لازرو بباتنة
أسراب البعوض.. قنبلة معدية موقوتة
- 1103
وجهت منذ بضعة أسابيع، عدة عائلات تقطن في مشاتي صغيرة بكل من قداين وقرينات في بلدية لازرو (ولاية باتنة)، بعدما غزتها ليلا أسراب من البعوض، نداءات استغاثة بسبب هذه الحشرات "الشرسة الممتصة للدماء"، وأكد لـ«وأج"، فلاح ومرب من مشتة قداين، عبد القادر بوصوار، الذي يمكن ملاحظة على يديه حوالي 20 لدغة حمراء، أنه يعيش منذ بداية موجة الحرارة التي ميزت هذه الصائفة، "ليال مضنية".
تجبر هذه الحشرات سكان هذه القرى الصغيرة على حبس أنفاسهم في منازلهم خلال النهار، بسبب أشعة الشمس الحارقة واللجوء إلى الاستخدام المفرط للكريات المضادة للبعوض، ويتفق السكان المحليون في هذه القرى، على أن السهرات الصيفية الجميلة في هذا الريف باتت "ذاكرة بعيدة"، وأكد السيد بوصوار أنه أصيب بحساسية جراء الاستعمال المفرط للكريات المضادة للبعوض، في حين الانزواء القسري بين جدران منازل هذه المشتة في المساء ينغص أكثر معيشة السكان.
استنادا للسكان الذين وجهوا نداءات استغاثة للمسؤولين المحليين ومختلف المديريات، على غرار البيئة والغابات والفلاحة، فإن "غزو" البعوض الأخير لمنطقة غداين التي تضم ناحية رطبة (تجف صيفا)، جراء المياه المستعملة لمدينة باتنة والتجمعات المجاورة لكل من يويلف وفسديس وجرمة.
أوضح فلاحون التقتهم "وأج"، أنه "حتى وقت قريب، لم تصل المياه المستعملة إلى قداين، لكنها اليوم تتدفق وتصل إلى غاية المناطق الرطبة لولاية أم البواقي المجاورة"، مشيرين إلى أن مياه الصرف الصحي هي التي تسببت في ظل الحرارة الشديدة، في انتشار البعوض بكثرة.
أكد كل من قدور وعلي وعبد القادر أن "أسراب البعوض أدت إلى إصابة خرفاننا وأبقارنا بالمرض، مما تسبب في أمراض على مستوى أجزاء معينة من جلودها، خاصة الرقبة والبطن، مشيرين إلى أن مراحل التفقيس أدى بالبعوض خلال ازدهار بساتينهم الصغيرة التي تضم 3200 شجرة زيتون، إلى إضعاف عملية الجني هذا الموسم، كما أن البعوض يتغذى على رحيق الزهور.
الإشكالية أكبر بكثير من إمكانيات بلدية لازرو وحدها
قامت المصالح التقنية البلدية لازرو بعمليات رش وتعقيم في هذه المنطقة، لكن دون "نتائج مجدية"، حسبما أوضحه فلاحون من المنطقة، وأكد رئيس المجلس الشعبي لبلدية لازرو، ربيح مبرك، أن "البلدية بذلت قصارى جهودها من خلال القيام بخرجات ميدانية لرش مساحات واسعة في هذه المنطقة"، مؤكدا أن "الإشكالية أكبر بكثير من بلدية لازرو وإمكانياتها".
أشار نفس المنتخب إلى أن منطقة قداين تعاني من البعوض، هذه الإشكالية أصبحت في نهاية المطاف "أكثر حدة" عبر جميع أنحاء المدينة، لا سيما بمنطقة تازوريت.
وفرت الحرارة والمياه الراكدة، خاصة الرطوبة "بيئة جد مواتية" للبعوض الذي يستوجب الأمر القضاء عليه، من خلال حل إشكالية المياه الملوثة التي يحملها وادي المعذر الذي يستقبلها بدوره من وادي القرزي المتدفق من مدينة باتنة"، كما أشير إليه.
استنادا لدراسة تم نشرها في العدد الـ34 من المجلة الدولية "لاريس"، وهي مجلة لجامعة بسكرة، للدكتور عبد الحكيم حناشي، فإن ولاية باتنة تتوفر على محطة لمعالجة المياه المستعملة بطاقة استيعاب تبلغ 20 ألف متر مكعب، وهذا لا يفي غرض التكفل بكل المياه التي يصبها سكان المدينة (حوالي 30 ألف متر مكعب) وأيضا بلدية تازولت (حوالي 4 آلاف متر مكعب)، وتبقى شبكة صرف مياهه متصلة بشبكة مدينة باتنة.
أوضحت الدراسة أن أكثر من 14 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحي "تصب في الطبيعة دون معالجة"، مضيفة أنه حسب مديرية البيئة لولاية باتنة، فإن تحاليل العينات المستقدمة من مناطق السقي عن طريق المياه المستعملة تبين "تركيزات عالية نسبيا من النترات، وأحيانا أعلى من معدل قبول المعيار الجزائري (50 ملغ/ل).