تسجيل حالات اقتحام للمساكن المرحل أصحابها

السلطات المحلية مطالبة بحماية البنايات الشاغرة

السلطات المحلية مطالبة بحماية البنايات الشاغرة
  • القراءات: 1195
رشيد.ك رشيد.ك
تتعرض العديد من المساكن الهشة التي تم ترحيل شاغليها، جراء زلزال أوت الجاري إلى سكنات لائقة، لموجة ”احتلال” من طرف عائلات أخرى، بهدف الاستفادة من شقق جديدة ببلدية باب الوادي، لاسيما ببلدية القصبة التي تحوي ”دويرات” مشيدة منذ العهد العثماني، يحدث هذا في ظل تمكّن الجهات الوصية من تأمين هذه المواقع التي لا يمكن هدمها، على غرار مواقع البيوت القصديرية، وحسب بعض السكان المجاورين للبنايات المرحل أصحابها، فإن الأمور لا تبعث على الارتياح، بالنظر للأشخاص الغرباء والعائلات التي تعمل على استغلال هذه المواقع الهشة المهددة بالانهيار والمحفوفة بالمخاطر.
بعد أن قامت مصالح ولاية الجزائر بترحيل العائلات القاطنة بالبنايات الهشة على مستوى بعض البلديات التي تحوي نسيجا عمرانيا قديما يعود إلى العهدين العثماني والفرنسي، طفا على السطح مشكل آخر يتمثل في عدم تأمين المساكن التي تم إخلاؤها من شاغليها ضد عمليات الاستغلال غير الشرعي من طرف عائلات وأشخاص غرباء، وتحدثت مصادر لـ«المساء”، عن اقتحام أزيد من خمس عائلات للمساكن الشاغرة بـ 2 شارع عبد القادر ميسوم، ومثلها بباب الوادي والقصبة، فيما تبقى البنايات بمواقع أخرى في غير مأمن من عمليات الاقتحام، إذا لم تقم السلطات المحلية بحراستها إلى غاية هدمها واستغلال أوعيتها العقارية، وعبرت بعض العائلات غير المرحلة بـشارع عبد القادر ميسوم عن مخاوفها من دخول بعض الشبان الغرباء إلى المساكن الشاغرة والإيواء بداخلها، قصد إرغام السلطات المحلية على منحهم سكنات جديدة، وتخشى العائلات أن تزداد حالات الاقتحام لهذه المساكن المهددة بالانهيار، التي رحل أصحابها في انتظار تسوية وضعية العائلات المتبقية التي أودعت بهذا الشأن طعونا على مستوى الدائرة الإدارية لباب الوادي وبلدية القصبة.
بعد الترحيل القصدير ينمو من جديد بـ”دويرات” القصبة
ويرى الباحث والمكلف بالاتصال بمديرية ديوان تسيير القطاع المحمي لقصبة الجزائر العاصمة، السيد محمد بن مدور، أن عمليات الترحيل التي تقوم بها مصالح ولاية الجزائر لن تثمر ما لم تتخذ السطات الوصية احتياطاتها اللازمة بترحيل شاغلي البيوت الهشة بالقصبة العتيقة واستعادة المساكن لجعلها مكانا سياحيا، وتحدث المصدر عن أزيد من 45 حالة بناء سكنات قصديرية بمختلف شوارع القصبة، مثل سيدي بن علي التي غلقت عدة منافذ بستائر قماشية وشيدت بيوتا قصديرية، منها 19 عائلة بشارع الإخوة مشري بعد زلزال أوت الجاري الذي تلاه ترحيل عائلات إلى سكنات جديدة، كذلك الحال بالنسبة لعائلات أخرى بحي عبد الرحمن بوصورة وسيدي إدريس حميدوش، لذلك دق محدثنا ناقوس الخطر، مطالبا المصالح الولائية وقطاع الثقافة بالتدخل لحل مشكل النسيج العمراني العثماني المصنف ضمن التراث العالمي، وعدم اعتباره مساكن هشة يتم هدمها فيما بعد، وأكد السيد بن مدور أن دويرات القصبة لا يوجد من يحرسها وهي معرضة للاقتحام في أية لحظة، وفي رأيه يكمن الحل في إخلاء كل الشاغلين والتدقيق في أصحاب الأملاك بالقصبة لتمييز الغرباء.
وفي ظل هذه الوضعية، تبقى المصالح الولائية مطالبة بضمان حماية المساكن الهشة من الاقتحام، حيث تم إخلاؤها من شاغليها بمختلف البلديات، كبولوغين، باب الوادي، واد قريش، بلوزداد، القبة، الجزائر الوسطى والرايس حميدو.