بسبب الجفاف و"السيروكو"
30 % خسائر شعبة الكروم ببومرداس
- 708
* ارتفاع كبير في أسعار العنب
دعا فلاحون ينشطون في شعبة الكروم ببومرداس، إلى إلغاء الضريبة على الدخل هذه السنة؛ بسبب الخسائر الفادحة المسجلة في هذا النوع من الفلاحة جراء الجفاف والارتفاع الكبير في درجات الحرارة؛ ما خلّف، حسبه، خسائر زادت عن 30%، وأثر، بشكل مباشر، في أسعار منتوج العنب بالأسواق هذا الموسم. كما طالبوا الجهات المختصة بالمسارعة لإنقاذ هذه الشعبة، لا سيما بإطلاق حملات تحسيسية واسعة، لاستبدال بعض أنواع الكروم بأخرى أكثر مقاومة لعوامل الطبيعة، خاصة الجفاف.
قَيّم بعض الفلاحين خسائر شعبة الكروم بولاية بومرداس للموسم الجاري، بأزيد من 30%؛ بسبب الجفاف المستمر منذ أشهر، وكذا الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، مما أثر، بشكل مباشر، على المردود. وفي هذا الصدد، قال رابح وانش رئيس المكتب الولائي للمنظمة الوطنية لتطوير الفلاحة ـ وهو منتج لعنب المائدة من بلدية سيدي داود ـ "لا بد للجهات المختصة العمل ميدانيا، وحصر الخسائر، والاستماع لانشغالات الفلاحين لتفادي تكرار مثل هذه السيناريوهات".
وأضاف في تصريح خاص بـ"المساء": "إن التغيرات المناخية سببت خسائر كبيرة في كل الشعب الفلاحية وليس شعبة الكروم فحسب"، مشيرا إلى أنه "يمكن استدراك الأمر مستقبلا، بالعمل على توسيع غرس بعض الأنواع المقاومة للجفاف مثل (الداتيي)، ناهيك عن تحسيس الفلاحين ببعض الأمور التقنية؛ كأهمية غرس أنوع من الأشجار بشكل يحيط ببساتين الكروم؛ لصد رياح السيروكو الساخنة التي تفاقم من جهتها، في الخسائر".
ومن تلك الأشجار ذكر المتحدث المثمرة؛ كالزيتون والرمان، وكذا أشجار السرو، والبستان وغيرها.
كما اعتبر أن استمرار إهمال تهيئة بعض السدود في ولاية بومرداس وبالضبط بكل من واد عمارة ببلدية جنات وشندر بالناصرية وساحل بوبراك بسيدي داود، من الأسباب المباشرة التي أدت إلى تفاقم الخسائر في شعبة الكروم، في حين يطالب الفلاحون والمهنيون السلطات الولائية، وفق المتحدث، منذ أزيد من 10 سنوات، بإعادة تهيئة هذه السدود لاستعمالها في السقي الفلاحي، لكن بدون جدوى، مشيرا إلى أن الكروم تقاوم الجفاف بنسبة معيّنة لو أخذت كفايتها من مياه السقي خلال الربيع الماضي، الذي سجل، من جهته، نسبة هطول ضئيلة.
وأكد المتحدث أن تفعيل التعاونيات الفلاحية كتنظيمات خاصة، يساهم، أيضا وبشكل كبير، في مساعدة الفلاح لا سيما في اقتناء المكننة، والأدوية، والمبيدات، والأسمدة، إضافة إلى حصر خسائره في مثل هذه المواسم، والتقليل منها بما يرفع بعض الثقل عن كاهله، ويتيح له مواصلة المشوار للمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي.
وقال الفلاح محمد مدقة، منتج لعنب المائدة من بلدية بغلية، إنه سجل خسائر فادحة في محصول عنب المائدة لهذا الموسم، بلغ حدود 90%، مطالبا الجهات المختصة بإلغاء الضريبة على الدخل لذات السبب. وأشار في تصريح خص به "المساء"، إلى أن السبب الرئيس وراء هذه الخسائر يعود إلى الجفاف، ونقص مياه السقي. كما طالب، هو الآخر، بتهيئة السدود الثلاثة ببلديات جنات، وسيدي داود والناصرية؛ حتى يتمكن فلاحو الجهة الشرقية لولاية بومرداس، من استعمالها في السقي، مشيرا كذلك إلى عراقيل بيروقراطية حالت دون ربط مستثمرته بالكهرباء، وبالتالي تسهيل عملية حفر آبار ارتوازية لسقي المحصول؛ ما يرهن توسيع هذه الشعبة مستقبلا.
وفي المقابل، اعتبر المتحدث ارتفاع أسعار العنب بالأسواق "تحصيلا حاصلا" بالنظر إلى عدة عوامل؛ منها نقص الإنتاج هذه السنة، ولكن أيضا غياب سوق جملة لمادة العنب الذي يطالب به الفلاحون والمهنيون منذ سنوات بدون أن يتجسد ذلك رغم الوعود الكثيرة. وقال المتحدث إن إقامة سوق جملة للعنب بالولاية، عامل رئيسي، يساهم في تنظيم هذه الشعبة أكثر، وفي استقرار الأسعار بشكل كبير؛ حيث يقضي على المضاربين.. الظاهرة التي أرهقت المستهلك بكل مستوياتها، مع الإشارة إلى كون 1 كلغ من أنواع العنب يتراوح سعره هذه السنة، ما بين 250 و300 دج بالنسبة لـ«الراد غلوب" و«الصابال"، وهي أكثر الأنواع مردودية بالولاية، لم تتجاوز في مواسم سابقة حدود 150 دج، بينما فاقت أسعار "الموسكا" ـ وهي من أجود أنواع العنب ـ 500 دج للكلغ.
فيما بلغت مستحقات سونلغاز 318 مليار.. إنجاز 22 محولا كهربائيا جديدا ببومرداس
وضعت مديرية التوزيع لبومرداس مؤخرا، 22 محولا كهربائيا بعدة بلديات، لتحسين نوعية الخدمة العمومية. ويدخل ذلك ضمن البرنامج الاستثماري السنوي. وفي المقابل، بلغت مستحقات المديرية أزيد من 318 مليار سنتيم، أطلقت حملة تحسيسية لاسترجاعها بما يساهم في تجسيد مختلف البرامج التنموية.
بلغت مستحقات مديرية التوزيع لبومرداس 318 مليار سنتيم إلى غاية نهاية شهر جويلية 2023، منها 180 مليار سنتيم مستحقة لدى الزبائن العاديين، و7،70 مليار سنتيم لدى الإدارات، فالقطاع الاقتصادي بـ5،67 مليار سنتيم.
وقد أطلقت ذات الجهة حملة تحسيسية لتوعية الزبائن بضرورة تسديد مستحقات استهلاك الكهرباء والغاز، مثل ما يشير إلى ذلك بيان صدر عن ذات الجهة، مذكرا بطرق التسديد المتاحة، والموضوعة في خدمتهم، ومنها إمكانية الاستفادة من التقسيط في تسديد فاتورة الاستهلاك بالنسبة للزبائن العاديين، أو الدفع في أي وكالة تجارية للشركة عبر التراب الوطني، إضافة إلى الدفع بواسطة البطاقة البنكية أو البطاقة الذهبية، إلى جانب الدفع الإلكتروني من خلال موقع الشركة، وكذا التسديد في أي مكتب بريد على المستوى الوطني.
وبالرغم من المستحقات غير المحصلة فإن المديرية تواصل تجسيد برامجها الاستثمارية بالعديد من بلديات الولاية؛ من أجل تحسين نوعية التموين بالطاقة الكهربائية؛ حيث أُنجز 22 محولا كهربائيا جديدا مع وضعها حيز الخدمة بالعديد من الأحياء السكنية، فيما تبقى الأشغال متواصلة على مستوى محولين آخرين بمنطقة الصمايدية ببلدية حمادي، وتجزئة المرجة ببلدية تاورقة. ودخل، قبيل أيام، محولان اثنان بكل من منطقة بن ضنون وسيدي سالم ببلدية خميس الخشنة. كما وضع حيز الخدمة لمنطقتين كهربائيتين جديدتين، المنطلق الكهربائي 30 كيلوفولط الشباشب، والمنطلق الكهربائي 30 كيلوفولط بحي 250 مسكن لفائدة خميس الخشنة.
وفي المقابل، قامت المديرية بصيانة 270 كلم من الشبكة الكهربائية، و616 محول كهربائي منذ بداية السنة ضمن برنامج الصيانة السنوي، الخاص بإعادة تهيئة الشبكة الكهربائية. كما أكد البيان أن في ظل الارتفاع القياسي في درجات الحرارة الذي صاحبه تسجيل ذروة قياسية في استهلاك الكهرباء، جندت المديرية فرقها التقنية على مستوى مقاطعات الكهرباء الخمس والوكالات التجارية والمديرية مدعمة بالمؤسسات المقاولاتية، لمواجهة أي اضطرابات محتملة على مستوى شبكة توزيع الكهرباء.