مصلحة الطب النووي بورقلة

إضافة ”نوعية” للتكفل بالمرضى

إضافة ”نوعية” للتكفل بالمرضى
  • القراءات: 1258
ق.م ق.م

دخول مصلحة الطب النووي حيز الخدمة مطلع يناير الماضي بورقلة، إضافة ”نوعية” في مجال تكفل أفضل بمرضى السرطان بجنوب الوطن في ظل تزايد أعداد المصابين، الذين يستقبلهم يوميا المركز الجهوي لمكافحة هذا الداء الخطير. وتم تجهيز المصلحة بمعدات طبية متطورة جدا، متخصصة في الطب النووي، على غرار جهازين للكاميرا المقطعية ومخبر حراري وقاعات لتلقي العلاج.

تُعد هذه المصلحة الجديدة الأولى من نوعها بجنوب الوطن، وتفتح آفاقا علاجية ”واسعة” من خلال التعامل مع الحالات التي يستقبلها المركز في الوقت المناسب وتشخيصها بأكثر دقة وفي مراحلها الأولى، سيما ما تعلق منها بالأورام السرطانية الخبيثة، مما سيعطي للمريض فرصة أكبر للتعافي، وفقا لما صرح بذلك لوأج مدير المؤسسة العمومية الاستشفائية ”محمد بوضياف”. كما تضمن خدمات تشخيص، وعلاجات متعددة في الطب النووي، وتخفف عن المرضى عناء التنقل إلى خارج الولاية، سيما منهم فئة المسنين، مثلما ذكر السيد طارق بلباي.

الارتقاء بالخدمات الصحية

يندرج فتح هذه المصلحة الجديدة في إطار جهود السلطات العمومية لتحسين شروط التكفل بهؤلاء المرضى، وتوفير جميع الإمكانيات والوسائل، استنادا إلى نفس المسؤول. ويُتوخى منها الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية المقدمة لهذه الفئة من المرضى، والسهر على توفير أحدث الوسائل الطبية المتطورة لاكتشاف الأمراض في مراحل مبكرة؛ من أجل الوصول إلى نتائج أفضل في معالجتها.

ومن جهته، أشار المختص في الطب النووي عبد الفتاح بومليط إلى أن ”فحص التصوير بالنظائر المشعة هو فحص إشعاعي نووي فعال جدا؛ باعتبار أنه يساعد على كشف انعكاسات الداء على الأعضاء منها العظام”، موضحا أن المصلحة استقبلت منذ دخولها حيز الخدمة، أزيد من 100 مريض بغرض التشخيص الطبي أو تلقي العلاج، لاسيما مرضى سرطان الغدة الدرقية وسرطان الدم.

وفي نفس السياق، يُنتظر دخول حيز الخدمة في القريب، جهاز مسرّع خطي جديد، سيضمن أريحية في استقبال المرضى، والتقليص من مدة الانتظار.

وقد شكّل تسلّم جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي أيضا ”إضافة نوعية” أخرى، ساهمت في تحسين الخدمة المقدمة للمريض وأيضا للطبيب المعالج على حد سواء؛ من خلال تخفيف التكاليف عن المريض من جهة، والسرعة وتسهيل أداء الفريق الطبي المعالج من جهة أخرى.

1600 حالة خلال خمس سنوات الأخيرة

سُجلت أكثر من 1600 حالة لداء السرطان بولاية ورقلة خلال خمس سنوات الأخيرة، منها 900 حالة لدى العنصر النسوي و700 أخرى لدى الرجال، حسب منسق سجل السرطان. وتتوزع أغلب تلك الحالات بين ستة (6) أنواع من السرطانات (الثدي وعنق الرحم والجهاز الهضمي لدى النساء)، و(البروستاتا والرئة والقولون) لدى الرجال، وكذا سرطان الدم عند الأطفال، حسبما شرح الدكتور حسين بوعزيز.

ويأتي سرطان الثدي الذي يُعد أخطر الأورام التي تصاب بها النساء على المستوى المحلي، في الصدارة؛ بحيث يمثل ما بين 46 و50 بالمائة من نسبة الإصابة بـ 415 حالة، يليه سرطان الجهاز الهضمي والقولون بنسبة 10 بالمائة (83 حالة)، والغدة الدرقية (42 حالة)، ثم أنواع أخرى من السرطانات. كما يأتي سرطان البروستاتا في مقدمة أنواع السرطانات الأكثر انتشارا لدى الرجال بالولاية بنسبة 24 بالمائة، بـ 162 حالة، يليه سرطان الرئة والمستقيم بنسبة 15 بالمائة (186 حالة)، والمثانة (57 حالة)، يضيف نفس المصدر. وسجلت أيضا خلال نفس الفترة، 29 حالة لسرطان الدم لدى فئة الأطفال، وفق إحصائيات السجل الصحي.

وضمن إحصائيات الإصابات الجديدة بداء السرطان لسنة 2019، سُجل ما يفوق 160 حالة بولاية ورقلة؛ حيث يتابع جميع المرضى العلاج على مستوى المركز الجهوي لمكافحة السرطان، حسب معطيات السجل الولائي للسرطان بمستشفى ”محمد بوضياف”. وقد ساهم توفير التكفل بمرضى سرطان الدم مطلع سنة 2017 بالمركز الجهوي لمكافحة السرطان، في تلبية طلب المرضى، وضمان تكفل أفضل بهم. وفتحت هذه الخطوة ”الهامة” فرصا علاجية لفائدة المرضى الذين يعانون من هذا المرض، الذي غالبا ما يمثل الشباب الفئة الأكثر عرضة له، بعد أن كانوا يتنقلون إلى ولايات شمال الوطن، على غرار باتنة وقسنطينة والجزائر العاصمة من أجل تلقي العلاج، مثلما أوضح الأخصائي في أمراض سرطان الدم بنفس المستشفى الدكتور عبد الباقي فردية.

وكان مركز مكافحة السرطان بورقلة استقبل منذ سنة 2017 إلى غاية السنة المنصرمة، ما يناهز 400 مريض مصاب بهذا النوع من السرطان، تم التكفل بهم جميعا على مستوى هذا المرفق الصحي الذي يوفر ثلاثة (3) أطباء أخصائيين في هذا المجال، إلى جانب جميع الإمكانيات والتجهيزات الطبية الضرورية، يضيف الإطار الطبي.

«انخفاض” عدد الملفات المعالَجة

في سياق ذي صلة، سُجل ”انخفاض” في عدد الملفات المعالجة على مستوى المركز الجهوي لمكافحة السرطان بورقلة خلال 2019، مقارنة بثلاث سنوات الأخيرة التي أحصي بها استقبال نحو 100 ملف أسبوعيا.

وفي هذا الشأن، أفاد الأخصائي في علاج أمراض السرطان بنفس المركز الدكتور عصام دبة، بأنه يتم استقبال أسبوعيا ما بين 45 و50 ملفا، تتم دراستها من طرف الفريق الطبي الجزائري - الكوبي، ثم توجيه المريض لتلقي برنامج العلاج الذي تتطلبه حالته.

وأرجع الدكتور دبة هذا ”الانخفاض” إلى فتح مراكز مماثلة عبر العديد من ولايات الوطن في إطار المخطط الوطني لمكافحة السرطان؛ ما ساهم في تخفيف الضغط عن المركز الجهوي لمكافحة السرطان بورقلة.

ويطمح الفريق الطبي بالمركز - استنادا إلى المتحدث - إلى توفير إطار قانوني يضمن استقلالية المركز عن إدارة مستشفى ”محمد بوضياف”، وتعيين مدير وطاقم طبي خاص به، مشيرا بالمناسبة، إلى ”النقص” المسجل في التأطير الطبي. ويضمن الخدمات بهذا المرفق الصحي الذي يندرج في إطار التعاون الجزائري الكوبي، فريق طبي جزائري - كوبي متعدد الاختصاصات، مثلما تمت الإشارة إليه.