد النبوي الشريف ويعطر بالتبخيرة و«عود القماري، مع دعوة الأهل والأقارب للمشاركة في الاحتفالات التي كان يشرع فيها قديما منذ حلول أول يوم من شهر ربيع الأول، بالزغاريد والمديح والتلاوة وتزيين الأطفال بالألبسة التقليدية، وتبادل الزيارات بين الأقارب وجمعهم لمبلغ مالي بسيط.

كما لا زالت تلمسان تتمسك بالموروث الثقافي في إحياء هذه المناسبة، عن طريق إخراج الأطباق التقليدية وصينيات القهوة والشاي للمساجد والزوايا،  والتقاء سكان الحي الواحد من الرجال داخل المسجد، وتلاوة القرآن الكريم والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ومدحه، وتكريم صغار حفظة القرآن الكريم بهدايا تحفيزية. كما تحافظ كل من بلديات ندرومة وسبدو وأولاد ميمون على تنظيم فرق العيساوة حفل لمدح النبي بقصائد دينية كل سنة.