بلدية الحساسنة بسعيدة
التهميش يطول منطقة بن طريف
- 928
لاتزال منطقة بن طريف ببلدية الحساسنة، التي تبعد بـ36 كلم عن مقر ولاية سعيدة، تشهد وضعا معيشيا صعبا للغاية، رغم نداءات وشكاوى سكانها الذين عبروا عن شدة وقع المعاناة والتهميش الذي طاله،. بالنظر إلى غياب النقل ووضعية الطرق المهترئة التي حتمت عليهم الاعتماد على سيارات "الكلوندستان"، لنقلهم باتجاه مقر البلدية من أجل قضاء حاجاتهم.
أثرت هذه الوضعية كثيرا على حياتهم اليومية، حيث أفاد عدد من سكان المنطقة، أن الطريق الوحيد المتواجد بالمنطقة، تعود للحقبة الاستعمارية، حيث باتت وضعيته تؤثر على أصحاب المركبات، لاسيما سيارات الأجرة الذين باتوا يجتنبون التنقل بالمنطقة، خوفا من الأعطاب التي قد تلحق بمركباتهم، ناهيك عن المشقة الطويلة وخطر الانحراف وهاجس الحفر التي تتوسط الممرات الوعرة.
تساءل سكان المنطقة، عن مشروع إعادة تهيئة هذا الطريق الذي تمت برمجته من قبل مصالح مديرية الأشغال العمومية منذ سنة 2010، وخصص له غلاف مالي لإنجازه، غير أنه لا يزال يراوح مكانه، حسبما علم من جهات مطلعة على الملف بالمجلس الشعبي الولائي.
ومن جهة ثانية، يعاني سكان بن طريف بالمنطقة، من غياب مياه الشرب رغم وجود مشروع مشترك للمياه على حدود بلديتي الحساسنة وسيدي أحمد، الذي أنجز سنة 1991 بنسبة 80 بالمائة، غير أنه بقي معطلا لأسباب أرجعها مسؤولون بالبلدية إلى مشاكل إدارية على المستوى المحلي، تتعلق بتكاليف الطاقة الكهربائية، ليدفع بذلك سكان المنطقة فاتورة اللامبالاة وعدم التكفل بمشاكلهم من قبل منتخبيهم، ويبقى الحل الوحيد أمامهم؛ جلب مياه الصهاريج التي تكلفهم أحيانا بين 1500 و3000 دج، على مسافة 10 كلم من بئر الفراطسة، و20 كلم من بئر سيدي قاسم.
كما تساءل هؤلاء عن واقع منطقتهم التنموي، الذي رُصدت له أموال معتبرة من قبل الولايةو في إطار تحسين الإطار المعيشي لمناطق الظل، خاصة سكان المناطق النائية، إذ علمنا أن السلطات الولائية خصصت سابقا أكثر من 3900 مليار سنتيم خلال الفترة الممتدة من سنة 2010 إلى 2012 ، بالإضافة إلى 266 مليار سنتيم لبرامج التنمية المحلية، وبرنامج تنموي جديد بعنوان 2013 بمبلغ 646.60 مليار سنتيم، رغم الفاتورة الغالية التي دفعها سكان منطقة بن طريف، سواء خلال الفترة الاستعمارية، أو العشرية السوداء.
في ظل هذه الأوضاع المتسمة بالعزلة الخانقة، يطالب سكان بن طريف من المسؤول الأول عن ولاية سعيدة، الوقوف على أوضاعهم والتكفل بانشغالاتهم وتحسين ظروفهم المعيشية.