يشتكي سكان حي الشهيد "تليلاني عمار" المتواجد على بعد 7 كلم من مقر بلدية ابن زياد بقسنطينة، أو ما يُعرف بقرية العناب، من أزمة حادة في التزود من مياه الشرب، تزامنت مع فصل الصيف، الذي عرف، هذه السنة، ارتفاعا قياسيا في درجات الحرارة مقارنة بالسنوات الفارطة؛ حيث يطالب سكانه بإيجاد حل لهذا المشكل، وتوفير لهم حصة من الماء على غرار باقي أحياء البلدية.

تساءل سكان الحي عن سبب عدم إدراجهم ضمن الأحياء والمشاتي التي استفادت، مؤخرا، من مشروع التزويد بالمياه الصالحة للشرب، والبالغ عددها 7 أحياء ومشاتٍ، انتهت معاناتها مع أزمة الماء، مؤكدين أن معاناتهم في توفير هذه المادة الحيوية، تضاعفت مع حلول فصل الصيف، خاصة في ظل الحرارة الكبيرة التي يحتاج فيها كل منزل، إلى كميات كبيرة من الماء، سواء للشرب أو للغسيل. وأكد سكان هذه المشتة أنهم يضطرون لقطع مسافات معتبرة، من أجل الحصول على الماء انطلاقا من المنابع المجاورة، والتي تلبي حاجياتهم بنسبة 100 ٪. كما طرح بعضهم قضية غياب تحاليل، من قبل مكاتب النظافة التابعة للبلدية، هذه المنابع، وهو الأمر الذي يشكل، حسبهم، خطرا على صحتهم، خاصة في حال تلوث مياه أحد المنابع؛ سواء بمواد كيمائية، أو بجراثيم وطفيليات.

وأوضح قاطنو المنطقة أن هناك عددا معتبرا من السكنات تضم أعدادا كبيرة من الأفراد داخل المشتة. وهناك منازل تضم عائلتين و3 عائلات، بسبب زواج الأبناء وبقائهم في البيت العائلي، وهو الأمر الذي يجعل الطلب على الماء، حسبهم، يتزايد من سنة إلى أخرى، خاصة أن السلطات المحلية، يضيفون، "تعلم بمعاناة المشتة مع أزمة الماء منذ سنوات، ولم تحرك أي ساكن من أجل وضع حد لهذا الوضع".

وتساءل عدد من قاطني هذا التجمع السكني الذي يقع بأعالي بلدية ابن زياد، عن سبب عدم برمجة مشاريع جديدة من قبل المجلس الشعبي البلدي، متعجبين من احتلال البلدية المركز التاسع على مستوى الولاية من بين 12 بلدية، من حيث استهلاك وصرف مستحقات المشاريع التنموية، التي جاءت من أجل رفع الغبن عن المواطن البسيط، والتخفيف، على الأقل، من معاناته، خاصة في مثل هذه المناطق النائية والبعيدة عن المحيط الحضري.

البلدية تتحرك..

ومن جهتها، أكدت مصادر من بلدية ابن زياد أن هناك مساعيَ من أجل القضاء على أزمة العطش بحي الشهيد "تليلاني عمار"؛ من خلال تسجيل مشروع نقب بمنطقة عين التراب التي تبعد بحوالي 2 كلم عن مشتة العناب. وتم في هذا الصدد، مراسلة مديرية الموارد المائية في ظل وجود زاوية ميل، تسمح بوصول الماء في المنحدر، وتسهل عمل المضخة أو ما يُعرف بخاصية التنقل الجاذبي. وحسب نفس المصادر، فإن البلدية في انتظار تسجيل هذا المشروع، وضعت برنامجا لتزويد قاطني هذا التجمع السكاني بالمياه الصالحة للشرب انطلاقا من الينابيع المراقبة عبر شاحنات مزودة بصهاريج، في ظل عودة الماء إلى عدد من الينابيع التي جفت من قبل بهذه المنطقة، بعد كميات المياه المعتبرة للأمطار التي تساقطت خلال الأشهر الفارطة.