الخبازون يؤكدون:

التخلي عن الكيس البلاستيكي مرهون بالدعم الورقي

التخلي عن الكيس البلاستيكي مرهون بالدعم الورقي
  • 2022

أجمع عدد من الخبازين على استعدادهم للتخلي عن بيع الخبز في الأكياس البلاستيكية، شرط أن تتكفل الدولة بتدعيم الأكياس الورقية، بالنظر إلى غلاء تكلفتها بالمقارنة مع الأكياس البلاستيكية، التي رغم ضعف تكلفتها، إلا أنها تكبد الخبازين خسائر، كونهم يقدمونها بالمجان للزبائن. والحاجة اليوم، حسبهم، ملحة من أجل التخلي عن استعمال المادة البلاستيكية، خاصة أنها أصبحت تشكل تهديدا على الصحة والبيئة، غير أن هذا يتطلب وجود إرادة سياسية للقيام بهذه الخطوة، بعد صياغة القانون الجديد الجاري العمل عليه، والقاضي بمنع المخابز من بيع الخبز في الأكياس البلاستيكية.

يبدو من خلال الاستطلاع الذي قامت به المساء في عدد من المخابز، أن الوعي بضرورة التخلي عن بيع الخبز، خاصة الساخن منه في الأكياس البلاستيكية موجود عند الباعة وأصحاب المخابز، غير أن الإشكال المطروح الذي عبر عنه عدد من الخبازين، يتمثل في تكلفة الكيس البلاستيكي، التي سوف تؤثر ـ حسبهم ـ لا محال على سعر الخبز، وهو ما جاء على لسان خباز بأعالي بوزريعة في العاصمة، أوضح في معرض حديثه مع المساء، أنه مع فكرة التخلي عن بيع الخبز في الأكياس البلاستيكية، دون الحاجة حتى لوجود قانون يلزم ذلك، خاصة أن أغلب الدراسات اليوم تحذر من استعمال البلاستيك في المواد الغذائية، والفكرة ليست بالجديدة، إنما سبق أن تم طرحها مرارا وتكرارا، غير أن العائق الوحيد هو تكلفة كيس الخبز الورقي الذي يفوق إمكانيات الخباز، إذ لا يمكن أن يشتري كيس الخبز بنفس سعر الخبزة الواحدة، هذا من ناحية، ومن جهة أخرى، يكون الخباز مجبرا على زيادة ثمن الخبز الذي يبيعه في الكيس الورقي، لاسترجاع المبلغ الذي أنفقه، وهو ما من شأنه أن يعرضه لعقوبات، لأن سعر الخبز محدد ولا يمكن المساس به، الأمر الذي يجعل من إمكانية بيع الخبز في الأكياس الورقية صعبا، إلا إذا تدخلت الدولة ودعمت الكيس أو اقترحت آلية أخرى، يمكن بموجبها للخباز أن يشتري الكيس الورقي بنفس سعر الكيس البلاستيكي. نفس الانطباع لمسته المساء عند خباز آخر بالعاصمة، أعرب هو الآخر عن رفضه لفكرة تحمل الخباز تكاليف الكيس الورقي، لأن ذلك سيؤثر على نشاطه، كونه باهظ الثمن مقارنة مع الكيس البلاستيكي الذي رغم تكلفته البسيطة، إذ يتم اقتناؤه بدينار واحد، وفي أغلب الأحيان يقدم بالمجان للزبون، وعليه فالخباز اليوم يبيع فقط الخبز الصغير أو الهلاليات فقط في الكيس الورقي، لوجود هامش من الربح فيه، أما بالنسبة للخبز العادي فلا يمكن أن يخصص له كيس ورقي، إلا إذا تم خفض سعر الكيس الورقي على الخباز، ليتسنى له التوقف عن بيع خبزه في الكيس البلاستيكي.

بينما اقترح خباز آخر في معرض حديثه، لـ«حماية الخباز من تكبد عناء تكاليف إضافية، هو غير قادر على تحملها، بأن يمتنع عن بيع الخبز للزبائن في الأكياس نهائيا، وأن يشترط على الزبائن إحضار أكياس خاصة من منازلهم، بصورة تدريجية، وبهذه الطريقة، على حد قوله، يتم إحياء العادة التي كانت سائدة فيما مضى، حيث كانت النساء يخطن أكياسا من القماش لاقتناء الخبز، وبهذه الطريقة يتم التخلص شيئا فشيئا من الكيس البلاستيكي، مشيرا في السياق، إلى أنه مع فكرة التخلي عن بيع الخبز في الأكياس البلاستيكية، غير أن تطبيق الفكرة صعب، كون الكيس الورقي غالي الثمن، الأمر الذي سيدفع الخبازين لا محال، إلى رفض تطبيق القانون في غياب الدعم.

البحث عن صيغ للحد من كيس البلاستيك

من جهته، أكد يوسف قلفاط، رئيس الاتحاد العام للخبازين، في معرض حديثه مع المساء، ردا على سؤالنا حول مدى استعداد الخبازين للالتزام بالقانون القاضي بوقف بيع الخبز في الأكياس البلاستيكية، ومعاقبة المخالفين، والذي يجري العمل عليه، بأنه كممثل للخبازين، يثمن أية خطوة من شأنها أن تضع حدا لاستعمال الأكياس البلاستيكية، خاصة بعد أن أثبتت الدراسات خطورتها على صحة المستهلك، غير أن إلزام الخباز ببيع خبزه في الأكياس الورقية، يتطلب تدخل الدولة لإيجاد صيغة تمكن الخباز من اقتناء الكيس البلاستيكي بسعر مماثل لسعر الكيس البلاستيكي، وفي غياب هذا المقترح، يؤكد لا يمكن للخباز أن يخضع لهذا القانون، لأنه سيكون عاجزا عن اقتناء الكيس الورقي، نظرا لغلائه. أشار قلفاط إلى أنه سبق أن اجتمع مع وزير التجارة لتباحث السبل التي تمكننا كخبازين، من التخلي عن الكيس البلاستيكي، من خلال مناقشة بعض المقترحات، ومنها التحاور مع بعض المؤسسات، لتتكفل بعملية إنتاج الأكياس الورقية بسعر معقول، يمكن بموجبه للخباز أن يشتريها، على أن لا يزيد سعره عن دينار أو دينار ونصف الدينار، لافتا في السياق، إلى أنه ينتظر الالتقاء مع ممثلين ورؤساء مصانع بمعرض الإنتاج الوطني الذي يحتضنه قصر المعارض، لمحاولة تقديم بعض المقترحات ومناقشتها، والخروج ببعض الحلول التي تهدف في آخر المطاف، إلى ضبط صيغة ترضي جميع الأطراف، وتضع حدا لاستعمال الكيس البلاستيكي نهائيا في المخابز.

من جهة أخرى، أوضح رئيس اتحاد الخبازين، أن ربات البيوت أيضا ملزمات بلعب دورهن في مجال محاربة الكيس البلاستيكي، من خلال خياطة أكياس قماشية، وحث الأسرة على شراء الخبز بها، وبهذه الطريقة نعيد إحياء عاداتنا القديمة، ونقضي تدريجا على الأكياس البلاستيكية التي، إلى جانب كونها مضرة بالصحة، تشوه منظر الطبيعة.