فيما أثقلت الضرائب المنتجين الصغار
أخصائيون يطالبون بإعادة النظر في شعبة الدواجن
- 902
دعا مشاركون في اليوم الدراسي الذي نظم مؤخرا بباتنة، على هامش الصالون الوطني لشعبة الدواجن في طبعته الأولى، إلى "ضرورة تنظيم هذه الشعبة في الجزائر، بهدف توجيه فائض الإنتاج المحقق فيها نحو التصدير".
شدد جامعيون وبياطرة وحتى مهنيون، على الأهمية الكبرى التي تكتسيها حاليا هذه الشعبة التي عرفت تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة، وأصبحت توفر عبر مختلف مراحل سلسلة الإنتاج أكثر من 600 ألف منصب شغل على المستوى الوطني.
أفاد مدير المصالح الفلاحية لولاية الطارف، السيد كمال الدين بن الصغير، في اللقاء الذي عرف مشاركة إطارات من مديريات القطاع في العديد من الولايات، منها بسكرة والوادي، أن المشرع الجزائري "لم يبخل بالنصوص القانونية في هذا الميدان، ويبقى تفعليها بما يضمن تطوير الشعبة التي تحتاج اليوم بالدرجة الأولى إلى تنظيم في صفوف المربين خاصة".
أكد أن قبل ذلك "يستوجب تعريف كل ممارسي هذا النشاط الذين يعملون بطريقة غير رسمية، وهم كثر، واستدراجهم في المنظومة المعروفة للشعبة، وفي ذلك ضمان لديمومة نشاطهم وتعزيز الاقتصاد الوطني".
لكن حسب رئيس المجلس المهني المشترك لشعبة الدواجن بولاية باتنة، المهندس الزراعي ومربي الدواجن علي بن شايبة "تظل الضرائب تشكل الهاجس الأكبر بالنسبة للكثير من مربي الدواجن، الذين يفضلون عدم التصريح بنشاطهم والتخلي عن بطاقة فلاح مربي الدواجن، والعمل بطريقة غير نظامية".
قال إنه رغم وجود مرسوم وزاري مشترك صادر سنة 1992، ومازال ساري المفعول إلى حد الآن، والذي يعتبر من ينتج أقل من 100 ألف دجاجة في السنة، نشاطا فلاحيا غير خاضع للضريبة، إلا أن هناك من المربين الصغار من يخضع لهذه الضريبة التي أنهكت كاهل الكثيرين، حسب الشكاوى العديدة التي يتلقاها المجلس محليا.
صرح بعض المربين بأن "حل هذا الإشكال سيمكن من تحقيق إضافة للشعبة، من خلال جعل المربي ينشط في شفافية تامة، ومن ذلك تحديد مسار المنتج من البداية إلى غاية وصوله إلى المستهلك، مع احتوائه على كل المعلومات اللازمة".
تطرق المشاركون من جهة أخرى، إلى بعض المسائل التقنية المتعلقة بتربية الدواجن، ومنها ضرورة التحكم في العوامل البيئية التي تعيش فيها الدواجن داخل حظائر التربية، وهو عامل وفق الطبيب البيطري والأستاذ بمعهد البيطرة بجامعة باتنة، واحد عبد الوهاب واراست، "ضروري جدا ويقلل من اللجوء إلى المضادات الحيوية".
من جهته، شدد رئيس جمعية البياطرة الخواص بباتنة، مصطفى بن حديد، على "وجوب تكثيف عمليات الرقابة الفعالة للمنتجات الحيوانية من بيض ولحوم بيضاء، من أجل المحافظة على سلامة وصحة المستهلك، والعمل على أن تكون النوعية والجودة هي الأساس في توفير إنتاج صحي، من خلال التقليل من الاستعمال الذاتي للمضادات الحيوية، واتباع تدابير الأمن الوقائي في تربية الدواجن".
تخلل هذا اللقاء الذي استقطب عددا كبيرا من المهتمين بالميدان، تقديم عرض من طرف مديرية المصالح الفلاحية بباتنة، عن تطور هذه الشعبة التي أصبحت الولاية قطبا فيها، ملامحه تتأكد وفق مدير القطاع سمير حمزة، سنة بعد أخرى، حيث سمحت العصرنة والتحكم في وسائل الإنتاج من جعل باتنة تساهم سنة 2018، بنسبة 8.4 بالمائة في إنتاج اللحوم البيضاء على المستوى الوطني و19 بالمائة في إنتاج البيض.
سيتم تنظيم لقاء لفائدة مربي الدواجن بمدينة عين التوتة، التي تعد المنطقة الرائدة بالولاية في هذا النشاط، والدائرة التي تضم أكبر عدد من ممارسيه محليا، للوقوف على المشاكل المطروحة في هذا المجال ميدانيا، والإصغاء إلى انشغالاتهم، مع فتح نقاش بينهم والمختصين حول واقع وآفاق هذه المهنة.
❊ق. م