فيما سجلت ورقلة تجارب ناجحة
آفاق ‘’واعدة’’ لزراعة الذرة
- 2278
تفتح شعبة زراعة الذرة بولاية ورقلة آفاقا ”واعدة” بعد العديد من التجارب الناجحة التي تحققت لتطوير هذه الشعبة الفلاحية ذات الأهمية الاقتصادية، حسبما عُلم من مديرية المصالح الفلاحية، التي تراهن في الوقت الحالي، على توسيع المساحات المخصّصة لإنتاج هذا النوع من الزراعات المصنّفة ضمن المحاصيل الكبرى بالنظر إلى فوائدها، لاسيما فيما تعلّق منه بتغذية الدواجن والمواشي، كما أوضح رئيس مصلحة الإرشاد الفلاحي بمديرية القطاع.
يتم في هذا الصدد وضع استراتيجية لتطوير هذا النوع من الزراعات بالمنطقة؛ من خلال اعتماد آليات لفائدة الفلاحين، على غرار توفير الأراضي في إطار عقود الامتياز الفلاحي، وأخرى للدعم والمرافقة، من بينها اقتناء المرشات المحورية وحفر الآبار وتجهيزها وتوفير البذور وغيرها، وفق ما ذكر السيد إبراهيم قريشي. كما يتم التركيز على تكثيف عمليات الإرشاد بمتطلبات توسيع زراعة الذرى، وتوجيه وتحضير الفلاحين على الإقبال على تنمية هذا النبات الذي يتمركز إنتاجه وزراعته حاليا بشكل ، بكل من مناطق أنقوسة وحاسي بن عبد الله وقاسي الطويل (حاسي مسعود) والرمثة (الرويسات)، يضيف المتحدث.
ويجري في هذا الإطار التنسيق بين المصالح المختصة وأصحاب المستثمرات الفلاحية التي نجحت في تطوير هذه الشعبة على مساحات واسعة؛ للقيام بالعمل الإرشادي لفائدة الفلاحين، وعرض تجاربها من أجل الاستفادة من خبراتها، وتلقين كيفيات التحكم في تقنياتها الزراعية ومسارها إلى غاية جني المحصول، كما ذكر رئيس مصلحة الإرشاد الفلاحي. و«سيمكّن انخراط الفلاحين والمستثمرين في هذا النشاط الفلاحي المنتج، من تحقيق إنتاج معتبر من الأعلاف الموجهة لتغذية قطعان المواشي والدواجن، وتخفيض تكاليفها، وهو ما سيعود حتما بالفائدة على مربي الدواجن بهذه المنطقة التي تتوفر على وحدتين بطاقة إنتاجية عالية”، كما أشار إلى ذلك المسؤول.
نماذج ”ناجحة”
تُعدّ تجربة مستثمرة فلاحية لأحد المستثمرين الخواص بمنطقة أنقوسة (20 كلم شمال ورقلة)، نموذجا ”ناجحا” في زراعة وتطوير شعبة الذرة، وذلك على مساحات واسعة تُزرع بالتناوب بعد حصاد محصول القمح، حسبما أفاد بذلك السيد قريشي.
وتمكّنت هذه المستثمرة الفلاحية خلال حملة الحصاد الخاصة بالموسم الفلاحي الجاري التي تمت خلال شهر نوفمبر الفارط، من تحقيق إنتاج يصل إلى 35 طنا في الهكتار الواحد من محصول الذرى الموجه للتغذية الحيوانية (الذرى العلفية)، وهو ما يعادل 4.450 حزمة، وذلك بعد أن خُصّصت لها مساحة تقارب 130 هكتارا.
وكانت أوّل تجربة في هذا المجال الزراعي حصلت ببلدية حاسي بن عبد الله، بالزراعة داخل واحات وبساتين النخيل (بين صفوف النخيل)، قبل أن يتم توسيعها في إطار السياسة الفلاحية الجديدة، الرامية إلى التقليص من الصادرات، والرفع من إنتاج محاصيل الحبوب، وفق المسؤول. وواجه الفلاحون لاسيما بمنطقة الرمثة (بلدية الرويسات) التي أجريت بها أيضا تجربة في زراعة الذرى، عوائق تتعلّق أساسا بنقص التحكّم في تقنياتها؛ مما أدى إلى عزوفهم عنها، وفق ما أشير إليه.
وتتوفّر منطقة ”قاسي الطويل” (حاسي مسعود) على آفاق ”واسعة” لتوسيع نشاط زراعة الذرى بامتياز لوفرتها على المياه الجوفية، مما يسمح بتطوير هذا النوع من الزراعات التي تتطلب معدلا يتراوح بين 4 آلاف و5 آلاف متر مكعب من المياه خلال دورتها الزراعية التي تمتد بين شهري جوان وجويلية إلى غاية جني المحصول، الذي غالبا ما يتم بين شهري نوفمبر وديسمبر، كما ذكر نفس المصدر.
وجُسدت بهذه المنطقة (قاسي الطويل) التي تتميز بمساحاتها الشاسعة المخصصة لزراعة مختلف أنواع الحبوب على غرار القمح اللين والصلب والشعير والأعلاف (الفصة) خلال الموسم الفلاحي الفارط، تجربة زراعة الذرى على مساحة تقارب 30 هكتارا بمستثمرة فلاحية لأحد الخواص؛ مما مكّن من تحقيق إنتاج يقدر بـ 25 طنا في الهكتار الواحد، مثلما تمت الإشارة إليه.
يُذكر أنّ ولاية ورقلة تزخر بإمكانيات كبيرة وعوامل محفزة، من أهمها توفرها على قدرات هائلة من المياه الجوفية والأراضي الشاسعة الصالحة للزراعة؛ مما يؤهلها على المديين القريب والمتوسط، لتجسيد مشاريع فلاحية ”ناجحة” في مجال تطوير زراعة الذرى.