تستهدف الدوائر الحضرية الكبرى بتيارت
300 مليار للقضاء على هاجس مياه الصرف

- 252

خصصت مصالح ولاية تيارت غلافا ماليا معتبرا قُدر بـ 300 مليار سنتيم، للقضاء على هاجس مياه الصرف الصحي عبر أقاليم الولاية، خاصة بالدوائر الحضرية الكبرى التي طالما اشتكت من مشكل مياه الصرف، على غرار عاصمة الولاية، والسوقر، وفرندة، وبدرجة أقل الولاية المنتدبة قصر الشلالة.
وجاء تسريح الغلاف المالي المذكور من قبل مصالح الولاية، بعد الدراسة الطويلة والمعمقة للمصالح التقنية في مديرية الموارد المائية، وديوان التطهير، والتي خلصت إلى ضرورة توفير الإمكانيات المالية للتكفل بملف الصرف الصحي بتيارت، الذي أصبح هاجسا حقيقيا خاصة بمدينة تيارت، التي عرفت توسعا عمرانيا كبيرا في السنوات الأخيرة بعد استحداث المئات من المجمعات السكنية الكبرى، وتطلّب ذلك مرافقة لإنجاز شبكة صرف المياه المستعملة، وتخصيص حيز كبير للدراسة التقنية، للسعي للقضاء النهائي على المشكل، مع التركيز كثيرا على توجيه كل مياه الصرف الصحي نحو محطة تصفية المياه المستعملة، التي بدأت تسترجع عافيتها، وأصبحت تقارب 70 ٪ من قدرتها للتكفل بتصفية المياه المستعملة القادمة من عاصمة الولاية، وبلديات الدحموني، وعين بوشقيف، ومناطق أخرى.
ويتم توجيه المياه المصفاة بالمحطة، مباشرة إلى سد الدحموني غير البعيد؛ لاستعمال تلك المياه في سقي بعض المنتجات الفلاحية المزروعة على ضفاف السد، والتي عرفت رواجا كبيرا في الآونة الاخيرة، من خلال تزايد النشاط الفلاحي لبعض المستثمرين في مجال إنتاج البطاطا وبعض المنتجات الفلاحية الأخرى، طالما أن إمكانيات كبيرة سُخرت لذلك، ناهيك عن المساعدات الدائمة المقدمة من قبل مصالح الدولة، منها تخصيص أراض فلاحية بضفاف السد، والمرافقة من خلال الدعم المباشر وغير المباشر، إضافة إلى توفير مياه السقي الفلاحي المصفاة بمحطة إعادة الرسكلة بصفة، وفق التقنيات الحديثة المعمول بها.
بعد الأمطار الأخيرة
تطلعات لموسم فلاحي وفير
شهدت معظم مناطق ولاية تيارت، مؤخرا، تساقط كميات معتبرة من الأمطار، تفاوتت من منطقة الى أخرى، خاصة الشمالية التي عرفت مع بداية شهر مارس، نموا كثيفا لحقول الحبوب، إذ ساهم نموها في انتعاش حقول تيارت، والدحموني، وسيدي الحسني، ووادي ليلي، وأغلب المناطق الشمالية للولاية، ما أعاد الأمل للفلاحين والمواطنين، الذين يتطلعون الى موسم فلاحي قد يكون وفيرا طالما أن مسببات نجاحه متوفرة، خاصة أمطار شهر مارس الجاري التي تُعد هامة، وضرورية للغاية.
وستساهم هذه الأمطار، بلا شك، في نمو حقول الحبوب بأنواعها على غرار القمح الصلب، واللين، والشعير، والخرطال… وغيرها، وبنسب محترمة عبر معظم المناطق التي خصصت لها المصالح الفلاحية مساحة إجمالية قدرت بـ 359 ألف هكتار، موزعة عبر معظم البلديات المعروفة بإنتاجها للحبوب، خاصة البلديات الشمالية المتميزة عن غيرها بكثافة الإنتاج وجودته، إضافة الى استعمال التقنيات الجديدة خلال حملة الحرث والبذر، والمتابعة الدائمة في عملية إزالة وإبادة الأعشاب الضارة التي ساهمت فيها مختلف المصالح المختصة. وستعمل كل هذه الظروف بشكل ملفت على نمو النبات، وإعادة بعث الأمل في الفلاحين من جديد، بعد موجة الجفاف التي ضربت ولاية تيارت، والمناطق الغربية للوطن بشكل عام.