مديرية الصحة بالعاصمة توصي بتوخي الحذر

5 خطوات لتفادي التعرض لأمراض الصيف

5 خطوات لتفادي التعرض لأمراض الصيف
  • 934

توصي مديرية الصحة بولاية الجزائر عموم المواطنين، باتخاذ كل الاحتياطات الوقائية اللازمة، حفاظا على الصحة العمومية وإبعاد مخاطر مختلف الأمراض والأوبئة، خاصة تلك التي تنتشر في الصيف، حيث تزداد الحرارة وتساهم في تسريع تعفن الأغذية، التي تشكل أغلب الأسباب المؤدية إلى المشاكل الصحية، وتدعو مصلحة الوقاية بالمديرية المذكورة إلى تطبيق المقولة التي جاءت في الأثر: الوقاية خير من العلاج، حسبما ذكر لنا رئيس المصلحة الدكتور بوجمعة آيت أوراس، الذي أوضح أن ملف الوقاية من الأمراض يتعلق أكثر بتصرفات المواطنين، التي يجب أن تكون سليمة وحضرية، لاسيما ما تعلق بالنظافة الشخصية ونظافة المحيط.

أكد الدكتور آيت أوراس في لقاء مع المساء، أن مهمة التحسيس والتوعية الوقائية لا تقع على عاتق مديرية الصحة وحدها، لأن الأمر يتعلق بجميع القطاعات ذات الصلة؛ كالتجارة والري والبيئة والفلاحة وغيرها، التي من شأنها أن تدلو بدلوها في هذا المسعى، وأن الأمر لا يتعلق بفصل الصيف، بل بكل أيام وفصول السنة، وأن كل القطاعات المذكورة تتحمل مسؤولية تدخله في العملية الوقائية من حيث صلاحياتها في الميدان، فمثلا مصالح التجارة التي تراقب السلع الاستهلاكية المعروضة للبيع، تقع عليها مسؤولية منع كل الممارسات التي تهدد صحة المواطن، وأخطرها تلك المتعلقة بعدم احترام سلسلة تخزين السلع، لاسيما سريعة التلف كاللحوم والأجبان وغيرها.

وفي هذا الصدد ذكر محدثنا أن كلا من مصالح الرقابة التجارية قد تراقب مثل هذه المخالفات، لكن الواجب على المواطن أن يتحلى بثقافة الوقاية، والتأكد من تاريخ صلاحية المنتوجات الغذائية، والتبليغ عنها. وكذلك الأمر بالنسبة لمصالح الري ومؤسسة المياه، لاسيما أن العديد من الأمراض تنتقل عبر المياه، كالكوليرا والتيفوئيد وفيروس الالتهاب الكبدي أ، وفي هذا تتحدد مسؤولية مديرية الري ومؤسسة إنتاج المياه الصالحة للشرب من جهة، وكذا مؤسسة توزيع المياه التي تراقب يوميا نوعية المياه، فيما نبه الدكتور آيت أوراس في هذا السياق، إلى أمر مهم، وهو أن بعض المواطنين الذين يعتدون على شبكة توزيع المياه ويربطون مساكنهم بطريقة غير شرعية وغير صحة بهذه المادة، يمكن أن يتركوا المجال لدخول ملوثات، خاصة إذا كانت القنوات قريبة من تلك الموجهة لصرف مياه التطهير، مما يؤدي إلى حدوث الكارثة.

الوقاية أيضا، يقول الدكتور آيت أوراسي، تتعلق بنظافة المحيط، الذي يتحمل المسؤولية فيه كل من مؤسسة النظافة ناتكوم و«إكسترانات، اللتين تنحصر مهمتهما في رفع القمامة في وقتها. ومن جهة أخرى، مهمة المواطن احترام أوقات وأماكن وضع أكياس النفايات المنزلية. وقال محدثنا: لم نصل بعد إلى حل مشكل تسيير النفايات المنزلية؛ إذ نشاهد حضورها الدائم في الأحياء السكنية، حيث تتسبب في انتشار الروائح الكريهة والحشرات الضارة الناقلة للجراثيم”.

35 مؤسسة صحية تنشر الوعي الوقائي

وكشف رئيس مصلحة الوقاية أن مؤسسات قطاع الصحة تدرك هذه المسؤولية، مشيرا إلى أن مديرية الصحة والسكان بولاية الجزائر، تنسق مع إطاراتها بـ 35 مؤسسة صحية بولاية الجزائر، منها 5 مستشفيات جامعية و12 مؤسسة للصحة العمومية و8 مؤسسات عمومية استشفائية و10 مؤسسات عمومية للصحة الجوارية، وتقوم بإعداد مخطط عمل سنوي، يتم توزيعه على الإطارات والتنسيق مع القطاعات ذات الصلة، وكذا مع الإطارات المنتدبين بمكاتب النظافة وحفظ الصحة بالبلديات التي يملك من خلالها رئيس البلدية كل الصلاحيات. وقال المصدر إنه في مجال مراقبة الأمراض المنتقلة عن طريق المياه، يوجد 55 مكتبا لمحاربتها، وإشراك المؤسسات التي تقوم بإنتاج وتوزيع المياه، ومراقبة المنابع والآبار، منها مديرية الري ومؤسسة سيال”.

5 مفاتيح للوقاية من الأمراض

ولتحسيس المواطنين بضرورة التحلي بالوقاية الصحة، أفاد الدكتور آيت أوراس بأن دائرته تقوم بتنظيم أيام تحسيسية ببعض الأماكن العمومية، التي تشهد إقبالا كبيرا من المواطنين، منها المركز التجاري باب الزور ومركز أرديس وساحة كيتاني وغيرها، حيث يقوم الإطارات المشرفون على التظاهرة بتوعية المواطنين بمختلف الممارسات الوقائية، ومنها، حسبما أكد لنا المتحدث، 5 نقاط تسمى بـ المفاتيح الخمسة لأطعمة صحية، أولها يتعلق بتنظيف الأيدي قبل ملامسة الأطعمة، وإعادة غسلها بعد القيام بأشغال المطبخ، وكذا غسل الأيدي بعد الذهاب إلى دورات المياه، وتطهير كل المساحات والأدوات التي لها علاقة بالأطعمة، فضلا عن إبعاد الحيوانات عن أغذية المطبخ، وعدم تركها عرضة للحشرات؛ لتفادي انتقال أي ميكروبات أو جراثيم أو بكتيريا ضارة إلى جسم الإنسان.

أما الأمر الثاني، يقول الدكتور آيت، فيخص ضرورة الفصل بين الأطعمة الطازجة والمطبوخة، منها فصل اللحم بنوعيه والسمك عن الأطعمة الأخرى. ويُنصح في هذا الإطار بعدم استعمال تجهيزات وأواني اللحوم للأطعمة الطازجة، وكذا حفظ الأطعمة في حاويات مغلقة لتفادي ملامسة الأطعمة الطازجة والأخرى الجاهزة للاستهلاك. كما يوصي المختصون بالانتباه إلى حرارة الوسط الذي توضع فيه الأطعمة، ومنها عدم ترك الأطعمة المطبوخة أكثر من ساعتين في درجة حرارة الغرفة، وضرورة الإسراع إلى تبريد جميع الأطعمة المطبوخة والسلع القابلة للتلف. ومن الأحسن وضعها في درجة حرارة 5 فوق الصفر، إلى جانب عدم تذويب الأطعمة المجمدة في درجة حرارة الغرفة.

وبشأن استعمال المياه توصي مصالح الوقاية باستعمال المياه الطاهرة أو المعالجة بطريقة تزيل عنها كل مخاطر العدوى، واختيار الأغذية الطازجة والسليمة من كل تعفن، وتفضيل الأطعمة المعَدة بطريقة غير معرضة للتخمر، فضلا عن واجب غسل الفواكه والخضر، خاصة عند استهلاكها طازجة.

وليست الأطعمة وحدها التي تعرض صحة الإنسان للخطر، يضيف محدثنا، فهناك عدة عوامل تتعلق بضربات الشمس، التي تتسبب في سرطان الجلد، وتؤثر بدرجة أكبر على الأطفال والمسنين، الذين ليست لهم مناعة كافية. وتقدم مصلحة الوقاية عدة نصائح للمصطافين، ومنها عدم التعرض لأشعة الشمس بين العاشرة صباحا والرابعة زوالا. كما تنصح بتمييه الجسم، والإكثار من شرب الماء لتفادي الجفاف، والحذر من اللسعات بالمناطق الغابية، وأخذ الحيطة عند اللعب مع الحيوانات الأليفة، وأخطرها القطط، لاسيما تلك المتشردة غير الملقحة ضد الأمراض.