وافقت الهيئات المركزية لقطاع الموارد المائية بقالمة، على ضخ 6 ملايين متر مكعب من سد "بوهمدان"، لإنقاذ موسم الطماطم الصناعية، حسب ما كشف عنه مدير الموارد المائية لولاية قالمة، نورالدين قرعيش، الذي أكد في تصريح لـ"المساء"، أن المديرية طلبت من وزارة الموارد المائية، الموافقة على تخصيص كمية من المياه لسقي المحاصيل الزراعية بالمحيط الكبير في الولاية، مشيرا إلى صدور قرار وزاري، يقضي بتوجيه كمية 10 ملايين متر مكعب على فترات، انطلاقا من السد، لاسيما أن ولاية قالمة تحولت في السنوات الأخيرة، إلى قطب زراعي كبير، وقاعدة للصناعات الغذائية.

أوضح المتحدث لـ"المساء"، أنه لم يتحدد بعد، موعد إطلاق مياه السقي باتجاه حقول الطماطم الصناعية، التي بدأت تستعيد نشاطها بمحيط بوشقوف المسقي، الموزعة على مساحة 10 آلاف هكتار، مشيرا إلى أن كمية 6 ملايين متر مكعب من مياه سد "بوهمدان"، لن تكون كافية لإنقاذ موسم الطماطم الصناعية، الذي يستهلك أزيد من 25 مليون متر مكعب من المياه كل عام، معلنا عن عقد اجتماع في غضون الأسبوع المقبول، يجمع ممثلين عن مديرية الموارد المائية، والمصالح الفلاحية، والغرفة الفلاحية، والديوان الوطني للسقي وصرف المياه والهيئات المعنية بالولاية، لمناقشة كيفية توجيه كمية المياه لتلبية طلبات الفلاحين، مضيفا أنه سجل ارتياح كبير في الآونة الأخيرة بعد ما أثارت هذه الوضعية مخاوف الفلاحين المندمجين في شعبة الطماطم الصناعية، خاصة بعد تساقط الأمطار الذي تزامن مع حملة الغرس. 

للإشارة، أصبح موسم الطماطم الصناعية بولاية قالمة، منذ السنوات الأخيرة الماضية، يواجه تحديات صعبة، بسبب التراجع الكبير الذي يشهده منسوب مياه سد بوهمدان، المغذي الرئيسي لمحيط السقي ببوشقوف، حيث يحتاج إلى نشاط هيدروغرافي قوي بالحوض الممتد من سهل الجنوب الكبير، على الحدود مع ولاية قسنطينة، إلى غاية الحدود مع ولاية سكيكدة، وإلى غاية بوشقوف في الجهة الشرقية مع ولاية سوق أهراس، بالتالي  يمكن التفكير في حل أزمة مياه السقي الفلاحي، ببناء سد لدعم سد "بوهمدان"، وإنجاز نقاط تجميع مياه الأمطار. علما أنه كان من المقرر إنشاء سد على مجرى وادي الشارف ببلدية هواري بومدين، قبل عدة سنوات، لكن المشروع تعثر بعد إجراء الدراسة لأسباب تقنية، وتم التخلي عنه.