مبادرة بيئية مشتركة بين الغابات وفيدرالية الصيادين بقسنطينة

إطلاق 700 بطة خضراء العنق لإحياء المناطق الرطبة

إطلاق 700 بطة خضراء العنق لإحياء المناطق الرطبة
  • 116
شبيلة. ح شبيلة. ح

شرعت محافظة الغابات بولاية قسنطينة، في تنفيذ عملية واسعة لإطلاق طيور البط ذي العنق الأخضر، داخل عدد من الحواجز والبحيرات المائية، في خطوة تهدف إلى تنشيط المناطق الرطبة، وتعزيز التنوع البيولوجي بعاصمة الشرق.

وقد جسدت العملية الأولى، أول أمس، بإطلاق نحو 250 بطة، على أن تتواصل الأيام المقبلة، لتشمل ما مجموعه 700 طائر، في إطار اتفاقية تعاون مع مركز الصيد بالرغاية، التابع للمديرية العامة للغابات.

وقد تم تحديد أربع مناطق رطبة رئيسية لاحتضان هذه الطيور، وهي الحاجز المائي ببارلة في بلدية عين السمارة، البحيرة رقم "5" بغابة جبل الوحش في قسنطينة، إلى جانب الحاجزين المائيين الأبيار والهرية ببلدية ابن باديس، حيث تعتبر هذه المواقع، حسب معاد بن مقورة، إطار بمحافظة الغابات، من أبرز الفضاءات الطبيعية التي تفتقر إلى التواجد الكثيف للطيور المائية، ما يجعلها مؤهلة لاحتضان هذا النوع، الذي يعرف بسرعة تأقلمه مع البيئات الجديدة.

أكد المسؤول، أن العملية تأتي للسنة الثانية على التوالي، بعدما تم تنظيم مبادرة مماثلة، العام الماضي، مشيرا إلى أن الهدف الأساسي يتمثل في إعادة إحياء الحياة البرية بهذه الفضاءات، وضمان التوازن البيئي والإيكولوجي للمناطق الرطبة، إلى جانب زيادة الثروة الحيوانية، خاصة في ما يتعلق بالطيور المائية، كما أوضح أن محافظة الغابات تتابع بشكل دوري، الطيور التي سبق إطلاقها، من أجل تقييم مدى تكيّفها مع المحيط الطبيعي الجديد.

من جانبه، ثمن جمال حمودة، رئيس الفيدرالية الولائية للصيادين، هذه المبادرة، مؤكدا أن المديرية وكافة الجمعيات المنضوية تحت لواء الفيدرالية، والبالغ عددها 12 جمعية، تعتبرها خطوة إيجابية نحو الحفاظ على الثروة الحيوانية وحماية البيئة، وأضاف أن مثل هذه العمليات لا تقتصر على إطلاق الطيور فحسب، بل تعكس وعيا بيئيا متزايدا لدى السلطات، وتفتح المجال أمام الصيادين للمساهمة في مشاريع الاستدامة البيئية، عبر حماية الأصناف المهددة.

للإشارة، فإن طائر البط ذي العنق الأخضر، من أكثر الطيور المائية انتشارا عبر العالم، حيث يتميز بريشه الأخضر اللامع عند الذكور، إضافة إلى قدرته الكبيرة على التكيف مع مختلف البيئات المائية، من أنهار وبحيرات وحواجز اصطناعية، كما يشكل هذا النوع عنصرا مهما في التوازن الإيكولوجي، فهو يساهم في تنظيف المياه من الحشرات والطحالب، ويعد غذاء للعديد من الكائنات الأخرى، ما يجعله جزءا أساسيا من السلسلة الغذائية داخل المنظومات البيئية.

ويُنتظر أن تساهم العملية الجديدة في تعزيز جذب هذه المناطق السكان والزوار، فضلا عن دعم الأنشطة البحثية والعلمية في مجال علم الطيور والحياة البرية، حيث تراهن محافظة الغابات على هذه المبادرات، لتكون منطلقا لبرامج مستقبلية، تهدف إلى حماية الأنواع المهددة وضمان استدامة الحياة الطبيعية في ولاية قسنطينة.