الذكرى 68 لمعركة "فلاوسن" الكـبرى بتلمسان استحضار لبطولات وتضحيات الشهداء الأبرار
استحضار لبطولات وتضحيات الشهداء الأبرار

- 132

أحـيـت ولاية تلمسان ببلدية عين فـتاح الذكرى الـ 68 لمعركة "فلاوسن" الكبرى، (20 أفريل 1957)، حيث تم استذكار بطولات وتضحيات مجاهدي جيش التحرير الوطني في مواجهة جيش المستعمر الفرنسي الغاشم.
تعـد معركة "فلاوسن" التي وقعت بداية من يوم 20 أفريل 1957 بولاية تلمسان، واحدة من الملحمات البطولية الكبرى للثورة التحريرية المجيدة، التي صنعها مجاهدو جيش التحرير الوطني، الذين ألحقوا بجيش المستعمر الفرنسي وقتها، خسائر فادحة.
ودامت هـذه المعركة، التي وقعت بجبل "فلاوسن"، الممتد بين بلديتي فلاوسن وندرومة، والمتميز بالمنحدرات الشديدة والمسالك الوعرة، عدة أيام، تمكن خلالها المجاهدون بالولاية الخامسة التاريخية، من إلحاق خسائر كبيرة بقوات الاحتلال الفرنسي، وهذا بفضل حنكتهم وشجاعتهم، إذ تعتبر هذه المعركة التي شارك فيها ما يربو عن 330 مجاهـد، واحدة من المعارك الكبرى التي شهدتها الثورة التحريرية المظفرة، ضد قوات الاستعمار الفرنسي، وذلك ردا على سياسة الجنرال "سالان"، الذي أمر بتمشيط المناطق الجبلية للولاية الخامسة التاريخية والقضاء على الثوار.
وتمكن المجاهدون الأبطال، الذين كانت لديهم أسلحة بسيطة من مقاومة 30 ألف عسكري فرنسي، مدعمين بالأسلحة الثقيلة و30 طائرة و12 مروحية... وغيرها. وقـد تنبأ قادة جيش التحرير الوطني، بهجوم من قبل قوات الاحتلال الغاشم عليهم، بعد سلسلة العمليات التي قاموا بها ضد الجيش الفرنسي، وألحقت به خسائر معتبرة، فتجمع المجاهدون موزعين على ثلاث كتائب، يقودها واشن مولاي علي، بمنطقة المنشار بضواحي بلدية فلاوسن، لرصد تحركات جيش الاحتلال.
وقام مجاهدو جيش التحرير الوطني، بفضل معرفتهم لتضاريس المنطقة، باستدراج قوات الجيش الفرنسي إلى منطقة بعيدة عن الغابة، بأراض فلاحية قبل الشروع في الهجوم، مما ألحق خسائر كبيرة بجيش الاستعمار الفرنسي، الذي استنجد بسلاح الجو لقصف المكان، تلته عملية إنزال جوي قصد محاصرة المجاهدين، لتبدأ وتيرة القتال تتغير بمرور الوقت، واستمر إلى غاية حلول الليل. وقال مدير المجاهدين وذوي الحقوق لولاية تلمسان، عيسى منصوري، أن معركة فلاوسن، لقيت صدى كبيرا في دعم الثورة التحريرية المجيدة، ونشاطها العسكري والسياسي.
وهي تعـد من المعارك الخالدة في الولاية الخامسة التاريخية، كـبّـدت العدو الفرنسي خسائر كبيرة، حيث قتل منه ما بين 500 و700 جندي، فضلا عن إصابة أزيد من 400 آخرين بجروح، إلى جانب إسقاط طائرة حربية ومروحية. ومن جانب جيش التحرير الوطني، سقط 100 مجاهد في ميدان الشرف، وأصيب أزيد من 60 آخرين، بعدما حققوا نصرا تاريخيا في إحدى الملحمات البطولية الكبرى للثورة التحريرية المجـيـدة.