تراوحت بين 40 و90 ألف دج

أسعار المواشي بوهران تتجاوز إمكانيات "الزوالي"

أسعار المواشي بوهران تتجاوز إمكانيات "الزوالي"
  • 1154
رضوان. ق  رضوان. ق 

تعيش ولاية وهران هذه الأيام، كباقي مناطق الوطن، على وقع تحضيرات استقبال عيد الأضحى، وسط إقبال المواطنين على نقاط بيع المواشي الرسمية، والمرخص لها، وكذا الفوضوي، المتواجدة داخل المزارع وعلى حواف الطرق، في وقت شهدت أسعار المواشي ارتفاعا جنونيا، مقارنة بالماضية، والتي تراوحت بين 40 ألف دج و90 ألف دج للرأس.

تشهد ولاية وهران منذ أيام، تدفقا كبيرا للمواشي القادمة من مختلف ربوع الوطن، خاصة من تيارت والبيض والنعامة، التي تعد من أهم المناطق المصدرة للمواشي نحو ولاية وهران، وهي المواشي المعروفة بجودتها وأسعارها، وقد قامت "المساء" بجولة ميدانية في بعض الأسواق والمناطق المخصصة لبيع المواشي، وقفت خلالها، على مستوى الأسعار التي عرفت ارتفاعا بشهادة المواطنين والمربين، حيث كانت أول وجهة، سوق المنطقة الصناعية السانية، الذي يعد أكبر موقع لبيع المواشي بالولاية، ويقصده مواطنون من ولايات مجاورة، على غرار عين تموشنت وسيدي بلعباس، لاقتناء أضحية العيد، إذ عرضت مواشي بأسعار متباينة، غير أنها لا تنزل عن سعر 40 ألف دج للرأس، وسط استهجان المتسوقين من الأسعار.

أوضح في هذا الصدد، مواطن قادم من وسط مدينة وهران، أنه قصد السوق قبل أيام من العيد لجس النبض والتعرف على الأسعار، والتي أكد بخصوصها، أنها غالية مقارنة بالعام المنقضي. مؤكدا أن نسبة الزيادة في رؤوس المواشي تقدر بنحو 10 آلاف. وذكر أنه يقوم كل سنة، بزيارة عدة مواقع قبل اقتناء المواشي، لتحديد مستوى الأسعار بدقة. كما كشف مواطن آخر، بأن الأسعار المعروضة قد تبدو في المتناول، خاصة بالنسبة لبعض المواشي التي تعرض بمبلغ 40 ألف دج، غير أن حجمها ووزنها لا يتماشى والسعر. مضيفا أن المواشي بعد ذبحها لا تتجاوز 18 كلغ، حسب وصفه. وذهب المتحدث للتأكيد على ذلك، من خلال مرافقتنا بالسوق، وإظهار ذلك، من خلال حمله لبعض المواشي المعروضة للبيع بثمن 44 و48 ألف دج، قائلا؛ إن وزنها قليل ولا يتماشى وسعرها.

كما وقفنا في نفس السوق، لدى بعض الباعة والمربين، حيث كان بعضهم يعرضون المواشي بـ55 و65 ألف دج للرأس، وهي كبيرة الحجم، غير أنها في غير متناول جميع المواطنين، خاصة محدودي الدخل الذين كانوا يتجمعون لمشاهدة الماشية فقط، دون الاقتراب منها، فيما فضل البعض القيام برفعها، حسب العادة، ومحاولة التعرف على وزنها. أكد المواطنون ممن التقينا بهم أمام موال، كان يعرض قطيعا من المواشي، أنها جيدة لتكون أضحية، غير أن أسعارها في غير المتناول، ويضيف المتحدثون بأنهم وجدوا أنفسهم تائهين عبر الأسواق لاقتناء كبش العيد، خاصة في ظل الأسعار المرتفعة، وعدم توافق بعض الأسعار مع نوعية الماشية ووزنها.

كما تنقلنا إلى سوق آخر بمنطقة عين البيضاء، يعرف إقبالا كبيرا للمواطنين القادمين من مختلف مناطق غرب الولاية، حيث شاهدنا معظمهم بصدد التعرف على الأسعار، من خلال السؤال ورفع المواشي للتعرف على وزنها. ويوضح أحد المواطنين بأن عملية التعرف على الماشية، برفعها ومحاولة تحديد وزنها بالتقريب، هي الفاصل في عملية الشراء، والموافقة على السعر المعروض. وأكد المتحدث بأن الأسعار المعروضة لا تتوافق تماما، حسب وصفه، مع نوعية المواشي التي تعتبر مرتفعة. وأعلن المتحدث بأن نفس الماشية التي اقتنى منها أضحيته، العام الماضي، تشبه الماشية المعروضة اليوم تقريبا، غير أن فارق السعر كبير ويتجاوز 10 آلاف دج. مؤكدا أن كل المواطنين يتحدثون على ظاهرة ارتفاع الأسعار في الأسواق.

ارتفاع سعر الأعلاف وراء ارتفاع أسعار الماشية

فيما يفضل بعض المواطنين التوجه إلى إحدى المزارع بمنطقة السانية، لاقتناء المواشي، حيث تعرض أضاحي العيد بنفس الأسعار، مع تأكيد المربين بأن المواشي المعروضة تأكل العلف الطبيعي، وأن وزنها جيد وغير مغشوشة، حسب وصف المربي، الذي عرض الماشية بسعر 48 و60 ألف دج. مشيرا إلى أن الأسعار، وإن كانت تبدو في غير المتناول، فهي أسعار تفرضها الأوضاع. موضحا أن ارتفاع أسعار الأعلاف وراء ارتفاع أسعار المواشي، حيث يتم اقتناء قنطار العلف بمبلغ 5 آلاف دج، بعد أن كان يقدر قبل أشهر بـ3800 دج للقنطار، إلى جانب مصاريف البيطري وتربية المواشي وبعض الخسائر، نتيجة نفوق الماشية.

كما أكد المتحدث، بأن مهنة تربية المواشي من أصعب المهن، بسبب السهر على رعايتها، من خلال توفير الكلاء، خاصة بجنوب البلاد والمناطق السهبية، وأضاف المربي بأن ارتفاع الأسعار قد يرجع أيضا إلى المضاربة، أو ما يعرف بـ«الخماسة، والذين يقومون بشراء المواشي من المربيين القادمين من مناطق السهوب وجنوب البلاد وإعادة بيعها، كما يقوم بعض المربين بترك المواشي لدى هؤلاء الباعة، لبيعها بفارق ربح، دون بقائهم داخل الأسواق وعرض المواشي.

 


 

لجنة مختلطة لفرض تطبيق البروتوكول الصحي.. 50 نقطة لبيع الأضاحي و35 بيطريا لضمان الرقابة

رخصت مديرية البيطرية لولاية وهران، بفتح 50 نقطة لبيع أضاحي العيد، بمناسبة عيد الأضحى، مع تجنيد 35 بيطريا للإشراف على عمليات المراقبة البيطرية للمواشي، خاصة القادمة منها من خارج الولاية، مع تواصل تدفق الشاحنات القادمة من مختلف ولايات ربوع الوطن على ولاية وهران، التي تعد من بين أكبر الولايات استهلاكا لمواشي العيد، بمعدل يتجاوز 200 ألف رأس، وهو ما يجعل عمليات المراقبة ضرورية. 

شرعت مصالح المديرية البيطرية لولاية وهران، بالتنسيق مع مديرية التجارة ومديرية الصحة الولائية، في عمليات مراقبة ومتابعة على مستوى نقاط بيع الأضاحي، وهي المهمة التي تدخل ضمن عمل اللجنة الولائية المشكلة من قبل والي وهران، والتي فرضت من خلال المتابعة الميدانية، التقيد بتدابير تنفيذ البروتوكول الصحي داخل نقاط بيع المواشي والمراقبة البيطرية، بالتزامن مع إقبال المواطنين على نقاط بيع أضاحي العيد بالولاية. كما شكلت المديرية البيطرية، فرقا خاصة لمراقبة المواشي عبر الطرقات، بالتنسيق مع المصالح المختصة، وهي العملية التي ستتواصل لآخر يوم قبل عيد الأضحى، فيما سيتم إخضاع جميع مصالح المراقبة البيطرية خلال يومي العيد، لإجراءات المتابعة الصحية والوقائية، مع احترام كلي لتدابير البروتوكول الصحي في سبيل مواجهة وباء "كوفيد-19".

من جانبه، فتح الديوان الوطني للحوم للغرب، نقطة بيع عمومية للمواشي ببلدية السانيا، بأسعار معقولة، في ظل الارتفاع الحاد في أسعار الأضاحي التي لم تنزل عن 40000 دج، والتي بلغت حدود 80 و90 ألف دج للكبش، وهي أسعار تبقى في غير متناول جميع المواطنين، خاصة من محدودي الدخل، وهو ما تعمل عليه مصالح الديوان الجهوي للحوم.