تضرر 5176 هكتار من الحرائق بقالمة
إنشاء جهاز لمحاربة الصيد العشوائي للأيل البربري
- 1113
بلغت المساحات المتضررة جراء الحرائق التي اندلعت في التاسع من شهر أوت المنصرم، بولاية قالمة، على غرار العديد من ولايات الوطن، ما يقارب 5176 هكتار، موزعة على 2819 هكتار من الغابات، و1679 هكتار من الأدغال، إلى جانب 676 هكتار من الأحراش. وفي سياق ذي صلة، أنشأت المصالح المختصة جهازا خاصا لمحاربة الصيد العشوائي لحيوان الأيل البربري المهدد بالانقراض. فيما تبقى غابة “بني صالح” الأكثر تضررا على مساحة 4200 هكتار.
أوضح رئيس قسم النباتات والحيوانات بمحافظة الغابات في ولاية قالمة، عبد الغني قربوعة لـ"المساء"، أن المناطق المسيجة، وهي مكان تواجد الأيل البربري، تضررت بنسبة 50 بالمائة، أي ما يعادل 1000 هكتار من غابة "بني صالح"، وعملية مكافحة الحرائق لا تزال متواصلة إلى غاية 31 أكتوبر، حسب القرارات التي أصدرها الوالي في الفاتح جوان من هذه السنة، مشيرا إلى أن هذه التقديرات تعتبر حصيلة أولية، وسيتم إعادة النظر فيها خلال شهري فيفري ومارس من السنة المقبلة، أي في بداية نمو النباتات، ومن المنتظر إزالة آثار الحرائق في حالة تساقط الأمطار بكميات معتبرة. في هذا السياق، كشف المتحدث عن انطلاق عملية إزالة آثار الحرائق، منذ السبت المنقضي، وقد تم تجنيد عدة مقاولات لها خبرة في المجال، إذ انطلقت العملية بالمناطق الأكثر تضررا.
من بين الإجراءات الاحترازية الجديدة التي سيتم تجسيدها لتفادي الحرائق، حسب المتحدث، وضع شريط واق عرضه 100 متر، على مسافة 10 كلم ما بين ولايتي قالمة والطارف، نظرا للتضاريس الوعرة في نقاط التماس بين غابة "بني صالح" في جزئها بولاية قالمة، وجزئها بولاية الطارف، إذ تبلغ مساحة الغابة إجمالا 34 ألف هكتار، منها 22 ألف هكتار بالطارف، و12 ألف هكتار بقالمة، وهي منطقة عذراء تتميز بالتنوع البيولوجي، ومن شأن هذا الشريط الواقي أن يصبح منصة للمقاومة، وسيكون هذا الموضوع محل اجتماعات بين الولايتين في القريب العاجل. أكد المسؤول، أن حرائق قالمة مفتعلة، مشيرا إلى أن الحرائق التي تضررت منها غابة "بني صالح" في 2017، اندلعت مجددا في 2021 وفي المكان نفسه.
من جهة أخرى، أشاد السيد قربوعة، بالهبة التضامنية للمجتمع، أثناء عملية إطفاء الحرائق، وتدخل كل من الحماية المدنية، والجيش الوطني الشعبي، والدرك الوطني، والجمعيات، والمواطنين وغيرهم، للقيام بهذه المهمة النبيلة. بخصوص الأيل البربري الذي تمتاز به غابة "بني صالح"، أوضح عبد الغني قربوعة، أن حظيرة هذا الأخير، مستها الحرائق بنسبة 45 إلى 50 بالمائة، ما يعادل تقريبا 1000 هكتار، ومست بالضبط أوكار الأيل البربري، فيما لم تمس الحرائق الجهة الشرقية من الحظيرة، ابتداء من مركز الحراسة 91، إلى غاية الطريق الولائي رقم 111، مضيفا أنه تم تكثيف الرقابة والحراسة على هذه المنطقة التي تشهد الصيد الجائر على طول العام، وحسب التقديرات وعمليات التعداد، أكد أنه تم إحصاء 20 رأسا من الأيل البربري داخل الحظيرة.
في هذا الصدد، أشار محدثنا، إلى أنه تم إنشاء جهاز خاص يتكون من القطاع العسكري، والدرك الوطني، ومحافظة الغابات، وفيدرالية الصيادين لولاية قالمة، لمحاربة الصيد العشوائي، موضحا أنه سيتم تنظيم خرجات ليلية وخلال أيام عطلة نهاية الأسبوع (الجمعة والسبت)، كما سيتم القيام بعملية التعداد على 4 مراحل في الفاتح من سبتمبر الجاري، والثامن منه، وفي اليومين الرابع عشر والخامس عشر، ستكون عملية التزاوج للأيل البربري، بحضور ممثلين من المديرية العامة للغابات، ومعهد زرالدة وبعض الخبراء، وجامعة "8 ماي 1945" بقالمة، في إطار الاتفاقية المبرمة بين الجامعة ومحافظة الغابات للولاية، وبعض الشخصيات المهتمة بالأيل البربري.