حي "الشهيد بوعلام مداد" بالمعالمة
السكان يطالبون بفك العزلة عنهم
- 660
وجّه سكان حي "الشهيد بوعلام مداد" التابع لبلدية المعالمة بمقاطعة سيدي عبد الله، رسالة إلى والي العاصمة محمد عبد النور رابحي، من أجل التكفل بانشغالاتهم ومعاناتهم، وإخراجهم من العزلة التي يعيشونها منذ سنوات رغم نداءاتهم المتكررة التي لم تجد آذانا صاغية إلى حد الآن، مؤكدين أنهم يعيشون في منطقة ظل منسية؛ وكأنهم لا ينتمون لإقليم ولاية الجزائر!
أكد رئيس جمعية حي "الشهيد بوعلام مداد"، ربيع براف، لـ"المساء"، أن الرسالة التي رُفعت إلى المسؤول الأول عن ولاية الجزائر، تضمنت مطالب مشروعة؛ بتوفير الإطار المعيشي المناسب للسكان؛ من خلال تجسيد مشاريع ذات أولوية ينتظرونها منذ سنوات، رفعوها إلى الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية لسيدي عبد الله الحالي، منذ فترة، غير أن الوضع لايزال على حاله، ولا جديد يُذكر إلى حد الساعة. كما راسلوا المجلس الشعبي الولائي الحالي، والمجالس الشعبية البلدية المتعاقبة على المعالمة.
وأوضح المتحدث أن سكان حي "الشهيد بوعلام مداد"، يعيشون حالة استياء وتذمّر، تزداد حدتها يوما بعد يوم بسبب الظروف المعيشية الصعبة؛ حيث يقيمون في منطقة معزولة تماما، تنعدم فيها أدنى ضروريات الحياة رغم تأكيد السلطات العليا في البلاد، على التكفل بمناطق الظل، وحل مشاكلهم.
ويتصدر غياب المؤسسات التربوية انشغالات السكان، خاصة ما تعلق بتلاميذ المرحلة الابتدائية، الذين يتنقلون إلى غاية المدرسة المتواجدة بحي "محمد حدادو"، لمزاولة دراستهم على بعد حوالي 7 كيلومترات؛ حيث يضطرون للبقاء في هذا الحي إلى غاية الرابعة مساء، معرَّضين لكل الأخطار، خاصة عند بقائهم في الشارع بعد خروجهم من المدرسة في الفترة الصباحية، وقبل العودة إليها على الواحدة زوالا، فضلا عن المتاعب التي يواجهونها عند خروجهم مبكرا في فصل الشتاء، للوصول إلى المؤسسة التربوية باستعمال النقل المدرسي.
وما يزيد من متاعب السكان العزلة التامة التي فُرضت عليهم نتيجة غياب النقل؛ إذ يقطعون، يوميا، حوالي كيلومترين للوصول إلى الطريق الوطني رقم 67؛ من أجل التوجه إلى القليعة أو الدويرة أو حي "بن شعبان" التابع لولاية البليدة، والذي يُعد الأقرب إليهم.
وأشار رئيس الجمعية إلى أن بالإمكان إخراجهم من العزلة عن طريق فتح مسلك بين حيهم وحي 1500 مسكن الذي يٌعد الأقرب إليهم.
ومن جهة أخرى، أوضح محدثنا أن حيهم الذي يعاني التهميش، يُعد أقدم حي على مستوى المعالمة، ويضم حوالي 200 عائلة، غير أنه يبقى محروما من المرافق الضرورية؛ على غرار مستوصف يقدم العلاجات الأولية للمرضى بدلا من تنقّلهم إلى زرالدة أو القليعة، وعادة إلى حي "بن شعبان" باعتباره الأقرب؛ للاستفادة من الخدمات الصحية البسيطة.
كما أثار المتحدث مشكل انعدام أماكن اللعب للأطفال، وغياب ملعب جواري، ومكان يلتقي فيه الشباب لحمايتهم من الآفات الاجتماعية، مؤكدا أن السكان مستعدون للتنازل عن قطعة أرضية تحتضن مشروع بناء مدرسة، ومرافق أخرى ضرورية تعارض المصالح الفلاحية إنجازها؛ بحجة أن الأراضي ذات طابع فلاحي.
وأمام الوضع الصعب الذي يعيشونه، يناشد سكان هذا الحي عن طريق رئيس الجمعية، جميع السلطات المعنية وعلى رأسهم والي العاصمة، الالتفات إلى هذه الوضعية، والتدخل السريع لرفع الغبن عنهم، وذلك بتوفير أدنى الخدمات والمرافق الضرورية لتوفير العيش الكريم لسكان الحي.