السقي الفلاحي بتيبازة
التحسيس بضرورة استغلال الذكاء الاصطناعي
- 256
دعا المشاركون في أشغال يوم تحسيسي، نظمته غرفة الفلاحة لولاية تيبازة، أول أمس الثلاثاء، الفلاحين، إلى ضرورة التوجه نحو استغلال التقنيات الحديثة، بما فيها الذكاء الاصطناعي، لمواجهة مشكل نقص المياه وعقلنة استغلال هذا المورد الحيوي. وشدد مهنيون وأساتذة جامعيون وخبراء في مجال الماء والري، لدى تنشيطهم لهذا اليوم التحسيسي الذي جاء بشعار "المحافظة على الماء، التزام مشترك" لفائدة فلاحي الولاية، على ضرورة التوجه نحو استعمال التقنيات الحديثة في ري مختلف المحاصيل الزراعية، بما فيها الذكاء الاصطناعي، بالنظر للتغيرات المناخية الأخيرة وشح الأمطار.
في هذا الصدد، أشار المهندس بالمديرية المحلية للموارد المائية، جهيد ماضي، إلى نقص مياه السقي الموجه للفلاحين في السنوات الأربع الأخيرة، بسبب قلة التساقطات المطرية التي نتج عنها خفض منسوب مياه سدي بوكردان وبورومي، اللذين يزودان الفلاحين بمياه السقي. واستدل نفس المتحدث في ذلك، بإحصائيات سنة 2024، التي لم يتعد فيها منسوب مياه سد بوكردان 173 ألف متر مكعب، رغم أن طاقة استيعابه تقدر بـ105 مليون متر مكعب من المياه، مثلما هو الشأن بالنسبة لسد بورومي، الذي لم تتجاوز نسبة امتلائه حاليا 17ر7 بالمائة، أي ما يعادل 12 مليون متر مكعب، علما أن قدراته الاستعابية تقدر بـ188 مليون متر مكعب.
وأوضح في نفس السياق، أن الحل في ظل هذه الوضعية "المتأزمة" يكمن في السياسة التي اعتمدتها الدولة، والقاضية بالتوجه نحو استغلال المياه المعالجة، مشيرا في هذا الصدد، إلى إنجاز خلال سنة 2025، دراسة المعالجة الثلاثية بمحطة تصفية المياه لمناصر، والتي ستسمح بتوفير وتوجيه 5 ملايين متر مكعب من المياه المعالجة للري الفلاحي. من جهته، أكد رئيس دائرة بالمعهد الوطني للأراضي والسقي وصرف المياه، رضا دلي، أن استغلال المياه المعالجة في السقي، سيساهم في التقليل من الضغط الذي تعاني منه الطبقة الجوفية والمياه العذبة، وكذا حماية البيئة، لافتا إلى أن هذا الحل، يسمح بالتكيف مع التغيرات المناخية الحاصلة.
أما مدير الأبحاث بوحدة التنمية للأجهزة الشمسية ببواسماعيل، الدكتور حسين بلميلي، فقد استعرض أمام الفلاحين الذين حضروا هذا اللقاء، تجربة هذه الوحدة في استعمال أنظمة الري الذكية واستخدام الذكاء الاصطناعي بمزرعة نموذجية، تابعة للوحدة بالحمدانية في شرشال، والتي مكنت من تحقيق نتائج جد إيجابية تمثلت في اقتصاد الماء والقضاء بنسبة 100 بالمائة على التبذير.
وقال السيد بلميلي في هذا الصدد، إن استخدام التكنولوجيا الحديثة وأنظمة الري الذكية وإدخال الذكاء الاصطناعي على تقنية الري بالتقطير، المعتمدة حاليا بنسبة تزيد عن 60 بالمائة من طرف فلاحي الولاية، سيساهم في القضاء على 40 بالمائة من التسربات وظاهرة التبذير في عملية سقي المحاصيل الزراعية، داعيا الفلاحين إلى اعتمادها وعدم التخوف منها، لما لها من نتائج جيدة على المحاصيل والاقتصاد الوطني ككل.
وشكل اللقاء الذي نُظم بالتنسيق مع وكالة الحوض الهيدروغرافي الجزائر-الحضنة- صومام، فرصة لإطارات هذه الوكالة لاستعراض مختلف النشاطات التي نظمتها على مدار السنة الجارية. وذكر ممثل الوكالة، فوزي حمودة سيدهم، أنه تم تنشيط 264 درس لفائدة المتمدرسين، استفاد منه 8200 تلميذ من المؤسسات التربوية وآخرين بالمدارس القرآنية، إلى جانب تنظيم خرجات ميدانية على مستوى السدود ومحطات التطهير، علاوة على تنصيب أكثر من 5000 تلميذ كحماة للماء. وخلص اللقاء الذي يندرج ضمن البرنامج التحسيسي والتوجيهي لوكالة الحوض الهيدروغرافي الجزائر- الحضنة -الصومام، حسب مديرها مهدي عقاب، بخرجة ميدانية لفائدة الفلاحين لمستثمرة فلاحية، تعتمد على التقنيات الحديثة في سقي المحاصيل الزراعية.