عقدت اللجنة الولائية المكلّفة بمتابعة وتطهير المشاريع الاستثمارية بولاية عنابة، اجتماعا هاما أوّل أمس؛ بهدف الاستماع إلى انشغالات المستثمرين، وتسريع معالجة الملفات العالقة التي تعيق تنفيذ مشاريعهم التنموية، ضمن سلسلة من اللقاءات الدورية، التي ترمي إلى مرافقة المستثمرين، ودعمهم في تجاوز العراقيل الإدارية والبيروقراطية التي تواجههم؛ تعزيزا للتنمية الاقتصادية، وخلق فرص الشغل في الولاية. تم خلال الاجتماع استقبال عدد من المستثمرين، الذين عبّروا عن انشغالاتهم، التي تركزّت، بشكل رئيسي، على مشاكل تسوية عقود الامتياز، وتأخّر إصدار رخص البناء؛ ما أدى إلى تعطيل مشاريع استراتيجية، كان من المتوقع أن تساهم في دفع عجلة التنمية المحلية.

ورداً على هذه الانشغالات، شدّد الأمين العام المكلّف بتسيير شؤون ولاية عنابة، عبد الحكيم فقراوي، على ضرورة تبسيط الإجراءات الإدارية، وتوفير تسهيلات حقيقية للمستثمرين، مؤكدا على أن نجاح هذه المشاريع ينعكس إيجابا على الاقتصاد المحلي، وعلى توفير فرص عمل للشباب. كما دعا فقراوي مختلف الإدارات المعنية إلى تعزيز التنسيق فيما بينها؛ لتسريع وتيرة معالجة ملفات المستثمرين، والالتزام بالجداول الزمنية المحدّدة، مع ضمان الشفافية، ومراقبة سير التنفيذ بشكل دوري.

يُذكر أن اللجنة الولائية لمتابعة وتطهير المشاريع الاستثمارية، تم إنشاؤها في إطار الاستراتيجية الوطنية لدعم الاستثمار. وتهدف إلى تكثيف الجهود لتسهيل المساطر الإدارية، وضمان مرافقة فعالة للمستثمرين في كل مراحل المشروع من الدراسة إلى الإنجاز. الاجتماع عرف، أيضا، تقديم بعض المقترحات التي تهدف إلى تحديث المنظومة الإدارية، من بينها اعتماد منصات إلكترونية لتقديم ومتابعة طلبات الاستثمار؛ بهدف تقليص الوقت والجهد المبذولين في التنقل بين المصالح المختلفة.

ويعكس هذا اللقاء الحرص الكبير للسلطات المحلية على الاستجابة لمطالب المستثمرين، وتحسين مناخ الأعمال بما يسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في ولاية عنابة. ولم يغفل فقراوي في تأكيده عن أن المرحلة القادمة ستعرف مزيدا من المبادرات لدعم الاستثمار، مشيرا إلى أن نجاح هذه المشاريع سيعزز مكانة الولاية كمركز اقتصادي جاذب للاستثمارات المحلية والخارجية.

حملة "خضراء بإذن الله"

محافظة الغابات على أهبة الاستعداد

تواصل محافظة الغابات بولاية عنابة استعداداتها الميدانية المكثّفة للقطع المبرمجة للغرس؛ استعداداً لإطلاق العملية التطوعية الكبرى التي ستُجرى يوم 25 سبتمبر الجاري بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للشجرة. هذه الحملة التي تحمل شعار "خضـــراء بـــإذن اللـــــه" ، تأتي في إطار جهود الولاية، الرامية إلى تعزيز المساحات الخضراء، والمحافظة على البيئة من خلال غرس مليون شجرة في عدة مناطق استراتيجية.

وتشمل التحضيرات الميدانية تنفيذ أعمال ميكانيكية شاملة في مقاطعتي الغابات برحال والحجار، مع تركيز خاص على منطقتي المحيصر ببلدية التريعات، ورأس الماء ببلدية العلمة، حيث تُجري الفرق المختصة تجهيز الأرض، وتجهيز القطع المبرمجة للغرس بشكل دقيق ومنهجي. وتأتي هذه الإجراءات لضمان نجاح العملية، وتحقيق أهداف الحملة البيئية الطموحة.

وتمثّل هذه المبادرة خطوة مهمة في تعزيز الوعي البيئي بين سكان الولاية، وتحفيز المشاركة التطوعية في غرس الأشجار؛ ما يساهم في الحدّ من التصحّر وتثبيت التربة وتحسين جودة الهواء. كما تهدف الحملة إلى دعم التنوّع البيولوجي، وخلق بيئة صحية أكثر خضرة وجمالاً لأجيال المستقبل. ومن خلال هذه الحملة الوطنية تؤكّد محافظة الغابات لولاية عنابة، التزامها الكبير بحماية الموارد الطبيعية، والعمل على تطوير المساحات الخضراء؛ ما يعكس روح التعاون والتضامن المجتمعي في سبيل تحقيق التنمية المستدامة. 

ومن المتوقع أن تشهد هذه العملية مشاركة واسعة من المجتمع المحلي، والجمعيات البيئية، والمتطوعين؛ تعبيراً عن حبهم واهتمامهم بالحفاظ على البيئة الطبيعية لولاية عنابة. حملة الغرس التي ستنطلق يوم 25 سبتمبر نقطة انطلاق حقيقية نحو مستقبل أكثر اخضراراً وجمالًا؛ حيث تساهم الأشجار المزروعة في تحسين المناخ المحلي، والحفاظ على التنوع البيئي، وتعزيز صحة الإنسان والطبيعة على حد سواء.