بسبب سرقة الحاويات ولامبالاة السكان
الباهية تغرق في النفايات
- 1499
أصبحت مدينة وهران "المدينة المزبلة" بالنظر إلى حجم النفايات المترامية على قارعة الطرق ومختلف الشوارع، التي كانت إلى وقت قريب، مثالا في النظافة والنقاء، ويتفق الكثير من الوهرانيين أو حتى الذين سبق لهم أن عرفوا مدينة وهران خلال العشريتين الماضيتين، أنهم أصبحوا لا يعرفون وجهها الذي كان جميلا جدا ونقيا، إلى درجة أن العديد من المواطنين كانوا يتغنون بالمدينة التي أطلق عليها تسمية "الباهية نهارا والزاهية ليلا".
حجم النفايات التي أصبحت تلاحق مختلف الأحياء الحضرية بمدينة وهران، دون بقية الأحياء العصرية التي تم إنجازها في الفترة الأخيرة، يعكس بحق، مستوى التسيير لدى عدد من مديري المندوبيات الحضرية ومسيريها في المجال البيئي، والمحيط الذي أصبح يتسم بكثرة الأوساخ والإهمال الذي أصبحت تعرفه العديد من الأحياء بالمدينة.
في هذا السياق، يؤكد العديد من المواطنين، لاسيما على مستوى وسط المدينة، أن الوضع المعيشي بمدينة وهران تدهور إلى حد أن الكثير منهم أصبحوا يفضلون هجر مسقط رأسهم، والعمل على إيجاد مسكن لائق خارج المدينة، بسبب حالات التردي بوسط المدينة، رغم المحاولات والمجهودات الكبيرة التي تبذلها مصالح البلدية من أجل رفع النفايات في أوقاتها، إلا أن كثرتها وإفراغها خارج الحاويات التي سرق منها الكثير، حال دون تحقيق النتائج المرجوة من طرف المنتخبين أو المسيرين من إداريين وأعوان وغيرهم.
تم في هذا الإطار، وضع عدد معتبر من الحاويات في العديد من الأحياء الحضرية العصرية، لا سيما الجديدة منها، إلا أن ما حصل لم يكن متوقعا أبدا، وهو سرقة عدد كبير من الحاويات، الأمر الذي جعل إمكانية جمع النفايات في مكان واحد غير ممكن، لتبقى مبعثرة على الأرض، وهو ما صعب من مهمة أعوان النظافة الذين لم يتمكنوا من جمعها في الآجال المحددة، وفق دفتر الشروط، مما جعل النفايات تتراكم في نفس المكان لمدة تزيد عن اليومين في حالات أخرى لأكثر من أسبوع.
للإشارة، أحصت مؤسسة نظافة وهران خلال العام الماضي، سرقة واختفاء ما لا يقل عن 370 حاوية، وهو ما جعل مسيريها يعتمدون استراتيجية جديدة في جمع ورفع النفايات، إلا أنها لم تثمر بسبب قلة العتاد والشاحنات الموكل لها رفع النفايات، لاسيما على مستوى أحياء المنزه والصديقية والعثمانية.
بعد الطعن في قرارات الإسكان ... 100 عائلة بسيدي البشير تواصل الاحتجاج
تواصل أكثر من 100 عائلة من سكان أحياء سيدي البشير ببلدية بير الجير، من الذين تم إقصاؤهم في آخر عملية إسكان بالبلدية، احتجاجها للمطالبة بحقها في السكن، لاسيما أن عددا منهم أثبت أنه أولى من بعض المواطنين الذين تم إسكانهم في الحي السكني الجديد، غير البعيد عن مكان الترحيل.
أكد أعضاء من لجنة الإسكان بالولاية والدائرة، أنه ليس من السهل التمحيص بدقة في قوائم المستفيدين من السكن، لاسيما أن معظم أصحاب الطلبات في أمس الحاجة إلى السكن، بالتالي "من غير الممكن، بل من المستحيل، إسكان ألفي عائلة في حي لا يتعدى عدد سكناته 1500 مسكن"، حسب تأكيد نفس المصدر.
في هذا السياق، قام عدد كبير من المقصيين من عمليات الإسكان مؤخرا، بغلق مقر البلدية وقطع الطريق لفترة من الزمن، قبل أن تفك مصالح الأمن الاعتصام، مطالبين المحتجين بالعمل على اختيار ممثلين عنهم للتحاور مع المسؤولين على مستوى البلدية أو الدائرة على حد سواء.
أما المحتجون، فأكدوا من جهتهم، إحصاء ما لا يقل عن 119 عائلة يستوجب الأمر إسكانها في أقرب الآجال، لاسيما أن فصل الشتاء على الأبواب، مما يعني أنه على السلطات العمومية المعنية بالعملية الإسراع في دراسة مختلف الطعون التي بحوزتها، لتمكين هؤلاء المواطنين من الظفر بالمسكن اللائق الذي طالما انتظروه.
يذكر أن الطعون التي تقدم بها المقصون من أولى عمليات الإسكان، تمت دراستها وقبلت اللجنة المكلفة بذلك كافة الطعون، من منطلق أنهم بحاجة إلى السكن، في انتظار نشر القائمة النهائية.
يذكر بالمناسبة، أن الحي القصديري الذي كانت تقطنه أكثر من 1600 عائلة بحي سيدي البشير، في بلدية بير الجير منذ أزيد من عشريتين، تم ترحيل كافة سكانه إلى الحي السكني العمراني الجديد الذي تم إنجازه غير بعيد عن نفس الحي، بهدف الإبقاء على السكان في مكانهم، من جهة، والعمل على استعادة الوعاء العقاري الذي تم ترحيلهم منه، لاستغلاله في إنجاز مرافق عمومية أخرى، من سكنات ومركز بريدي وآخر صحي جواري، وعدد من المرافق التربوية الأخرى لفائدة السكان على وجه العموم.