باشرت مديرية التجارة في ولاية قسنطينة، مجموعة من الإجراءات والتدابير، استعدادا لشهر رمضان الفضيل، تضم العديد من الجوانب، على غرار تنظيم الأسواق، مراقبة السلع والأسعار والحرص على سلامة المواطن وحماية المستهلك، وهي العمليات التي ستنطلق قبل شهر رمضان بعشرة أيام، فيما أعلنت عن توفير 350 ألف كيس من الحليب يوميا، إلى جانب عشرة آلاف قنطار من اللحوم.

جديد هذه السنة بالنسبة للأسواق الجوارية، وطبقا لتعليمات المصالح المركزية، ستتمثل في تنظيم فضاءات تجارية قريبة من المواطنين، حيث كشفت مديرية التجارة أن التنسيق جار من أجل تحديد هذه النقاط واستغلالها، بالتعاون مع رؤساء البلديات والدوائر، تنفيذا لتعليمات الوالي خلال المجلس الولائي المنعقد الأسبوع الفارط. ستعرف هذه الأسواق دخول التجار غير الشرعيين أو الذين لا يحوزون على سجلات تجارية، إذ يمكنهم الحصول على رخصة واستغلال هذه المساحات في أوقات معينة، مقابل مبالغ كراء زهيدة، تغطي تكلفة الكهرباء والتنظيف.

حسب مديرية التجارة، فإن الهدف من وراء استحداث هذه الفضاءات التجارية، هو تخفيف الضغط على الأسواق الكبيرة والمعروفة بالولاية، حيث ستستفيد كل بلدية من فضاءاتها التجارية، لتسهيل عملية التسوق على المواطن طيلة شهر رمضان، خاصة فيما يتعلق بالخضر والفواكه التي ستكون متوفرة بكمية كبيرة وفي موسمها الفصلي.

بخصوص التموين بالمنتوجات ذات الاستهلاك الواسع، أكدت مديرية التجارة أن جميع المواد الاستهلاكية التي يكثر عليها الطلب في هذا الشهر، ستكون متوفرة وبكميات كافية، حيث تم الاتفاق مع الملبنة العمومية "نوميديا"، على رفع الإنتاج من 300 ألف وحدة إلى 350 ألف وحدة يوميا، إلى جانب مضاعفة نشاط الملبنات الخاصة، ومساهمة الفلاحين بحليب البقر الذي سيكون وفيرا وفي ذروة إنتاجه، كما يوجد اتفاق أيضا مع المطاحن، للزيادة في كمية الدقيق والطحين الأبيض (الفرينة)، بما يتماشى مع كمية الاستهلاك خلال هذا الشهر.

أما بخصوص اللحوم الطازجة والمجمدة، وحسب مديرية التجارة بقسنطينة، فإن أسعار هذه المواد ستعرف استقرارا، وحتى انخفاضا في أثمانها، بالنظر إلى إلغاء الرسوم الضريبية المضافة على استيراد هذه المواد الغذائية، من أجل التحكم أكثر في الأسعار داخل السوق، لتكشف مديرية التجارة عن توفر حوالي 7 ألاف قنطار من لحوم البقر خلال شهر رمضان، تضاف إليها 1500 قنطار من لحم الخروف، و2800 قنطار من لحم المعز وكميات كبيرة من اللحوم البيضاء، بمجموع يزيد عن 10 آلاف قنطار من اللحوم الحمراء.

من جهة أخرى، وضعت مديرية التجارة مجموعة من الترتيبات، تتعلق بالجانب الرقابي وقمع الغش، حيث سيتم التركيز من طرف الفرق الرقابية التي ستعمل قبل الإفطار وبعده، على مراقبة المحلات الإنتاجية ذات الطابع الغذائي، للوقوف على شروط تحضير هذه المواد وتداولها، ومدى توفر النظافة، والتركيز على مراقبة المواد الغذائية المستوردة التي يكثر عليها الطلب خلال هذه الفترة، والمواد التي تحتاج إلى احترام سلسلة التبريد، مع التركيز أيضا على مراقبة المخالفات المتعلقة بتغيير النشاط التجاري، دون المرور عبر مصالح السجل التجاري.

وجهت مديرية التجارة بقسنطينة نداء للمواطنين، من أجل التحلي بالثقافة الاستهلاكية، وعدم التهافت على شراء المواد الغذائية، خلال الأيام الأولى من الشهر الفضيل، حتى لا يساهم الإقبال الكبير على اقتناء هذه المواد في رفع الأسعار، والذي يرجع بالأساس إلى اختلال التوازن بين العرض والطلب، في ظل ازدياد الطلب مقارنة بالعرض.