بومرداس ترفع التحدي عاليا قبل حلول الصيف

29 عملية تنموية لتغيير وجه مدينة الصخرة السوداء

29 عملية تنموية لتغيير وجه مدينة الصخرة السوداء
  • 1357
حنان. س حنان. س

❊ تخصيص 466 مليون دينار لتحضيرات موسم الاصطياف

❊  5 شواطئ نموذجية في حلة ترقى لسمعة الولاية

 ❊ 40 مليون دينار لتهيئة غابة الساحل بزموري

❊ تهيئة عواصم كبرى المدن واهتمام خاص بالسياحة الجبلية بقدارة، عمّال وغيرها

تشهد ولاية بومرداس، منذ فترة، أشغال تهيئة ملحوظة ومتسارعة على أكثر من مستوى، تحسبا لاستقبال موسم الاصطياف 2025، سواء بالفضاءات الحضرية والأحياء، أو على مستوى الشواطئ، يصعب معها تحديد أهمية أو حتى أسبقية هذا المشروع عن ذاك، كونها انطلقت في وقت زمني متقارب، وبوتيرة لم تعهد من قبل، حيث تم تخصيص 446 مليون دينار لتغطية 29 عملية تنموية. 

من بين المشاريع، تهيئة الفضاء الحضري على (ط.و/24)، الذي خصص له غلاف مالي يناهز 150 مليون دينار، بهدف استعادة البريق الجمالي لشريط الولاية الساحلي، ومشاريع أخرى تتضمن تهيئة فضاءات غابية وتوسعة أخرى، وتهيئة الحدائق والمساحات الخضراء وغيرها..

يسجل الموسم الصيفي 2025 بولاية بومرداس، رفع تحديات كثيرة وعلى أكثر من مستوى، حتى يتم استيعاب التدفق السياحي الكبير المسجل على الولاية، في مدة زمنية لا تتعدى 3 أشهر، حيث يجري حاليا، استكمال الأشغال بعشرات المشاريع، مع تسجيل تردد مستمر من قبل السلطة التنفيذية، بغية دفعها واستلامها في آجالها المحددة، قبيل الافتتاح الرسمي لموسم الاصطياف. 

يتراوح مجمل تلك المشاريع، ما بين تهيئة الشواطئ، مع استحداث شواطئ نموذجية بحلة بهية، ترقى لمستوى السمعة الوطنية لشواطئ عاصمة الصخرة السوداء، إلى تهيئة كبرى عواصم المدن، وكذا تهيئة غابات مندورة بلقاطة والساحل بزموري وغيرها، إلى جانب المساحات الخضراء، بينما تعد تهيئة الفضاء الحضري على مستوى الطريق الساحلي، وبالضبط الطريق الوطني رقم 24، مشروعا آخر سيساهم في تغيير وجه المدن على قارعته، واستعادة بريق هذه الولاية الساحلية الذي افتقدته منذ سنوات..

5 شواطئ نموذجية موزعة على الشريط الساحلي

كشف رئيس مصلحة تنمية البرامج المحلية، بمديرية البرمجة ومتابعة الميزانية، سفيان بوهراوة، لـ"المساء"، عن تسجيل 29 عملية تنموية لموسم الاصطياف 2025، خصص لها غلاف مالي يقدر بـ446 مليون دينار، موضحا أنه من بين الجديد المسجل لنفس الموسم، تهيئة 5 شواطئ نموذجية، وهي شاطئ بوزقزة ببلدية بودواو البحري، القرصان بقورصو، الصغيرات بالثنية، "ليصالين" بدلس، وشاطئ جنات، من خلال تهيئة مسالك خشبية، تسهل على المصطافين الولوج للشاطئ، وتوسيع حظائر المركبات، دون إغفال توفير نقاط الأمن والحماية المدنية والمرشات... وغيرها من الخدمات المطلوبة، التي تساهم بشكل كبير في راحة المصطافين. كما سجلت ـ حسب المتحدث ـ عمليات تهيئة باقي الشواطئ، وكذا فضاءات للراحة، سيستلم الجزء الأكبر منها خلال النصف الأول من شهر جوان، وأخرى تستلم في تاريخ 5 جويلية. 

من بين الجديد المرتقب للموسم الصيفي الجديد، كذلك، تهيئة فضاءات جديدة لراحة العائلات، منها بمدينة بومرداس، حيث تجري حاليا تهيئة مساحة خضراء بحي 408 مسكن، وأخرى بحي 392 مسكن قبالة المركز التجاري "تيتانيك"، وهي مساحة مهملة تماما منذ سنوات. ويسجل تقدم الأشغال لتهيئة غابة مندورة ببلدية لقاطة على قارعة (ط. و/24) بلغت نسبة 90 بالمائة، فيما سيتم قريبا إطلاق أشغال تهيئة غابة الساحل بزموري، وهي من بين أهم الفضاءات الغابية للراحة على مستوى منطقة الوسط، وقد خصص لهذا المشروع مبلغ مالي قوامه 40 مليون دينار، وتشمل الأشغال؛ إنشاء فضاءات عائلية للراحة، وفضاءات للعب، وتحديد المسالك، أو الممشى للراجلين، وتهيئة حظائر للمركبات، تحسبا للتدفق السياحي على هذه الغابة طوال الموسم الصيفي.

فيما ينتظر أيضا، إطلاق أشغال توسعة فضاء الراحة العائلي بغابة بوكردان في بلدية قدارة. كما ستطلق أشغال تهيئة فضاء للراحة بمنطقة جلولة على ضفاف سد قدارة، وحسب السيد بوهراوة، فإن تهيئة هذا الفضاء الأخير، وتوسعة فضاء بوكردان، عبارة عن أي رد إيجابي للسلطات الولائية على الملاحظات المقدمة من قبل مواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالنظر إلى الإقبال الكبير المسجل من قبل العائلات. وببلدية عمّال، يجري حاليا، استكمال الإجراءات الإدارية لكراء الأكشاك التجارية على مستوى فضاء الراحة "منعجرات عمال" على قارعة (ط.و/05).

تهيئة خاصة بالمدن الساحلية

من جهة أخرى، يسجل كذلك بولاية بومرداس، إطلاق العديد من العمليات التي تخص تهيئة بعض عواصم المدن، نذكر على سبيل المثال؛ مدينة بومرداس، التي استفادت من غلاف مالي معتبر يقدر بـ500 مليون دينار، لتغطية 12 عملية، بإشراف مديرية التعمير، تتعلق عموما بتهيئة المسالك الرئيسية على وادي طاطاريق، وكذا تهيئة الأرصفة وازدواجية الطريق وتهيئة السلالم المؤدية إلى حي 350 مسكن، بنوعية أشغال ذات جودة عالية، يضيف السيد بوهراوة، متحدثا في نفس السياق، عن مشروع تهيئة مدخل الولاية على (ط. و/24) بحي عليليقية في اتجاه بلدية تيجلابين، وقسم آخر من الطريق عليليقية نحو مقر الأمن الولائي، حيث يعرف الطريق حالة اهتراء جد متقدمة، وتجري حاليا أشغال تهيئته، إلى جانب تهيئة على مستوى عدة نقاط بمحاور أخرى داخل المدينة، على غرار الطريق من مسجد "ابن خلدون" إلى ساحة "الباطروس"، إضافة إلى أشغال تهيئة الحي الإداري "ابن خلدون"، وتهيئة حي "20 أوت"، حيث تجري الأشغال بوتيرة ملحوظة لاستلامها قبيل الموسم الصيفي.

كما تسجل مشاريع أخرى، لا تقل أهمية عن سابقاتها، حيث نشير في هذا الشأن، إلى الأشغال الجارية لتهيئة عدة محاور على الطريق الوطني رقم "24"، خصص لها غلاف مالي قدره 150 مليون دينار، يشمل عدة بلديات، انطلاقا من بومرداس نحو دلس، مرورا بزموري وجنات وسيدي داود، وتتعلق الأشغال تحديدا بتهيئة الأوساط الحضرية، بهدف استعادة الوجه الجمالي للطريق الساحلي لولاية بومرداس. 

نذكر، على سيبل المثال، أشغال التهيئة الجارية بحي المرملة في بلدية بومرداس، والذي يعتبر من بين أكبر الأحياء بالبلدية، حيث تجري الأشغال على قدم وساق لتهيئة الأرصفة المنعدمة تماما سابقا، مع إنجاز طريق يربط حي النخلات وحي البساتين (التشينة) على مسافة 150 متر، إذ يهدف إلى ربط الأنسجة الحضرية المختلفة فيما بينها، وتسهيل تنقل المواطنين بين الأحياء. كما تشمل الأشغال تهيئة فضاء عائلي للراحة وغيره من الأشغال، التي تسعى إلى إضفاء جمالية على المحيط العمراني. 

استحداث فضاء للراحة بزموري البحري

من بين جديد موسم الاصطياف 2025 بولاية بومرداس، استحداث فضاء للراحة العائلي على مستوى زموري البحري، وبالضبط من محور الدوران بالمدينة الساحلية في اتجاه المخيم العائلي "أديم"، إذ هناك مساحة كبيرة على الشاطئ، سيتم تهيئتها كليا، من خلال نصب ألعاب للأطفال وإنشاء فضاءات لراحة العائلات، وتحديد ممشى للراجلين نحو الشاطئ ذي الخصوصية العالية، حيث يسجل وجود كثبان رملية تستقطب الزوار في كل موسم صيفي.

وحسب بوهراوة، فإن المشروع حاليا قيد الإجراءات الإدارية، وسيتم تنصيب المقاولة وإطلاق الأشغال التي يرتقب أن تكتمل قبيل الانطلاق الرسمي لموسم الاصطياف، الذي يبدو أنه يعد بالكثير من المفاجآت، سواء لسكان عاصمة الصخرة السوداء أو الوافدين إليها، دون أن نغفل الإشارة للتحضيرات الجارية على مستوى كل القطاعات الأخرى، منها مديريات السياحة والصناعات التقليدية، الشباب والرياضة، الثقافة، الصحة، مصالح الأمن والدرك الوطنيين، الحماية المدينة، مؤسسة "مادينات"، وحتى مؤسسات المجتمع المدني، لإنجاح هذا الموسم الذي يُعد حدثا هاما على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي في ولاية بومرداس.