مدينة سكيكدة تختنق

ازدحام مروري رهيب.. والحل ليس غدا

ازدحام مروري رهيب.. والحل ليس غدا
  • القراءات: 399
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

تعيش مدينة سكيكدة، مع اقتراب العد التنازلي لموسم الاصطياف، أزمة مرورية خانقة بالخصوص على مستوى العديد من الأحياء ذات الكثافة السكّانية الكبيرة، على غرار حي مرج الذيب، صالح بوالكروة، الزرامنة بما فيها حي 20 أوت 55، وكذا الطريق المؤدي إلى سطورة، والممرات، وعلى امتداد شارع بشير بوقادوم، ممّا خلّف تذمرا كبيرا سواء لدى السكّان أو أصحاب مختلف المركبات.

وقد استغل بعض أصحاب سيارات الأجرة الوضع وراحوا يفرضون على الركاب أسعارا جزافيا غير قانونية، حيث قدّرت الزيادات على بعض المحاور بأكثر من 100 د.ج، ناهيك عن رفضهم استغلال بعض الخطوط بحجة عدم صلاحية الطريق، ممّا يدفع بالكثير التوجه إلى سيارات الفرود، أو استعمال حافلات النقل الحضري سواء تلك التابعة للخواص أو القطاع العام، والتي أصبحت تشهد اكتظاظا على مدار اليوم، فيما يزيد الضغط خلال ساعات الذروة على كل محاور المدينة، بما فيها شارع الأقواس الذي يشهد جزء منه عملية تهيئة كبيرة.

وما زاد الطين بلّة، احتلال الباعة المتطفلين للشوارع الفرعية بوسط المدينة، مساهمين في ذلك في تأزّم الوضع أكثر فأكثر، دون الحديث عن الركن العشوائي للسيارات ومن كلا الجهتين، في مدينة تفتقر صراحة إلى مخطط واضح المعالم، يحدّد مسار مختلف المركبات،  بما يساهم في رفع الضغط عن المدينة.

وأرجع بعض أصحاب سيارات الأجرة، في حديثهم لـ المساء، رفضهم نقل المواطنين نحو وجهات معينة، إلى الوضعية الكارثية لطرقات المدينة، بعضها ناجم عن أشغال إعادة التهيئة، كما هو الحال بحي صالح بوالكروة، إلى غاية نهج هواري بومدين وأيضا بسطورة، والبعض جراء الغلق بسبب الأشغال الجارية، كما هو الحال على مستوى الطريق الرئيسي لحي مرج الذيب، وبالضبط بمحاذاة الملحقة البلدية المغلق منذ أكثر من شهرين، أو بسبب اهتراء الطرقات كما هو الحال بحي الزرامنة، مؤكدين، أنّهم يتحاشون استغلال تلك الخطوط حفاظا على مركباتهم من جهة من الأعطاب، ومن جهة أخرى، بسبب الازدحام المروري الخانق، خاصة وأنّ بسكيكدة ـ حسبهم ـ لا توجد بها منافذ تخفف من الضغط وحتّى الطرق الفرعية بها تعيش فوضى حقيقية، بسبب احتلالها من قبل تجار الطاولات.

ومن جهتهم، عبّر سكان المدينة، عن سخطهم الكبير لأزمة النقل التي أصبحت تعرفها المدينة بسبب الأشغال الجارية على كل الأصعدة ودفعة واحدة، فيما أبدى البعض الآخر مخاوفهم من أن تؤثر تلك الأشغال مع غلق بعض الطرق، على أبنائهم المقبلين على اجتياز الامتحانات الرسمية، خاصة على مستوى حي مرج الذيب الذي يتواجد به عدد كبير من المؤسسات التربوية من ثانويات ومتوسطات وابتدائيات، بينما انتقد البعض الآخر، عدم برمجة مشاريع جدية لفك الخناق المروري على عاصمة "روسيكادا"، كإنجاز محولات جديدة، أو جسور وحتى أنفاق، مع إعادة رد الاعتبار للمصاعد الهوائية المتوقّفة منذ أكثر من 10 سنوات، وكذا ربط جزء منها ببعض الأحياء الجديدة، انطلاقا من حي بويعلى باتجاه حي الزرامنة.

وشدّدت والي سكيكدة حورية مداحي من جهتها، عند معاينتها مؤخرا لسير أشغال مشروع إنجاز شبكة التطهير لصرف مياه الأمطار، مع الربط بمحطة الرفع بحي مرج الذيب ببلدية سكيكدة، على ضرورة تأمين الورشات حفاظا على أمن وسلامة العمال والمواطنين، لاسيما وأنّ المشروع يتوسط مجمع حضري، بالإضافة إلى العديد من المؤسسات التربوية، أين أكّدت على وجوب مراعاة فترة اجتياز التلاميذ للامتحانات، خاصة فيما يتعلق بشهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط، باتخاذ كافة الترتيبات من أجل ضمان توفير الظروف الملائمة، منها السكينة بمحاذاة مراكز الإجراء قبل 72 ساعة من تاريخ انطلاق الامتحانات الرسمية، مع التنسيق مع مصالح الأمن، بخصوص المحاور المعنية بالغلق، قصد إبلاغ المواطنين بإجراءات تحويل المسالك، ضمانا لالتحاق المرشحين بمراكز الإجراء في الوقت المحدد، وتفادي تعطيل مصالح المواطنين على حد سواء.

للتذكير، تمّ لحد الآن، حسب مصالح ولاية سكيكدة، انهاء 19 عملية تخص أشغال تأهيل وإعادة الاعتبار لطرق عاصمة الولاية من أصل 26، فيما تمّ تسجيل نسبة إنجاز ضعيفة لا تتجاوز 15 بالمائة، ويتعلّق الأمر بمشروعي إعادة الاعتبار طريق متوسطة عواد زيدان، مرورا خلف محطة نقل الحافلات على مسافة 2 كلم، وإعادة الاعتبار طريق كورنيش سطورة على مسافة 3 كلم، في حين تبقى 5 عمليات متوقفّة بسبب أشغال أخرى.