بلدية سلمى بن زيادة بجيجل
السكان يتطلعون لتهيئة الطريق وفك العزلة

- 895

ناشد سكان قرية قوبية ببلدية سلمى بن زيادة، بولاية جيجل، السلطات الولائية وعلى رأسها والي الولاية، إنجاز وتهيئة الطريق الرابط بين بئر الحلوف ومشاتي قوبية، وعشيرة وكسير عمران حتى يتمكنوا من العودة من جديد، إلى أراضيهم الأصلية والاستقرار بها، بعدما هجروها خلال العشرية السوداء هروبا من الإرهاب واللاأمن الذي كان يميز المنطقة وبلدية سلمى بن زيادة الجبلية على العموم، باتجاه مختلف مناطق الولاية، أو الولايات المجاورة.
عرفت قرية قوبية بعد استتباب الأمن والاستقرار بالمنطقة، عودة تدريجية لبعض سكانها لخدمة أراضيهم؛ لكون أغلبهم يسترزقون من نشاطهم الفلاحي. وحسبما صرح به بعض المواطنين الذين عادوا إلى القرية لـ "المساء"، فإن أغلبهم اصطدموا بواقع مرير بسبب غياب أدنى ضروريات الحياة. وأوضح المواطنون أن همهم الوحيد هو إعادة تهيئة الطريق الذي لم يهيأ منذ فترة التسعينات، حيث يجدون صعوبة كبيرة في التنقل إلى عاصمة الولاية أو إلى الأسواق التجارية ببلديتي تاكسنة والعوانة لاقتناء مختلف الأغراض أو استخراج الوثائق الإدارية.
وتزداد معاناة المواطنين مع غياب الطريق ووسائل النقل، خاصة المرضى والشيوخ وأطفال المدارس، الذين يقطعون مسافات بعيدة مشيا على الأقدام بين السلاسل الجبلية الوعرة، خاصة في فصل الشتاء وصعوبة مناخه؛ إذ ينقطعون عن الدراسة لعدة أيام أو أسابيع بسبب العزلة وصعوبة التنقل، خاصة عند تساقط الثلوج، ناهيك عن صعوبة نقل مواد البناء لعزوف الشاحنات عن إيصال السلع ومواد البناء إلى مقر سكناهم لتدهور الطريق؛ إذ مازالوا يعتمدون على الطرق البدائية في نقل هذه المواد، لإعادة ترميم بيوتهم التي خُربت بشكل شبه كلي خلال الأزمة المالية.
كما عبّر سكان قرية قوبية عن تذمرهم واستيائهم من حرمانهم من برامج السكن الريفي الذي تمنحه الدولة لسكان المناطق الجبلية، لتثبيت السكان بمناطقهم الأصلية. وأضاف أحد المواطنين في حديثه إلى "المساء"، أنه فضّل العودة للاستقرار بالمشاتي بعد أن أجبرته الظروف خلال العشرية السوداء، على التخلي عن أرضه والهجرة إلى عاصمة الولاية؛ هروبا من بطش الإرهاب، ليعود مرة أخرى إليها؛ لأنه لا يملك عملا مستقرا بالمدينة، وكان يعيش ظروفا اجتماعية وسكنية صعبة بسبب دخله الضعيف، وفي كثير من الأحيان لا يجد قوت يومه هو وعائلته المتكونة من 10 أفراد، لكن عودته إلى منزله الأصلي بقوبية، ساعدته في تحسين ظروفه المادية، نظرا لما يمتلكه من مزارع وأشجار مثمرة، وكذلك تربيته النحل والأبقار؛ فهو يسترزق من ممارسته النشاط الفلاحي، ويعيل أسرته، وقد أصبح ميسور الحال رغم ما تعانيه القرية من غياب أدنى المرافق الضرورية، متمنيا أن تلتفت السلطات المحلية وتأخذ مطلبهم بعين الاعتبار؛ ببرمجة مشاريع تنموية، خاصة الطريق، والكهرباء، والسكن الريفي، والدعم الفلاحي... وغيرها من الضروريات التي تضمن لهم العيش الكريم.
مشكل آخر نغّص يوميات السكان، وهو غياب الكهرباء عن منازلهم منذ سنوات. وحسب السكان، فإنهم يعتمدون على الطرق البدائية في الإنارة، فمازالو يعتمدون على الشموع، ومنهم من يعتمد على المولد الكهربائي، خاصة أن الكثير منهم لديهم مستثمرات فلاحية (إسطبلات لتربية الماشية، ومدجنات،...وغيرها).
ومن جهته، أكد رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية سلمي بن زيادة، ابراهيم بن عميروش، أن المنطقة تعتبر منطقة ظل بامتياز، وأن مطالب سكان قرية قوبية مشروعة، خاصة أن العديد من العائلات عادت للاستقرار بالمنطقة، ورغبة الكثير ممن هجروها في العودة من جديد إلى مساكنهم الأصلية. والمطلب الأساس للسكان هو الطريق الذي يُعد شريان الحياة، حيث إن مصالحه تسعى للتكفل بانشغالهم، وأن مشروع إعادة تأهيل وتهيئة الطريق مسجل، وهو قيد الدراسة، حيث تم اقتراح تهيئة هذا الطريق البلدي على مسافة 7 كيلومترات، والذي سيفك العزلة عن عدة مشاتٍ؛ منها قوبية، وعشيرة، والحوط، وبير الحلوف، وكسير عمران، ومسيلة ضمن برنامج المخططات البلدية للتنمية، لكن تكلفة المشروع فاقت المبلغ الممنوح للبلدية، وهو ما يقارب 19 مليار سنتيم، في حين المبالغ الممنوحة في إطار المخططات البلدية لا تتعدى 3 ملايير سنتيم.
أما في ما يخص الاستفادة من السكن الريفي، فأكد نفس المسؤول أن هناك طلبات عديدة من قبل سكان المنطقة، للاستفادة من هذه الصيغة من السكن، إلا أن طبيعة الأراضي عروشية، لا تحوز على عقود الملكية؛ إذ وقفت عائقا أمام العائلات لاستفادتهم من إعانة البناء الريفي، موضحا أن عملية مسح الأراضي انطلقت، وسيتم حل المشكل عما قريب. وعن مشكل غياب الكهرباء الريفية وتخريب الأعمدة والأسلاك التي بقيت على حالها منذ سنوات التسعينات، أوضح رئيس البلدية أن مصالحه قامت بمراسلة مصالح "سونلغاز"، ومديرية الطاقة بخصوص رد الاعتبار للشبكة الكهربائية، وربط المنطقة بالكهرباء؛ حتى يتسنى للمواطنين العودة إلى أراضيهم، وإعادة إعمار قرية قوبية من جديد.