برنامج استعجالي لسد العجز ببومرداس

أزمة ماء تضرب أحياء خميس الخشنة وبلديات أخرى

أزمة ماء تضرب أحياء خميس الخشنة وبلديات أخرى
 حنان سالمي حنان سالمي

تشهد مختلف بلديات ولاية بومرداس، خلال الفترة الأخيرة، تذبذبا كبيرا في التزويد بمياه الشرب، وصلت في بعض الأحياء إلى انقطاع دام 20 يوما متتالية، ولئن كان لهذا الوضع أسبابه التي تعود، حسب المصالح المختصة، إلى شح الأمطار وتراجع منسوب السدود، إلا أن التخوف السائد من استمرار هذه الوضعية يزداد، باقتراب حلول الصيف.

يطالب سكان حي قوشاش، الذي يعد من ضمن أكبر التجمعات السكانية ببلدية خميس الخشنة، غرب ولاية بومرداس، بالتدخل العاجل للجهات المختصة من أجل تحسين خدمة التزود بالماء الصالح للشرب، مؤكدين غياب المياه عن حنفياتهم لـ20 يوما متتاليا، مما يضطرهم إلى شراء مياه الصهاريج، وهي الوضعية التي لم تعد تطاق، حسب ما أكده مواطن من نفس الحي، الذي لفت إلى رفع هذا الإشكال للمسؤولين في أكثر من مناسبة، مقابل تلقي وعود غير مجدية.

سوء تسيير وللمواطن يد كذلك

كما أكد مواطن آخر، بأن أزمة مياه الشرب عموما، وببلدية خميس الخشنة على وجه التحديد، تكمن في سوء التسيير لا غير، متحدثا عن أن البلدية تتزود من عدة آبار جوفية، وأنه تم إنجاز عدد من الخزانات، إلا أن الأزمة تتفاقم، بالرغم من تسجيل بعض التحسن في هذه الخدمة، لاسيما بمركز البلدية، كما يضيف نفس المواطن، بأن المسؤولية يتقاسمها المواطن كذلك، بسبب الإسراف والتبذير، لاسيما المظاهر اليومية ـحسبه- لدى مغاسل السيارات أو غيرها، فيما تساءل مواطن آخر من القطب السكني "5 آلاف وحدة عدل" بذات البلدية، عن الأسباب التي تحول دون تجسيد الوعود، بتوفير كل الخدمات على مستوى هذا القطب العمراني الكبير، في الوقت الذي يغيب الماء عن الحنفيات لأيام طويلة متتالية، وهو ما جعلهم ينظمون مؤخرا، وقفة احتجاجية أمام مصالح "الجزائرية للمياه" بخميس الخشنة، للمطالبة باستدراك الأمر.

أما مواطن آخر، فتحدث في هذا السياق، ملفتا إلى "استحالة" إرضاء كل سكان بلدية خميس الخشنة بالماء الصالح للشرب، والسبب، حسبه، يكمن في التوسع السكاني الكبير ضمن نسيج عمراني فوضوي، أصبح متاخما للعاصمة دون حسيب أو رقيب، وهي الوضعية التي لا يمكن وفقها، ربط هذا النسيج بقنوات توزيع الماء، ناهيك عن إرضاء سكان أحياء أخرى كبرى، على غرار قوشاش، أولاد العربي، بن ضنون، الهضاب، الشباشب وغيرها من الأحياء التي جعلت من بلدية خميس الخشنة أكبر بلدية من حيث عدد السكان بكامل ولاية بومرداس، إذ يفوق تعدادها السكاني 150 ألف نسمة.

بئر ارتوازي بحي قوشاش قريبا

في معرض رده على انشغالات سكان قوشاش، قال نائب رئيس بلدية خميس الخشنة، أحمد جعدي، إنه سجل إنجاز بئر ارتوازي لتزويد سكان هذا الحي بماء الشرب، تنطلق أشغاله عما قريب، ولفت إلى أن هذا المشروع يدخل ضمن البرنامج الاستعجالي لوزارة الموارد المائية، قائلا بأن مصالح البلدية، بالتنسيق مع الجهات المعنية، قامت بخرجة ميدانية لتحديد مكان حفر البئر، لتنطلق بعدها الشركة المعنية بالأشغال في الإنجاز، متحدثا كذلك، عن مشروع إنجاز خزان ماء تجري أشغاله من طرف مديرية الموارد المائية بالتوازي، بهدف القضاء على شح الحنفيات في الحي. كما تحدث أيضا، عن مشروع آخر في نفس القطاع، يخص إنجاز قنوات الصرف الصحي للحي المذكور، بغلاف مالي قدره 9 ملايير سنتيم، إذ من المنتظر أن ينطلق المشروع على شطرين في غضون شهرين، ومن ثمة أشغال تهيئة الطريق والأرصفة، مع الانتهاء من أشغال الربط بالغاز بنفس الحي أيضا.

... وبرنامج استعجالي آخر لكامل الولاية

في نفس السياق، قال مدير الموارد المائية لولاية بومرداس، كمال عباس، بأن مصالحه شرعت مؤخرا، في إنجاز 66 بئرا ارتوازيا؛ 9 آبار منها دخلت الخدمة بتعبئة تصل إلى 13 ألف متر مكعب يوميا، وتوجد أشغال إعادة الاعتبار لـ12 بئرا آخر، يُنتظر أن تدخل حيز الخدمة في غضون الأسبوع القادم، مما سيمكن من الاستفادة من حوالي 15 ألف متر مكعب يوميا، ناهيك عن تسجيل الأشغال بـ 25 بئرا، من خلال هذا المشروع، سيمكن من الاستفادة من حوالي 25 ألف متر مكعب يوميا، من أجل سد العجز المسجل حاليا في مياه الشرب.