بعد سنوات من الإهمال

الانطلاق في تهيئة شارع 19 جوان بقسنطينة

الانطلاق في تهيئة شارع 19 جوان بقسنطينة
  • القراءات: 613
زبير. ز زبير. ز

انطلقت مؤسسة مختصة في تبليط شارع 19 جوان 1965 (شارع فرنسا سابقا)، بالمدينة القديمة بولاية قسنطينة، في وضع الإسمنت المطبوع، بعدما انتهت من وضع شبكات تصريف مياه الأمطار؛ في خطوة لرد الاعتبار لهذا الشارع الذي ينبض بالحركة، ويُعد مقصدا لعدد هائل من السكان وزاور المدينة.

وبوضع الإسمنت على أرضية الشارع سيتخلص مستعملو هذا الطريق من مشكل الغبار المتطاير، والذي أرق أصحاب المحلات التجارية، وجعلهم يعيشون في كابوس لعدد من الأسابيع من جهة، ويريح مئات قاصدي هذا المكان الذي يتوسط حي القصبة وشارع العربي بن مهيدي ويُعد الشريان الرئيس المؤدي إلى حي سوق العصر، من جهة أخرى.

وأبدى سكان هذا الشارع ارتياحا كبيرا بعد انتظار طويل عانوا فيه الأمرّين؛ فرغم عدم رضاهم التام بالأشغال التي باشرتها على عاتقها بلدية قسنطينة، خاصة بعدما تم استبدال الحجر الأزرق والرخام بالإسمنت المطبوع، استقبل السكان عملية تبليط الشارع بفرحة كبيرة، بالنظر إلى أن ذلك سيعالج مشكلا طال لعدة سنوات، بدون تحرك أي جهة.

وكان شارع 19 جوان 1965 بقلب مدينة قسنطينة، استفاد من عملية ترميم وإعادة تأهيل واسعة بمناسبة تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2015؛ حيث استُعمل في ذلك مواد أولية ذات نوعية عالية من حجارة ورخام، تم استيرادها من الخارج، وكلفت أموالا باهظة، لكن الغش في طريقة وضع هذه الحجارة على الأرضية، جعلها تتدهور بعد أقل من سنة؛ حيث فقدت الأرضية عددا من الحجارة. وظهرت العديد من البرك المائية خلال تساقط الأمطار، في ظل فشل نظام التصريف عن تحويل المياه السطحية.

وتحرك تجار هذا الشارع في ظل الوضعية السيئة التي باتت تعرفها الطريق، والتي أثرت على تجارتهم، بسبب نقص الإقبال على هذه المنطقة من قبل سكان قسنطينة أو من قبل زوارها. كما تحرك سكان الحي بعدما أسسوا جمعية، وطالبوا الجهات المعنية بالاهتمام أكثر بالمدينة القديمة، التي حاول البعض استغلالها كسجل تجاري؛ من أجل تحقيق مصالح شخصية ضيقة، استغلها البعض الآخر في الحصول على سكن اجتماعي بعدما قاموا بتهديم عدد من البنايات التي استأجروها؛ حتى يتم إدراجهم ضمن القوائم الحمراء.

وطالب سكان هذا الشارع العتيق السلطات الوصية، بفتح ملف ترميم هذا الشارع، وتحديد مصير الأموال الكبيرة التي صُرفت في العملية، وتسليط عقوبات على المؤسسات التي قامت بأشغال مغشوشة بدون مراعاة مصالح المواطن، ولا مصلحة المدينة، التي فقدت بريق أحد شوارعها الذي يُعد من أهم شوارع المدينة القديمة.

وقد كان الوالي السابق لقسنطينة كمال عباس، أمر في شهر فيفري من سنة 2017 وبعد الحالة المزرية التي شهدها الشارع، بمباشرة أشغال التأهيل على عاتق المقاولة التي قامت بالأشغال في أول مرة، لكن الأمور لم تسر مثل ما خُطط لها.