أسواق التوابل تستقطب ربات البيوت عشية الشهر الفضيل

"الحرور" و"الكمون" و"رأس الحانوت".. سر الأذواق وسحر الأطباق

"الحرور" و"الكمون" و"رأس الحانوت".. سر الأذواق وسحر الأطباق
  • القراءات: 867
رضوان. ق رضوان. ق

تعيش معظم أسواق ولاية وهران والمحلات المتخصصة في بيع التوابل، على وقع إقبال المواطنين الكبير لاقتناء كميات من التوابل المختلفة، والخاصة بإعداد وطهي عدة أنواع من الأكلات شعبية والموسمية والمناسباتية الخاصة بالشهر الكريم، التي لا يمكن أن تكون لرمضان رائحته الخاصة دون إضافة التوابل، التي عرفت في المقابل، زيادات كبيرة في الأسعار، تجاوزت نصف السعر في بعض المنتجات التي تقتنى بكميات قليلة، حسب قدرة المواطن الشرائية.

أجواء خاصة وغير مسبوقة تميز معظم الفضاءات التجارية ومحلات بيع التوابل بوهران، والمنتشرة في عدة أسواق ومناطق من الولاية، حيث تستمر عملية شراء أنواع التوابل طيلة الشهر الفضيل، وتعود بالأساس إلى غلاء عدة أنواع منها، إذ لا يقدر المستهلكون على شراء كميات كبيرة منها، وتقتصر عمليات الشراء على غرامات معدودة، وفي بعض الأحيان على كمية تكفي لوجبة واحدة.

وقد طافت "المساء" داخل سوق المدينة الجديدة الشعبي، الذي يعرف توافد المواطنين من ولايات غرب الوطن لاقتناء التوابل، حيث يعد سوق المدينة الجديدة أهم مورد للتوابل، وتنتشر داخله عدة محلات معروفة منذ سنوات ببيع التوابل. ويوضح عدد من المواطنين، خاصة ربات البيوت، أنه لا يمكن تحضير وجبات رمضان دون توابل، خاصة "الحريرة والبوراك"، وبعض أنواع الأكلات الأخرى والمعقودة والمملحات.

وتضيف بعض ربات البيوت، أن اقتناء بعض التوابل، على غرار "الحرور والكمون ورأس الحانوت والزعفران والكبابة"، شبه إلزامي، خلال رمضان، حيث يتجهن نحو أصحاب طاولات بيع التوابل أو بعض المحلات ممن كسبوا ثقتهم في بيع أنواع توابل غير مغشوشة، وذات نوعية، مؤكدة أن بعض الباعة يستغلون رمضان لبيع أنواع مغشوشة وغير صالحة، تخلط بعدة أعشاب وملونات للربح السريع، في ظل ارتفاع أسعار التوابل السنة الحالية، والتي تجاوز سعرها الضعف.كما أكدت على أن عمليات الشراء تقتصر على اقتناء أنواع محددة وبكميات قليلة، تتراوح بين 200 و400 دج لكل نوع، بسبب الغلاء، لتقوم بعد أيام بإعادة اقتناء نفس المنتوجات وبكميات محددة. 

أنواع محددة مطلوبة وباقي الطلبات حسب القدرة الشرائية

من جانبهم، أشار الباعة إلى أن عمليات الشراء خلال رمضان تتضاعف بشكل كبير، في ظل الطلب المتزايد على عدة أنواع من التوابل،  بوجود توابل ومكملات غذائية وفواكه مجففة دخلت السوق، وتعرف إقبالا وطلبا كبيرين، مقابل ارتفاع الأسعار لدى بائعي الجملة ونقص المعروضة لدى التجار، بسبب نقص عدة منتجات، خاصة المستوردة منها.

أكد بن شاعة، صاحب طاولة لبيع توابل، أن الطلب يزداد بقوة على 7 منتجات محددة، تستخدم في الوجبات والأطباق اليومية، أما باقي الأنواع، فتكون حسب القدرة الشرائية للمواطنين وعادات وتقاليد كل عائلة ومنطقة، والتي تستعمل بعض التوابل في التحضير، على غرار "البوراك" وطاجين الحلو والسلطلت والسمك... وغيرها من الأكلات.

أضاف أن عمليات الشراء تقتصر على كميات قليلة، تقدر بين 100 و200 غرام لكل منتوج من التوابل، حيث يبلغ متوسط ما يدفعه الزبون بعد اقتناء التوابل ما بين 1500 دج و3000 دج، ليعود بعدها الزبون بعد أيام لاقتناء المزيد منها، وهو أمر متعارف عليه داخل السوق.

أسعار بين 2500 دينار و50 ألف دينار للكلغ

وفيما يتعلق بالأسعار، يؤكد التجار أن جل المواطنين وربات البيوت، لا يطالبون بسعر المنتجات، باعتبار أنهم يعلمون أنها مرتفعة جدا، لذلك تقتصر عمليات شراء التوابل على كميات قليلة جدا، قد تكفي لتحضير وجبة أو وجبتين، إلى جانب بعض التوابل غالية الثمن، والتي ليست في متناول الجميع وتستخدم في أطباق فاخرة جدا.

وتحدد الأسعار، حسب نوعية المنتجات، حيث يقدر سعر منتج "بسباس مرحي" و"زعتر مرحي" بـ 2000 دج للكيلوغرام، والحرور الأسود بـ3000 دج، و12000 دج للكيلوغرام للحرور الأبيض، والقرنفل بـ2000 دج للكيلوغرام وتوابل سبع بهارات بـ3000 دج للكيلوغرام، والكبابة بـ6000 دج للكيلوغرام، والزعفران بـ20000 دج، الهيل بـ15000 دج، فيما تنتشر بعض الخلطات على شكل توابل خاصة بتحضير أنواع من الأكلات، على غرار خلطة الخبز بـ2500 دج للكيلوغرام، وخلطة لحم محمر بـ 3000 للكيلوغرام، وخلطة السمك بـ3000 دج للكيلوغرام، إلى جانب توفر بعض أنواع التوابل لدى محلات قليلة زارتها "المساء"، على غرار نحل معروف بحي العقيد لطفي، وفي الغالب غير موجودة في طاولات الباعة بالأسواق، بسبب ثمنها المرتفع وقلة الطلب عليها، على غرار منتج السمسم الأسود المعروض بثمن 13000 كلغ، وجيسينغ مرحي يبلغ ثمنه 50000 دج للكيلوغرام، وطحالب البحر المجففة بـ22000 للكيلوغرام.