عرفت المنطقة الصناعية سيدي خطاب بولاية غليزان، مؤخرا، زيارة ميدانية للمدير العام للوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، عمر ركاش، مرفوقًا بالوالي،  كمال بركان، ورئيس مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري،  كمال مولى، للوقوف على مدى تقدم أشغال توسعة مصنع تحويل الخضر والفواكه، التابع لشركة "لابيل"، الكائن بالمنطقة الصناعية سيدي خطاب، وتندرج هذه الزيارة في سياق تنفيذ التوجيهات العليا، المتعلقة بدعم الاستثمار المنتج، لاسيما في المجالات ذات الصلة بالأمن الغذائي الوطني.

 يُعتبر قطاع الصناعات الغذائية، أحد المحاور الاستراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة، وتقليص الاعتماد على الاستيراد، وقد أكد المدير العام للوكالة، أن المشروع يندرج ضمن قائمة الاستثمارات ذات الأولوية، وهو يعكس بوضوح التوجه العام للدولة والسياسة الحكيمة لرئيس الجمهورية، نحو دعم المشاريع الصناعية المهيكلة، التي تساهم في خلق القيمة المضافة وتمتص اليد العاملة، مشيرا إلى أن الوكالة ستواصل جهودها لمرافقة مثل هذه المبادرات الجادة، وتذليل مختلف العقبات التي قد تعترضها.

أشاد والي الولاية، بمستوى التقدم الذي عرفته الأشغال، مجددًا التزام السلطات المحلية بتوفير الظروف المناسبة لتجسيد المشاريع الاقتصادية الكبرى، واعتبر مصنع "لابيل" نموذجًا حقيقيًا لاستثمار ناجح، يربط بين القدرات الفلاحية للمنطقة والتصنيع الغذائي عالي الجودة، وهو ما يتماشى مع الأهداف الوطنية في مجال التنمية الإقليمية المتوازنة، أما رئيس مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري، فقد نوه بالإضافة النوعية التي سيمثلها المشروع، سواء من حيث حجم الإنتاج أو فرص العمل التي يوفرها، مؤكداً أن هذا النوع من الاستثمارات، يترجم فعلياً إرادة الدولة في بناء اقتصاد تنافسي ومتجدد، يذكر أن مصنع "لابيل" دخل حيز الإنتاج منذ سنة 2022، حيث بلغت طاقته الإنتاجية الحالية 3300 طن يومياً من الطماطم الطازجة، و480 طن يومياً لكل من الخضر والفواكه، إلى جانب إنتاج مركز الطماطم والفواكه بكميات كبيرة. 

تُقدر القيمة الإجمالية للاستثمار القائم بأكثر من 3.6 ملايير دينار جزائري، وانطلقت في ديسمبر 2024، أشغال توسعة كبرى للمصنع باستثمار إضافي، يفوق 15 مليار دينار جزائري، تهدف إلى رفع الطاقة الإجمالية للتحويل إلى 7800 طن يوميًا، بفضل إدماج خطوط جديدة لإنتاج الهريسة والمربى والطماطم المعاد تذويبها، فضلاً عن تجهيز وحدات للتعليب والتخزين والتوزيع، ومن المتوقع دخول هذه التوسعة الخدمة في أوت 2026، كما تسعى الشركة مستقبلاً، إلى إطلاق وحدات متخصصة في تحويل البطاطا إلى منتجات مجمدة، ومعالجة وتعليب البصل والثوم والخضر الموسمية، إضافة إلى إنتاج العصائر، وهو ما يعزز مكانة المصنع كقطب وطني في الصناعات الغذائية التحويلية، وشملت الزيارة كذلك، معاينة مشاريع صناعية أخرى بالولاية، من بينها مشروع توسعة وحدة لإنتاج الغرف الصحراوية، تابع لمؤسسة "سويبانال"، وكذا وحدة لإنتاج أدوات المطبخ تابعة لمؤسسة "كيتشن ستايل"، التي تشغل حاليًا أكثر من 300 عامل.

تجدر الإشارة، إلى أن ولاية غليزان سجلت منذ نوفمبر 2023 إلى غاية جوان 2025، أكثر من 140 مشروع استثماري عبر الشباك الوحيد اللامركزي، بقيمة إجمالية بلغت 50.5 مليار دينار، يُرتقب أن تخلق قرابة 4 آلاف منصب شغل مباشر، مع تسجيل نوايا استثمار إضافية، يُنتظر أن تعزز الحركية الصناعية الجارية بالمنطقة.