سكيكدة
الشروع في إعادة تأهيل بنايات شارع الأقواس نهاية أكتوبر
- 707
تتواصل بولاية سكيكدة منذ 24 جويلية الأخير من السنة الجارية، الدراسة المتكاملة لمشروع إعادة تأهيل البنايات القديمة بعاصمة "روسيكادا"، والتي تشمل 127 بناية ممتدة على طول شارع ديدوش مراد المعروف باسم شارع "الأقواس"، والتي تضم 604 مسكن و350 محل تجاري، موزعة على 24 حصة، على أن تنطلق أشغال إعادة التأهيل نهاية شهر أكتوبر المقبل، وتضم 3 حصص كشطر أول، بها 52 مسكنا، و32 محلا تجاريا، بعد أن حُددت مدة الإنجاز بـ 4 أشهر، حسب المدير العام لديوان الترقية والتسيير العقاري للولاية.
واعتبرت والي سكيكدة حورية مداحي عند معاينتها المدينة القديمة بما فيها شارع "الأقواس"، أن العملية تهدف إلى إعادة تأهيل ورد الاعتبار للنسيج العمراني للمدينة التاريخية، ومنه استرجاع الطابع الحضري لمدينة سكيكدة، مع الحفاظ على خصوصية الطابع المعماري للمدينة، مؤكدة على إلزامية العمل بنظام المناوبة (3×8)، قصد التسريع من وتيرة الأشغال، ومنه إنهاؤها وفق الآجال التعاقدية المحددة، مشددة على ضرورة الحرص على سلامة السكان، واحترام الطابع العمراني المميز للبنايات، مع مراعاة الجانب الجمالي للمدينة باستعمال المواد المناسبة، وطريقة عمل محكمة.
وعند استماعها لانشغالات بعض المواطنين وقاطني البنايات وكذا ممثلين عن التجار وأصحاب الحرف، قدّمت مداحي لهم كل الضمانات التي تسمح لهم بمزاولة نشاطهم التجاري.وبالموازاة مع ذلك، طلبت منهم المشاركة، ومد يد المساعدة، والتحلي بروح المواطنة والصبر؛ لإنجاح سير أطوار هذه العملية في أحسن الظروف.
للإشارة، مرت عملية إعادة تأهيل البنايات القديمة بمدينة سكيكدة على مراحل، منها مرحلة التشخيص وإجراء الخبرة من قبل هيئة الرقابة التقنية، حيث سُخر 35 مهندسا من 12 ولاية، وهي الطارف، وعنابة، وقالمة، وخنشلة، وميلة، وجيجل، ومسيلة، وسطيف، وقسنطينة، وتيزي وزو، وبجاية وسكيكدة، تلتها عملية تعيين مكتب الدراسات الذي يقوم باستغلال نتائج وتقارير التشخيص المعدة من قبل هيئة الرقابة التقنية، ممثلة في مركز التشخيص والخبرة لإعداد دفتر الشروط الخاص بإنجاز الأشغال وإعادة التأهيل، لتنطلق، بعدها، مرحلة اختيار المقاولات والحرفيين لبدء الأشغال.
للتذكير، استفادت مدينة سكيكدة سنة 2014، من مشروع ترميم المدينة القديمة في واحد من بين أكبر المشاريع التنموية التي استفادت منها الولاية، نظير المبلغ المالي المعتبر الذي خُصص له آنذاك، 1.5 مليار د.ج، لإعداد دراسة علمية دقيقة لـ 127 بناية قديمة، تضم في مجملها 604 مسكن، مقسمة إلى 24 حصة أُسندت لمكتب "آكويدوس" الجزائري - الإسباني. وعلى ضوء تلك الدراسة، خضعت بنايات المدينة القديمة للترميم تماما. كما رُممت مدينة برشلونة بإسبانيا، خاصة أن مدينة سكيكدة متفردة وطنيا بطابعها المورسيكي العربي الأوروبي.
وفي نهاية سنة 2016، انطلقت الأشغال بعد أن سُخرت لها إمكانات كبيرة. واستغرقت الدراسة 15 شهرا. ومست ما يقارب 80 ألف متر مربع من المباني القديمة المتواجدة بالشارع الرئيس "ديدوش مراد"، أو ما يُعرف بشارع "الأقواس". كما مكّنت من إعطاء تقييم شامل عن كل بناية ستخضع لعملية ترميم الأجزاء الأكثر تضررا، باستعمال تقنيات متطورة جدا وعالية.
وبعد أشهر من الدراسة، تم الشروع في أولى العمليات الاستعجالية، المتمثلة في تأمين البنايات المهددة بالانهيار؛ بغرض حماية المواطنين والسكان والتجار مما قد يتعرضون له بفعل الانهيارات المفاجئة التي قد تحدث، لتليها عملية ترميم المباني المعنية، حسب دفتر شروط، مع أخذ بعين الاعتبار، المحافظة على الطابع المعماري للبنايات، لكن بعد الانتهاء من ترميم الجزء الأول من الحصة 14 لبنايات سكيكدة العتيقة، والتي مست 4 عمارات تضم في مجملها 19 مسكنا، و16 محلا تجاريا أُسندت لمؤسسة محلية مؤهلة؛ إذ تَقرر بطلب من مصالح الولاية، إعادة إخضاع أكثر من 250 عمارة مصنفة في الخانة الحمراء، لخبرة ثانية أُسندت للهيئة التقنية لمراقبة البنايات للشرق، مع العلم أن نفس العمارات سبق لها أن خضعت للخبرة الأولى من قبل مكتب الدراسات الجزائري الإسباني "آكويدوس". وكان الغرض من إعادة إجراء تلك الخبرة، معرفة السكنات المهددة فعليا، بالانهيار، حتى يتم التكفل بالعائلات في إطار عملية الترحيل التي أطلقتها السلطات المحلية منذ أكثر من سنة، والتي مست قاطني سكنات المدينة القديمة المصنفة في الخانة الحمراء.
ولأسباب ما قرر مكتب الدراسات الأجنبي التخلي عن التزاماته؛ مما دفع بمصالح الولاية سنة 2022 وأمام التأخر الكبير الذي يعرفه مشروع ترميم المباني المدينة القديمة بسكيكدة، توجيه إعذار أخير لمكتب الدراسات الأجنبي المكلف بإعداد الدراسة الخاصة برد الاعتبار؛ قصد إلزامه بالشروع حالا، في إتمام عمله، خصوصا من الجانب المتعلق بالدراسة التقنية، التي تعرف تأخرا كبيرا، قبل اللجوء إلى فسخ العقد، وإسناده لمكتب دراسات آخر.