"المساء" وقفت على وضع حرج بالواجهة البحرية لبومرداس
التجار بين مطرقة توفير النظافة وسندان غياب الماء
- 753
استحسن أصحاب المطاعم والمقاهي ومحلات الأكل السريع ببومرداس، قرارات تخفيف الإجراءات الصحية المرتبطة بجائحة "كورونا"، حيث انطلق أصحاب تلك المحلات في أشغال تنظيف واسعة، تحسبا لاستقبال الزبائن، غير أنهم لفتوا في هذا السياق، إلى صعوبة الوضع بسبب التذبذب الكبير في برنامج توزيع الماء، ودعوا في هذا الشأن، إلى إعادة النظر في البرنامج، مع جعله ثابتا، خاصة أن أهم التوصيات في هذا الظرف الصحي، تقتضي المحافظة على أقصى درجات النظافة، مؤكدين أن ذلك لا يمكن أن يتوفر بدون ماء.
كشف عدد من أصحاب المطاعم ومحلات "البيزا" وبيع المثلجات بالواجهة البحرية لمدينة بومرداس، عن صعوبة التعامل مع الوضع الذي خلفته حالة الجفاف السائدة منذ أشهر، وانجر عنها تذبذب كبير في التزويد بالماء، ليس فقط بالمنازل، إنما أيضا في المحلات التجارية، حيث لا يزور الماء حنفياتهم، حسب تأكيدهم، سوى مرة كل ثلاثة إلى خمسة أيام، متحدثين في المقابل، عن الصعوبة الكبيرة التي يخلفها هذا الوضع على تطبيق البروتوكول الصحي الخاص بكسر سلسلة العدوى بفيروس "كورونا"، خاصة مع عودة المصطافين للشواطئ، مما يخلق بعض الازدحام. في هذا السياق، قال صاحب كشك لبيع المثلجات بالواجهة السياحية، إن الماء لا يزور حنفية كشكه سوى مرة كل 5 أيام، مما جعله يؤكد بأن النظافة في ظل هذه الوتيرة التي يصل بها الماء، يستحيل توفيرها. مضيفا أنه يضطر أحيانا إلى تنظيف الكشك باستعمال قارورات المياه المعدنية.
حيرة.. أمام استحالة تطبيق الإجراءات الصحة
وهو نفس ما أشار إليه صاحب "فاست فود"، أي محل إطعام سريع، لم يجد سوى جملة قالها لخصت الوضع "رانا مباصيين"، أي في وضع صعب، تعبيرا عن الحالة المزرية التي خلفها انقطاع المياه عن الحنفيات لمدة 3 إلى 5 أيام، مثلما قال، وأضاف أنه، يضطر إلى تنظيف محله بالمياه المعدنية، مشيرا بقوله: "نملأ الدلاء والصهاريج البلاستكية بالماء، تكفينا ليوم إلى يومين من أجل التنظيف العام، سواء للمحل أو لغسل الأواني وغيرها، ثم نقف أمام عجز كبير بعدها، فالبرنامج الخاص بالتزويد بالمياه مضطرب كثيرا في قلب عاصمة بومرداس"، مضيفا أنه مهما تم تخزين المياه، فإنها لا تكفي، خاصة مع أهمية التنظيف وإعادة التنظيف، حرصا على تطبيق البروتوكول الصحي. كما لفت محدثنا إلى البالوعات المسدودة بالواجهة البحرية، التي تشكل مصدرا آخر للقلق، داعيا الجهات المعنية إلى التدخل وتنقيتها.
المياه المعدنية للتنظيف.. ولا حل في الأفق
الاضطرار إلى التنظيف بالمياه المعدنية، يتقاسمه أيضا صاحب وراقة بنفس الواجهة السياحية، والذي اعتبر أن أمر التنظيف اليومي أصبح مؤرقا للغاية في الآونة الأخيرة، خاصة مع الاضطراب الكبير المسجل في توزيع المياه، موضحا في السياق، أن التزويد يكون مرة كل 3 إلى 5 أيام. وأحيانا لساعة واحدة وبشكل ضعيف، مما يجعل تخزين المياه مهمة صعبة للغاية. كذلك أكد صاحب مطعم أن أمر ضعف تدفق المياه التي تصل الحنفيات مرة كل ثلاثة أيام، جعل مهمة ملء الصهاريج صعبة، خاصة أن ساعات سيلانه غير ثابتة في ساعات اليوم، فأحيانا يكون في بداية اليوم، وأحيانا بعد منتصف الليل، مما دفع بالمتحدث إلى القول، بأنه يضطر إلى قصد المنبع الطبيعي الكائن بالقرب من حي 1200 مسكن لملء الدلاء، مؤكدا في هذا الصدد، بأن المنبع يسجل ضغطا كبيرا من طرف الراغبين في ملء الدلاء، بسبب الوضعية الحالية لجفاف الحنفيات. أمام هذا الوضع، ومع عودة الزبائن وتخفيف الإجراءات بسبب الوضعية الصحية، قال محدثنا بأنه سيعمل على تهيئة خزان مائي تحت أرضي بسعة 2300 لتر، حيث أن الوضع العام ـ حسبه- ينبئ باستمرار وضعية الجفاف ومعها جفاف الحنفيات.
أزمة قد يطول أمدها...
من جهته، تساءل صاحب مطعم آخر بالواجهة، كيف للسلطات التأكيد على أهمية الحماية من تفشي فيروس "كورونا"، بالمحافظة على النظافة سواء الشخصية أو بالمحلات وأماكن التجمع، ولكنها تقوم بقطع الماء الذي يزور حنفية المطعم كل ثلاثة أيام، ولمدة نصف ساعة إلى ساعة واحدة على أكثر تقدير ليلا. متسائلا بقوله: "فكيف لنا أن نوفق فيما يطلب منا أمام تذبذب برنامج الماء؟" وأوضح أنه توصل رفقة أصحاب محلات مجاورة له، إلى اتفاق يقضي بشراء شاحنة صهريج بثمن 1500 دج كل أسبوع، تكفي لتغطية الحاجة من الماء بالنسبة لمطعمه ومطعمين آخرين وكشك لبيع الجرائد... وهو نفس الحل الذي توصل إليه صاحب مطعم آخر، وصف حالة انقطاع الماء عن الحنفيات بقوله: "شبعنا مزيرية كبيرة"، أي يتعاملون مع تذبذب برنامج الماء بصعوبة كبيرة، بحيث يضطر إلى شراء صهريج ماء كل أسبوع، بما أن سيلان الماء في الحنفيات أصبح ذكرى جميلة ـ مثلما يقول- والواقع يشير إلى عقوبات وغرامات ضد كل المخالفين لشروط النظافة واحترام البروتوكول الصحي في تناقض واضح، يضيف المتحدث. داعيا الجهات المعنية، إلى إعادة النظر في برنامج المياه، مع تحديد ساعات التزود بشكل ثابت، حتى يتسنى التأقلم مع هذا الوضع الطارئ، الذي يبدو أنه سيدوم طويلا، حسب محدثي "المساء".