الناجحون في البكالوريا يقصدونها للاحتفال

500 زائر لغابة بوشاوي يوميا

500 زائر لغابة بوشاوي يوميا
  • القراءات: 228 مرات
 نسيمة زيداني نسيمة زيداني

تستقبل غابة بوشاوي بالعاصمة، أكثر من 500  زائر يوميا خلال العطل، أغلبهم من العائلات، يحجون إليها من مختلف البلديات وحتى من خارج الولاية، بعد أن تم تهيئتها وتزويدها بمجموعة من المرافق الضرورية، مثل محلات بيع الأكلات الخفيفة وبعض الهياكل الترفيهية، وهو ما جعلها تخطف الأضواء من الفضاء الترفيهي "الصابلات" ومختلف الشواطئ، حسبما أكده أحد القائمين عليها لـ"المساء".

تتوفر غابة بوشاوي، غرب العاصمة، على فضاءات ضرورية يحتاج إليها الزائر، من دورات مياه ومحلات بيع المشروبات والمأكولات، إلى جانب المرافق الموجهة لتسلية الأطفال بالمجان، فضلا عن نظافتها، بالنظر إلى حرص الفريق العامل فيها على إبقائها نظيفة طيلة اليوم، والعمل من جهة أخرى، على توعية العائلات بضرورة رمي النفايات في الأماكن المخصصة لذلك، الأمر الذي شجع العائلات على اختيار هذه الغابة دون غيرها، لقضاء وقت ممتع مع الأطفال، كما تتوفر على أشجار ظليلة، وهو ما جعلها تخطف الأضواء من بعض الفضاءات الترفيهية الأخرى، بشهادة الزوار.

مقصد العائلات ليلا ونهارا

الزائر لغابة بوشاوي، يلاحظ العدد الكبير للعائلات التي تقصد المكان دون غيره من الفضاءات الترفيهية، كونها لا تغلق مطلقا أبوابها، حيث تظل مفتوحة للزوار على مدار الأسبوع ليلا ونهارا، الأمر الذي أتاح الفرصة لكل راغب في قضاء وقت ممتع بها، والتجول فيها، كما يقصدها الشباب والشابات لممارسة الرياضة.
وقد لاحظت "المساء"، تخصيص مساحات خاصة للراغبين في ممارسة رياضة الجري، علما أن الغابة مزودة بالإنارة والمرافق التي تؤمن لقاصديها الاستمتاع بوقتهم، كما احتضنت أيضا الناجحين في البكالوريا، الذين اختاروها للاحتفال بنشوة النجاح والاستمتاع بهدوئها، أو للظفر بفسحة للاسترخاء والابتعاد عن القلق والتوتر.
وأكد أحد الأعوان لـ"المساء"، أنه "خلال العطلة الصيفية، تشهد الغابة زحمة كبيرة، خاصة بالنسبة للعائلات المقيمة بالبلديات المجاورة، نظرا لاحتوائها على مرافق لتسلية الأطفال، يجري تعزيزها تزامنا والعطل ببعض الألعاب التي يحبونها، مثل "الطوبوغون" والمسبح المائي والبساط النطاط"، موضحا أن شهرة الغابة تعدتها إلى الولايات المجاورة، ويشرح "نشهد أيضا تدفق العائلات من بعض الولايات المجاورة، مثل بومرداس وعين الدفلى، البليدة والبويرة، حيث يأتي الزوار في شكل عائلات لاكتشاف هذا الفضاء الجيد من باب الفضول، أو في شكل جمعيات لممارسة بعض الأنشطة في الهواء الطلق لفائدة أعضائها، كتقديم مسرحيات في الهواء الطلق أو تنظيم أنشطة ترفيهية مختلفة".

الحفاظ على نظافة المحيط.. ثقافة غائبة

رغم أن مصالح ولاية الجزائر ساهمت في تهيئة هذا الفضاء الترفيهي، الذي لقي إعجاب العائلات، بعدما أصبح يفضل أغلبهم التردد عليه، إلا أن غياب ثقافة الحفاظ على نظافة المحيط يؤثر إلى حد ما على الغابة، حيث أشار أحد القائمين على الغابة، إلى أنه رغم تزويد كل ركن من أركانها بحاويات رمي النفايات، غير أن البعض يتعمد إلقاء مخلفاته أرضا، مضيفا أن القضية مرتبطة بالتربية ومدى وعي الزائر بأهمية الحفاظ على محيطه نظيفا، يقول محدثنا.
وتابع "بادرنا إلى جانب التحسيس بأهمية الحفاظ على المكان نظيفا، بتكليف الفرق العاملة في الغابة، بتنظيفها ثلاث مرات في اليوم، لإبقائها دائما نظيفة"، مشيرا إلى أن من بين الإجراءات التي تم اتخاذها لحماية هذا المتنفس الطبيعي، منع استعمال الشيشة وحرمان العائلات أو الشباب من إشعال النار لتحضير بعض الأطعمة، على غرار الشواء، وأوضح أنه حرصا على حماية الأطفال من التعرض لبعض الحوادث، جراء اللعب والجري، تم تخصيص فريق مكلف بتقديم الإسعافات الأولية عند وقوع أي حادث.
وأشار إلى الحرص الدائم على تطهير الغابة من بعض التصرفات غير الأخلاقية، حيث يشدد فريق حراس على معاينة الغابة طيلة اليوم، بهدف الإبقاء على الطابع العائلي لهذا الفضاء.

الطبيعة والتسلية في مكان واحد

وقفت "المساء" لدى تجولها بالغابة، على حالة الرضا والسعادة التي ارتسمت على وجوه العائلات التي اختار بعضها افتراش الأرض، بينما اختار آخرون الجلوس إلى الطاولات المقدمة بالمجان، والتي أعدت خصيصا للراغبين في تناول وجبة الإفطار أو احتساء الشاي.
وفي حديثنا، مع سيدة كانت رفقة أطفالها، من سكان بلدية دالي ابراهيم، أكدت أنها كانت في أول الأمر تزور غابة "بواديكارت"، وبعد أن اكتشفت هذه الغابة نالت إعجابها، خاصة أنها فضاء يجمع بين الترفيه في قالب طبيعي، وهو نفس الانطباع الذي لمسناه لدى سيدة، أشارت في معرض حديثها، إلى أنها من سكان بلدية بوزريعة، وبحكم أن الغابة قريبة منها، تختار يوميا التنقل إليها رفقة ابنتيها، حيث تمضي كل اليوم فيها، لاسيما وأنها تتوفر على المرافق الضرورية، كدورات المياه ومحلات بيع الأكل، موضحة أن أكثر ما أعجبها في الغابة، بقاؤها مفتوحة، وهو ما حفزها على تحضير وجبة العشاء في المنزل وتناولها بين أحضان الطبيعة.
من جهته، حدثنا مواطن آخر قائلا، إنه من مدينة عين وسارة، ويزور الغابة لأول مرة، بعد ما سمعه عنها وعن نظافتها وجمالها وهدوئها، موضحا في السياق، أن وجود مثل هذه الفضاءات الترفيهية في مختلف البلديات، يمنح العائلات التي لا تجد مكانا تقصده في العطل، فرصة التنزه، لأن مثل هذه الفضاءات تعد متنفسا للباحثين عن الهدوء والسكينة في الوسط العمراني.