نتيجة موجة الحرارة العالية وتزامنا مع فترة العطلة

إقبال غير مسبوق على شواطئ شرق العاصمة

إقبال غير مسبوق على شواطئ شرق العاصمة
  • القراءات: 357
زهية. ش زهية. ش

تشهد شواطئ شرق العاصمة، خاصة تلك الواقعة بعين طاية، والرغاية، وهراوة، والمرسى، توافدا كبيرا من المصطافين، الذين لجأوا إليها هربا من درجات الحرارة المرتفعة، ونسبة الرطوبة العالية، التي جعلت البحر خيارا لا بديل له للشباب والعائلات من العاصمة وخارجها؛ حيث وجدوا ضالتهم في الشواطئ التي يقصدونها للراحة والاستجمام طيلة أيام الأسبوع وحتى ليلا، مستغلين الظروف التي تضمن راحتهم؛ من أمن، وحراسة ومراحيض ومرشات، وحظائر لركن السيارات، وفرق الحماية المدنية المتواجدة بعين المكان.

من بين الشواطئ التي تعرف إقبالا من طرف المصطافين، شاطئ تماريس بعين طاية، الذي اختارته العائلات كوجهة لها بالنظر إلى وقوعه وسط هذه البلدية الساحلية الهادئة؛ سواء من العاصمة أو من مختلف ولايات الوطن؛ بحثا عن نسمات البحر، وبعيدا عن الأجواء الحارة التي تشهدها جلّ ولايات الوطن.

نزوح جماعيٌّ نحو شواطئ عين طاية

وقد وجد الكثير من المواطنين ضالتهم في شواطئ عين طاية، بعد أن اشتدت درجات الحرارة، واستغلالا لعطلتهم السنوية؛ إذ عرفت بداية الأسبوع الجاري إقبالا كبيرا خاصة في الفترة المسائية؛ حيث يمتلئ بعضها عن آخره، مثلما لاحظت "المساء" خلال وقوفها على أجواء بعض الشواطئ؛ حيث غادرت الأسر والشباب المنازل نحو البحر؛ هربا من لهيب الجوّ الحار رغم تحذيرات المصالح المختصة من خطورة التعرض لأشعة الشمس وضرباتها.
ولم يفوّت كثير من المصطافين فرصة السباحة، والذهاب إلى مختلف الشواطئ المسموحة، التي تجهّزت لاستقبال زوارها.
وقد تحولت شواطئ عين طاية، هذه الأيام التي صادفت الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة، إلى قِبلة للعائلات، التي قرّرت مغادرة البيوت وحمل لوازمها والاتجاه نحو البحر، والمكوث فيه إلى ساعات متأخرة من الليل. وساعد على ذلك قرب هذه الشواطئ، وإمكانية التنقل إليها بسهولة، عن طريق السيارة، أو وسائل النقل. وهناك من ركب مع صديقه دراجته النارية، وحتى مشيا على الأقدام، خاصة أثناء العودة، مثلما لاحظت "المساء" على مستوى الطرق المؤدية إلى الشواطئ، التي شهدت أيضا، اختناقا مروريا في بعض محاور الطرق المؤدية إلى شواطئ "ديكابلاج"، و "الطرفاية"، و "سركوف"، و«طماريس" على طريق الرويبة- عين طاية، الذي يشهد اكتظاظا عند عودة المصطافين، الذين يركنون سياراتهم على جنبات الطريق لاقتناء المثلجات المعروفة بمنطقة حوش الرمل، مستعينين بها لإطفاء العطش، والشعور بنوع من البرودة التي غابت كليا هذه الأيام. وما لفت الانتباه هو إقبال المصطافين من مختلف ولايات الوطن، على شواطئ هذه البلدية، وكراء سكنات عند الخواص بالقرب من الشواطئ، التي امتلأت عن آخرها.

شاطئ القادوس.. وجهة محبّي  البحر والطبيعة

في نفس الجهة، يفضّل كثير من المصطافين شاطئ القادوس الواقع ببلدية هراوة، الذي شهد انطلاق موسم الاصطياف لعام 2024؛ كونه من أجمل الشواطئ. ويتميّز بمناظر خلابة؛ لتمركزه بين بحيرة الرغاية وغابة هراوة الشاسعة التي زادت أشجارها واخضرارها، هذا الشاطئ جمالا، والذي لايزال يستقطب أكبر عدد من عشاق البحر والطبيعة، الذين يختارون كل سنة هذا الشاطئ للراحة والاستجمام؛ ما جعل الطريق المؤدية إليه تعرف ازدحاما على غير العادة، خاصة خلال عطلة نهاية الأسبوع.
ومنذ ساعات الصباح الأولى، تحاول كل عائلة الخروج مبكرا؛ من أجل تجنّب الازدحام، وحجز مكان مناسب على الشاطئ، مثلما صرحت لـ«المساء" عائلة التقتها مرفقة بزوجها وأبنائها في طريقها إلى شاطئ القادوس، قائلة: "لم يسبق أن قصدنا هذا الشاطئ. غير أنّ نصيحة أحد الأقارب جعلتنا نختاره للتخلّص من التعب والحرارة ". وهو القرار الذي اتخذته العديد من العائلات العاصمية والمجاورة، وحتى من ولايات الوطن، التي غادرت بيوتها باتجاه هذا الشاطئ الذي امتلأ عن آخره. والدليل، مثلما لاحظنا، "الباركينغ" الممتلئ عن آخره؛ ما يجعل الحصول على مكان لركن السيارة صعبا، خاصة أن الأخير يشهد إقبالا من مختلف مناطق الوطن، مثلما تدل عليه لوحات ترقيم السيارات، التي توحدت وجهتها ورغبتها في الاستمتاع بزرقة البحر، وبرودة مياهه.

الهروب إلى البحر بدلا من المكيّفات

ولم يكن الإقبال غير المسبوق على الشواطئ اختياريا، كباقي أيام فصل الصيف، بل كان هربا من الجوّ الحار وغير المسبوق، الذي يميز هذه الأيام من شهر جويلية؛ مما أرغم العائلات على حزم أمتعتها والتوجّه إلى البحر، الذي لم يعد حكرا على سكان المدن الساحلية، بل يقصده سكان العديد من الولايات، خاصة الجنوبية، الذين فضّلوا كراء شقق بالبلديات الساحلية للعاصمة، لقضاء أيام من الراحة والاستجمام مع أبنائهم، مثلما لاحظنا ببلديات عين طاية، والمرسى، والرغاية، وحتى الرويبة.
وكشف عدد من مرتادي شاطئ الطرفاية في حديث مع "المساء"، عن أن توافدهم بشكل قياسي على البحر، للهروب من الحرارة المرتفعة، مؤكدين أن التحوّل نحو البحر أصبح وجهة ضرورية لبعض العائلات القادمة من الجنوب، التي لم تعد تطيق الجوّ الحار جدا. ودرجات حرارة تجاوزت خمسين درجة أحيانا، مشيرين إلى أن لهيب الحرارة الذي نعيشه منذ بداية جويلية، جعلهم يتوجّهون إليه مضطربين؛ الأمر الذي حوّل الشريط الساحلي إلى غابة من المظلات الشمسية، بعد أن توافد المصطافون على البحر، مستعينين بشمسياتهم أو ما يُعرف بـ "الباراصول" لتفادي ضربات الشمس الحارقة التي تتربص بهم بعد السباحة، غير أن ما يثير قلق البعض، مثلما أكدوا، هو محاولة بعض الشباب استغلال هذه الفرصة، والاستحواذ على بعض الأماكن القريبة من الشواطئ، وتحويلها إلى حظائر غير مرخّصة للسيارات مقابل مبلغ 200 دينار، خاصة بشاطئ "تماريس" بعين طاية، وبعض الشواطئ الأخرى.

عائلات تفضّل البحر ليلا

وعلّقت بعض العائلات ممن صادفتهم "المساء" بشاطئ تمنفوست ببلدية المرسى، أنّ لهيب الحرارة جعلها تتأخر في الدخول إلى البيت إلى غاية الليل؛ حيث تحوّل شاطئ تمنفوست غرب المتواجد على مستوى الميناء، إلى قِبلة للعائلات ليلا، إلى جانب الشواطئ الأخرى التي خضعت لعملية تهيئة شاملة من قبل السلطات المعنية؛ على غرار شاطئ المرسى الجديد " جمبر"، وشاطئ "سيدي لحاج" وغيرهما، خاصة مع توفر الإنارة العمومية، والأمن الذي يسهر على راحة المصطافين من خلال المراكز المتواجدة بالشواطئ، ودوريات ليلية تسهر على خدمة المواطن، وهو ما استحسنته العائلات، التي التقيناها ببعض الشواطئ، والتي أشارت إلى أن سلطات ولاية الجزائر وفّرت كافة الظروف والوسائل لإنجاح موسم الاصطياف، الذي يُتوقع أن يشهد إقبالا قياسيا من طرف المصطافين هذه السنة على الشواطئ، والمنتزهات، وأماكن التسلية، التي عرفت خلال الأشهر الماضية، تهيئة فضاءاتها، وحملات تنظيف واسعة النطاق، وعلى وجه الخصوص النشاطات الترفيهية والرياضية التي بُرمجت خلال هذا الموسم، لتستقطب المزيد من الشباب والأطفال بمختلف الشواطئ.

شوارع خالية وطرق مكتظّة

في مقابل ذلك، شهدت مختلف الطرق المؤدية إلى الشواطئ، طوابير طويلة من السيارات تحمل أرقاما مختلفة لعدة ولايات، في الوقت الذي ضاعفت مصالح الأمن والدرك الوطني نشاطها للحفاظ على سلامة المواطنين، وتزامن هذا مع العطلة الصيفية وإعلان نتائج البكالوريا، التي أخّرت خروج الكثير من العائلات في عطلة، وأجّل التوجه نحو الشواطئ للتمتع بنسمات باردة بعيدا عن حرارة البيت، التي لم تستطع حتى مكيّفات الهواء التقليل منها؛ حيث اكتسحت العائلات الوافدة من المدن والولايات المجاورة والداخلية للوطن؛ على غرار البويرة، والمدية، والمسيلة، والبليدة ومختلف المناطق، مختلف شواطئ عين طاية، وهراوة، والرغاية، والتي صار صعبا على العديد من العائلات بلوغها؛ بسبب الطوابير الطويلة من السيارات؛ ما جعل العائلات القاطنة بالقرب من الشاطئ، تنتقل إليه مشيا على الأقدام؛ بسبب الضغط الكبير.

الشاي الصحراوي.. نكهة مميّزة للشواطئ

لا يمكن زوار شواطئ القادوس والطرفاية والرغاية وغيرها، مقاومة رائحة الشاي المنبعثة، والذي يُعدّه بائعوه، ويبيعونه مرفقا بالمكسرات، والمحضّر على الطريقة الصحراوية من قبل شباب من ولايات الجنوب يأتون بحثا عن مصدر رزق، خاصة أن هذا النشاط الموسمي يلقى رواجا، ويدر على أصحابه كثيرا من المال؛ ما يفسر التهافت الذي يعرفه بائعوه على الشواطئ، والعديد من الفضاءات بالعاصمة، وهم يحملون إبريق الشاي النحاسي، وأنواع المكسرات؛ نزولا عند رغبة زبائنهم.