أم الدود بمولاي العربي

السكان يصارعون قساوة الحياة

السكان يصارعون قساوة الحياة
  • 1592
ح. بوبكر  ح. بوبكر

ما زال سكان قرية أم الدود ببلدية مولاي العربي (49 كيلومتر جنوب غرب ولاية سعيدة)، ينتظرون حقهم في التنمية، حيث يصارع سكان هذه القرية المتاخمة لحدود دائرة مرحوم بولاية سيدي بلعباس، قساوة الحياة، بالنظر إلى عدة نقائص، وعلى رأسها قلة وسائل النقل التي تربط منطقتهم بعاصمة الولاية أو دائرة عين الحجر، ناهيك عن عدة انشغالات أخرى زادت من حجم معاناتهم.

ذكر سكان القرية لـ"المساء، أن عملية التهيئة في منطقتهم غائبة، حيث يصعب التحرك أثناء تساقط الأمطار، بسبب كثرة الحفر الممتلئة بالأوحال، إضافة إلى انتشار النفايات والروائح الكريهة التي شوهت المكان، بسبب الرمي العشوائي للنفايات المنزلية، مما عمق من معاناة السكان الذين ذكروا أنهم عاشوا الويلات خلال العشرية السوداء، لصعوبة تضاريس المنطقة وحدودها مع المناطق الغابية لولاية سيدي بلعباس، أضف إلى ذلك، قلة وسائل الترفيه، كما تفتقر القرية إلى محلات تجارية ومرافق أخرى ضرورية، وهو ما يضطر قاطنيها إلى التنقل إلى غاية بلديتي مولاي العربي أو مرحوم، على مسافة تزيد عن 25 كلم، لشراء مستلزماتهم أو  للعلاج.

تطرق السكان إلى مشكل انعدام الإنارة العمومية خلال الليل، وهو الأمر الذي يجبرهم على البقاء في بيوتهم، حيث ما زالت الأعمدة الكهربائية التي تم تنصيبها مؤخرا، بدون كهرباء، وهو ما يطرح الكثير من التساؤلات عن وجهة المشاريع التي شيدت لصالح هذه القرية، لاسيما في قطاعات السكن والهياكل الصحية والشبانية التي ظلت حبرا على ورق، ليبقى سكان المنطقة ينتظرون التفاتة جادة من قبل المسؤولين المحليين، الذين وعدوا الأهالي وأخلوا بوعودهم، حسب تصريحات السكان، الذين سبق لهم في الكثير من المناسبات، أن قاموا بعدة احتجاجات، مع غلق الطريق، بسبب أوضاعهم الاجتماعية المزرية.

الشباب ينتظرون مرافقهم

في سياق متصل، يعاني شباب قرية أم الدود، من انعدام المرافق الترفيهية والرياضية، والملاعب الجوارية التي تمكنهم من قضاء أوقات الفراغ واستثمار مواهبهم وطاقاتهم، منتقدين تجاهل السلطات المحلية والولائية لانشغالاتهم، التي سبق أن نقلوها في العديد من المناسبات، لكنها بقيت مجرد وعود، حيث أشاروا إلى أن الملعب الوحيد الموجود في قريتهم عبارة عن جدران فقط، ولا تتوفر فيه أي شروط ومعايير تصنفه كملعب، بسبب الإهمال والتهميش، متسائلين عن مشاريع الملاعب الجوارية التي تمت برمجتها في القرية، ووعدهم بها مسؤولو قطاع الشباب والرياضة وقطاع الثقافة، خلال زيارتهم للمنطقة رفقة الوالي السابق، مؤكدين أن ما زاد من معاناتهم؛ تفشي البطالة وغياب فرص العمل بالقرية وحتى بمقر بلديتهم، حيث يناشدون الوالي الوقوف على مشاكلهم ومعاناتهم في ظل برامج الجزائر الجديدة.

في هذا الصدد، عرض سكان قرية أم الدود هذه الانشغالات والمطالب على الوالي سعيد سعيود، خلال الزيارة التفقدية التي قادته نهاية الأسبوع المنصرم إليها، حيث طالب مسؤولي القطاعات المعنية، وعلى رأسهم رئيس البلدية وممثل سونلغاز، بالتكفل بالانشغالات حسب الأولويات، من ميزانية الولاية لسنة 2022.  

كما طرح سكان القرية مشكلة النفايات التي يتم رفعها بواسطة الجرار، وهو ما يزيد الطين بلة، على غرار تراكمها، لاسيما خلال فصل الصيف، كما طرحوا مشكلة الأوعية العقارية رغم أن القرية تتوفر على 49 هكتارا من المساحات الفارغة، حيث أمر الوالي مدير المصالح الفلاحية، بالتنسيق مع مدير أملاك الدولة وكل القطاعات المعنية، بما فيها مصالح مسح الأراضي، بالإسراع في حل هذه الإشكالية ورفع الغبن عن السكان، ومنحهم 30 سكنا ريفيا من حصة الولاية المقدرة بـ 400 سكن، كما طلب من ممثل اتصالات الجزائر، الإسراع في ربط القرية بشبكة الأنترنت ومرافق الشباب والمؤسسات التربوية المحلية بشكل فوري وسريع.  

قرية مرغاد بسيدي أحمد .. قاطنو الدواوير ينتظرون التفاتة

طالب سكان دواوير قرية مرغاد ببلدية سيدي أحمد (التي تبعد عن مقر ولاية سعيدة بـ 43 كلم) وهي؛ كدوار، تافراوة، الرقبة الطويلة، الحائطية وحاسي الفراطسة، من الجهات المعنية النظر في مختلف انشغالاتهم التي ظلت عالقة لسنوات طويلة، وأثرت سلبا على حياتهم اليومية، يتقدمها غياب مياه الشرب، الذي يدفعهم إلى اقتناء الصهاريج من الآبار التي تبعد عن سكناتهم لمسافات طويلة، وتتعدى أسعارها في بعض الأحيان 1000 دينار، في ظل المخاطر التي تحملها تلك المياه جراء التلوث، لانعدام المراقبة الصحية.

كما يشكو السكان من مشكل الطرقات التي تعرف وضعا كارثيا، جراء المسالك الترابية الوعرة والحفر التي أنهكت أصحاب المركبات، وسببت لهم أعطالا متكررة، خاصة خلال موسم الأمطار، مما يدفع بالكثير من المتمدرسين إلى العزوف عن الدراسة. إضافة إلى غياب الإنارة العمومية، رغم شكاوى المواطنين العديدة التي بقيت مجرد حبر على ورق. كما أشاروا إلى مشكل النقل الريفي والمدرسي بالنسبة لأبنائهم، وما سببه لهم من مشاكل، على غرار ضعف مستواهم الدراسي. ولم يجد سكان هذه الدواوير المنتشرة عبر أرجاء بلدية سيدي أحمد، سبيلا سوى مناشدة السلطات الولائية، للنظر في أوضعاهم ومنحهم حقهم من التنمية. 

تسليم 1346 سكن اجتماعي في نوفمبر 

أكد رئيس دائرة الممتلكات بديوان الترقية لولاية سعيدة، شعيب فريد، على أعقاب الاجتماع الأخير للمجلس التنفيذي، المخصص للدخول المدرسي والتعليم العالي والتكوين المهني، واستكمالا للبرنامج الخاص بتوزيع السكن الاجتماعي، بأن مصالح الديوان ستباشر بداية من الشهر المقبل، في تسليم مفاتيح السكنات الاجتماعية، التي استفاد منها المواطنون مؤخرا، بعد استلام تقارير طعون لجان الدوائر، لتسهيل مهمة إجراء القرعة على المستفيدين من الحصص السكنية المبرمجة بالمنطقة.

أشار المسؤول إلى أن الأمر يتعلق بحصة 1300 سكن اجتماعي بسعيدة، و47 ببلدية عين السلطان، إضافة إلى 32 سكنا ببلدية تيرسين بنفس الدائرة، و20 سكنا بقرية مولاي التهامي في بلدية سيدي بوبكر، مؤكدا أنه تجرى حاليا الاستعدادات المتعلقة بالتهيئة الداخلية والخارجية ببعض البلديات لتسليم 1959 سكنا اجتماعيا على المستفيدين قبل نهاية السنة. ويتعلق الأمر بحوالي 1000 سكن ببلدية سعيدة، 290 ببلدية الحساسنة، بالإضافة إلى 225 ببلدية أولاد خالد، 209 ببلدية أولاد إبراهيم، 95 ببلدية سيدي أعمر، بالإضافة إلى 50 سكنا ببلدية المعمورة، و90 سكنا ببلدية سيدي بوبكر، والحصة الكبرى ببلدية سعيدة مقر الولاية بـ 1000 سكن، أي بمجموع 1959 سكنا اجتماعيا تضاف إلى حصة 1346 التي من المزمع توزيعها في بداية شهر نوفمبر.

سبق للوالي أن أشار في مناسبات سابقة لوسائل الإعلام المحلية، إلى توزيع حصة إضافية تقدر بـ 500 سكن على الأحياء الهشة والفوضوية بكل من؛ قنطرة 03 والكاريار ووادي الوكريف، بالتالي سيتم إنهاء معاناتهم مع وضعية هذه السكنات التي تغيب فيها أدنى ظروف العيش الكريم. 

دوار النواورة بالمعمورة .. تدهور الإطار المعيشي هاجس دائم

عبر سكان دوار النواورة، بإقليم بلدية المعمورة، دائرة الحساسنة (43 كلم من مقر عاصمة الولاية سعيدة)، عن استيائهم الكبير جراء تدني الإطار المعيشي لحياتهم اليومية، والتهميش الذي طالهم من قبل السلطات المحلية، رغم شكاويهم الموجهة إلى الجهات المسؤولة بالمنطقة.

أكد السكان، حسب تصريحاتهم، أنهم لم ينالوا حقهم من التنمية المحلية طوال السنوات التي خلت، خاصة فيما يتعلق بوضعية الطرقات التي أنهكتهم كثيرا، حيث يأملون تعبيدها وتهيئتها لتسهيل تنقلاتهم وقضاء حاجياتهم، ناهيك عن مشكل مياه الشرب الذي يعد بالنسبة إليهم، مطلبا هاما نظير حاجتهم إليها. كما أشاروا إلى غياب النقل المدرسي لأبنائهم الذين يزاولون الدراسة في الطورين الأول والثاني ببلدية المعمورة، مطالبين رئيس المجلس الشعبي البلدي بالتكفل بانشغالاتهم المشروعة.

من جهته، أوضح رئيس بلدية المعمورة محمد بلحميدي، في معرض رده على انشغالات دوار النواورة، أنها محل متابعة من قبل البلدية، مشيرا إلى طلب تم تقديمه لشركة توزيع الكهرباء والغاز بالمنطقة، لربط النقب المائي بالكهرباء وتمكين سكان الدوار من التزود بمياه الشرب، في حين أكد رئيس المجلس الشعبي البلدي، بخصوص تعبيد الطريق المذكور سابقا، أن البطاقة التقنية للمشروع تم إعدادها، وهي على مستوى هيئات التخطيط من أجل برمجتها، وأضاف فيما يمس النقل المدرسي الموجه للتلاميذ، أن المشكل سيتم حله نهائيا مع الدخول المدرسي المقبل.  

بن طريف ببلدية الحساسنة .. موال يحول مدرسة إلى مخازن للعلف

يناشد سكان منطقة بن طريف، التابعة لبلدية الحساسنة في سعيدة، مسؤولي قطاع التربية، التدخل العاجل لرفع المعاناة عن أبنائهم، واستعادة المدرسة الابتدائية المتواجدة بمحاذاة مكان الولي الصالح سيدي ملوك، والتي لازالت أبوابها موصدة في وجه المتمدرسين، بسبب احتلالها من قبل أحد الموالين الذي حولها إلى مستودع لتخزين العلف، وسط سكوت مطبق عن هذه القضية.

دفع هذا الوضع بالسكان وأولياء التلاميذ، إلى الاستفسار عن مضمون هذه الحادثة، وسبب السكوت عنها، دون أن تحرك الجهات المعنية ساكنا للتحقيق في الموضوع على الأقل، وحسب ما علمته المساء من بعض الذين عايشوا فترة فتح هذه المدرسة، فإن هذه المؤسسة التربوية فتحت أبوابها سنة 1980، وأغلقت سنة 1991، نتيجة الوضع الأمني الذي عرفته البلاد بصفة عامة، والمنطقة بشكل خاص، ورغم عودة أكثر من 100 عائلة من دواوير أولاد عمراني، والدنانير خلال سنة 2005، في إطار تطبيق برنامج إعادة استقرار سكان الأرياف، القاضي بعودة العائلات النازحة إلى مناطقهم الأصلية، مع تحسن الظروف الأمنية، إلا أن أبواب المدرسة بقيت مغلقة، وهو ما شجع بعض الموالين على الاستحواذ عليها، واستغلالها كمستودع لتخزين المواد العلفية، مما أثار استياء وغضب سكان المنطقة، في ظل معاناتهم اليومية لنقل أبنائهم ذهايا وإيابا إلى بلدية عين الحجر، باستعمال الجرارات الفلاحية والدواب أحيانا، مع اهتراء الطرقات وتدهور المسالك، خصوصا مع تساقط أمطار الخريف، وقرب حلول فصل الشتاء.

الغريب في الأمر، أن مصالح التربية بالولاية، أكدت أنها برمجت هذه المدرسة منذ أكثر من 7 سنوات، دون تحقيق المشروع على أرض الواقع، مع العلم أن القطاع استفاد آنذاك من غلاف مالي فاق 680 مليار سنتيم، ضمن المخطط الخماسي الثاني للاستثمارات.

بـ 4 بلديات .. ربط 53 منزلا بالطاقة الشمسية

تواصل مديرية الإدارة المحلية لولاية سعيدة، عملية ربط مناطق الظل في مختلف البلديات بالطاقة الشمسية، بهدف توفير الكهرباء، حيث قامت المديرية مؤخرا، بتزويد 55 عائلة بالكهرباء في 4 بلديات هي؛ سيدي أحمد، مولاي العربي، المعمورة وعين السلطان، حيث تم تعزيز بيوت هذه العائلات بتجهيزات الإنارة الكهروضوئية، كمرحلة أولى، فيما ستتواصل العملية لتمس كل بلديات الولاية.

يندرج هذا البرنامج، حسب مصدر من مديرية الإدارة المحلية، ضمن مشاريع التكفل بانشغالات سكان مناطق الظل، مع إحصائها، كما تعد هذه المشاريع من ضمن 162 مشروعا انطلقت أشغالها عبر ربوع الولاية، في مختلف المجالات ذات الصلة بأولويات السكان، وتعد من بين 365 مشروعا استفادت منها الولاية.

للإشارة، شمل مشروع تعميم الطاقة الشمسية لربط سكان الأرياف النائية بالكهرباء في سعيدة، خلال السنة الماضية، بعض البيوت النائية على مستوى ريف بلدية الحساسنة، بواسطة الألواح الشمسية، حيث كان يعد خطوة نموذجية ترمي إلى تحسين الظروف المعيشية للسكان بالمناطق البعيدة، وغير الموصولة بالطاقة الكهربائية، إضافة إلى تشجيع وترقية النشاط الفلاحي لقاطني هذه المناطق، والذي يعد مكسبهم ورزقهم الوحيد، وكان ينتظر أن يشمل هذا المشروع أكثر من 600 عائلة، منها 200 عائلة ضمن برنامج 2019، و400 عائلة أخرى ضمن برنامج الهضاب العليا.