التحضير لموسم الاصطياف بأزفون وتيقزيرت

السلطات المحلية بين إلحاح التجار ومخاوف ”كورونا”

السلطات المحلية بين إلحاح التجار ومخاوف ”كورونا”
  • 1309
س. زميحي س. زميحي

باشرت السلطات المحلية لولاية تيزي وزو، تحضيراتها لاستقبال موسم الاصطياف لهذه السنة، في أجواء استثنائية، على خلاف ما جرت عليه العادة السنوات الماضية، حيث جندت المدن الساحلية أزفون وتيقزيرت وأيت شافع، كل إمكانياتها لافتتاح الموسم، الذي يبقى مرهونا بمدى تحسن الظروف الصحية الناتجة عن جائحة  ”كوفيد19”.

التحضيرات لاستقبال موسم الاصطياف هذه السنة، طبعتها أجواء استثنائية، غلب عليها الخوف والقلق من المصير المجهول والمستقبل الغامض، حيث أن المدن الساحلية التي تكبدت خسائر بسبب توقف الحركة التجارية منذ شهر مارس، بعد تطبيق الحجر الصحي، ترتقب حدوث الأسوء، مع احتمال استمرار الحجر الصحي خلال الصيف، الذي علق عليه التجار آمالا كبيرة لإنقاذ مصدر رزقهم، والإبقاء على اليد العاملة، وتسديد الديون العالقة، مع تمكينهم من دفع تكاليف الكراء وغيرها من المصاريف التي تزداد يوما بعد يوم، وسط تعليق النشاط التجاري.

فيما دعا الوالي محمود جامع رؤساء الدوائر ومسؤولي القطاعات، إلى وضع مخطط نشاط يسمح بالتحضير لموسم الاصطياف، كما شرعت السلطات المحلية بالمدن الساحلية، على غرار أزفون وتيقزيرت وأيت شافع، بالتحضير لافتتاح الموسم الذي قد يعرف تأجيلا لعدة أيام، لكن سيكون أكيدا في حال سجلت الأوضاع الصحية للبلاد تحسنا، لاسيما أن المؤشرات تبشر بتراجع حالات الإصابة بالفيروس، وتسجيل صفر وفاة.

أكد رؤساء البلديات الساحلية، الشروع في التحضيرات رغم مخاطر وباء ”كورونا”، استعدادا لأي وضع مبشر في الأفق بنهاية الكابوس على الأقل، مما يسمح بإنقاذ النشاط التجاري وفتح المجال للمواطنين للاستجمام والترفيه عن النفس، التي ضاقت وتعبت من سجن المنازل والجدران التي تحاصرها منذ أزيد من شهرين، في حين أعلنوا عن أنهم في وضعية لا يمكن فهمها أو توضيحها بالنظر إلى المستقبل المجهول، الذي يحمل الكثير من الخوف والقلق من عودة موجة جديدة من الوباء، غير أنهم متفائلون بتغير الأوضاع للأحسن. 

ذكر مصدر من بلدية تيقزيرت، أن بقاء المحلات مغلقة، وتراجع النشاط التجاري، كبد خسائر كبيرة للتجار، وأن استمرار الحجر الصحي ينبئ بوضع كارثي بالنسبة للحركة التجارية في هذه المدينة، التي تعيش على السياحة بالدرجة الأولى، مؤكدا أن البلدية تستقبل يوميا شكاوى التجار وإلحاحهم على إيجاد حلول منقذة، من جهة، ومن جهة أخرى، عجز البلدية وخوفها، خاصة بعدما كانت إحدى بؤر الفيروس، بسبب تسجيل دائرة تيقزيرت لعدد من الحالات المصابة ببلدية إفليسن، علما أنها شفيت كلها وزال الخطر نهائيا. أكد مصدر آخر ببلدية أزفون، أن موسم الاصطياف هو الوحيد الذي يمكنه إنقاذ التجار من الإفلاس، لكن الأولوية تكون، حسبه، للصحة العمومية، على اعتبار أن اتخاذ أي قرار غير مدروس، يمكن أن يدخل البلاد في دوامة لا مخرج لها، خاصة بعد بداية استقرار الأوضاع، موضحا أن الفصل في هذا الموضوع، تحدده الأيام المقبلة التي تفصلنا عن حلول الموسم، مضيفا أن التحضيرات جارية بالتنسيق بين عدة جهات وقطاعات، تجسيدا لتعليمات الوالي وقطاع السياحة.


الغرفة الفلاحية: خرجات لتشجيع تربية البقر

برمجت الغرفة الفلاحية لولاية تيزي وزو، سلسلة من الخرجات الميدانية لإسطبلات ومستثمرات فلاحية متخصصة في تربية البقر عبر إقليم الولاية، حيث أن المبادرة التي تدخل في إطار تشجيع الإنتاج المحلي وتثمين تربية أبقار التسمين، سمحت بالاطلاع على انشغالات المربين والعراقيل التي تواجههم، في مسعى لمد يد العون والمساعدة لإيجاد الحلول، بغية ترقية هذا المجال وتطوير الإنتاج الحيواني.                                                                                  

الخرجات التي يقودها حميد سعيداني، رئيس الغرفة الفلاحية لتيزي وزو، رفقة رئيس المجلس المهني للحليب وإطارات الغرفة، تدخل في إطار نشاطات الغرفة الرامية إلى مرافقة ودعم الفلاحين في جميع الأنشطة والمجالات الفلاحية، منها فرع تربية بقر التسمين، حيث افتتحت الخرجات ببلدية فريحة، وزار مسؤولو الغرفة مستثمرة فلاحية تضم 30 بقرة تسمين للمستثمر الشاب رشيد ايقر، الذي لا يتوقف طموحه في توسيع مجال التربية، على اعتبار أنه يبحث عن شركاء جدد وقطع أرض لتطوير وتجسيد استثماراته.

في إطار تشجيع الإنتاج المحلي، وتثمين تربية بقر التسمين، نظمت الغرفة زيارة ميدانية أخرى نحو مستثمرة فلاحية للمربيين الشابين منوار وايغور ببلدية بوزقان، حيث تصل قدرة استيعابها 150 رأس بقر للتسمين، وأظهرا جهدهما في مجال التربية البقر، كمثال يحتاج للدعم والمرافقة، كما مس برنامج الزيارات الميدانية مستثمرة فلاحية ملك للفلاح أيت رمضان، الواقعة بقرية امالوسن ببلدية تيميزار، التي تضم 600 رأس بقر للتسمين.

خلال مختلف الخرجات المنظمة، تبين أن أغلب الانشغالات المطروحة من طرف المربين، انصبت على مجموعة من النقاط، منها أسعار الأعلاف المرتفعة، مشكلة التسويق، إضافة إلى نقص العقار الفلاحي، وغيرها من المشاكل والصعوبات التي تواجه المربين، التي أكدت الغرفة الفلاحية لتيزي وزو استعدادها للعمل على إيجاد حلول لها، تسمح بترقية مجال التربية والرفع من الإنتاج المحلي.

لقيت هذه المبادرة ترحيبا كبيرا وواسعا من طرف الفلاحين المربين الشباب، الذين أبدوا حاجتهم للمرافقة والمساندة، للمضي في هذا المجال، بغية ضمان نجاحه والمساهمة في تطوير والرفع من الإنتاج المحلي، عبر توفير اللحوم الحمراء، والتي تعد من المشاريع الاستثمارية الكبيرة التي أخذت تجلب اهتمام الشباب مؤخرا بتراب الولاية.