أمام تراجع منسوب سدي الموان وعين زادة

العطش يهدد سكان سطيف والعلمة

العطش يهدد سكان سطيف والعلمة
  • 2242
❊منصور حليتيم ❊منصور حليتيم

علمت "المساء" من مصادر في قطاع الموارد المائية بسطيف، أن مخزون المياه الصالحة للشرب الخاص بالولاية، ومدينة العلمة، ثاني أكبر تجمع سكاني، قد لا يتعدى الشهرين من الزمن ـ حسبما أفادت به مراسلة الوكالة الوطنية للسدود ـ وهو ما ولد تخوفا كبيرا لدى المسؤولين على القطاع، ويوحي إلى أن سكان المدينتين مقبلون على أزمة عطش كبيرة في حال استمرار شح السماء، وتأخر في الربط بمشروع التحويلات الكبرى الذي يعول عليه لمواجهة أزمة العطش بالمنطقة.

تفيد بعض المعطيات والإحصائيات، أن ولاية سطيف مقبلة على أزمة عطش حادة، لاسيما عبر أكبر مدنها، على غرار عاصمة الولاية والعلمة، وأثارت معلومات تسربت وسط سكان المدينتين مخاوف كبيرة، في ظل انخفاض منسوب مياه سدي واد زادة والموان، الذين يعدان الممونين الرئيسيين لهاتين المدينتين المقبلتين على أزمة مياه شرب حادة، بعد أقل من شهرين، على أقصى تقدير، حسبما استقيناه من معلومات.

استنادا للمصادر، فإن انخفاض مخزون المياه يعود بالدرجة الأولى إلى تأخر سقوط الأمطار التي تعد المصدر الرئيسي لسدي عين زادة ووادي البارد، بالإضافة إلى تأخر عملية الربط بمشروع التحويلات الكبرى التي كان يعول عليه كثيرا مسؤولو القطاع بالولاية، للقضاء على أزمة العطش.

لمواجهة الأزمة، وضعت مصالح مديرية "الجزائرية للمياه"، برنامجا استعجاليا يقضي بتعديل عملية التوزيع تحسبا لأي طارئ من شأنه الانعكاس على السكان، فيما دعت إلى ترشيد استهلاك ما تبقى من المياه بسد الموان وعين زادة، من خلال وضع برنامج لتزويد سكان سطيف والعلمة مرة كل ثلاث أيام،  وسكان بلديتي بوقاعة وبني وسين بالجهة الشمالية الغربية مرة كل أربع أيام، وعين أرنات مرة كل يومين، لأن كمية المياه المتوفرة حاليا لا تزيد عن مليون متر مكعب، وبعملية حسابية لا تكفي متطلبات السكان لمدة شهرين لا أكثر.

لعل ما زاد الطين بلة، تزامن أزمة العطش مع إقدام المسؤولين بالولاية على عملية توزيع حصة بألفي سكن من صيغة "عدل"  بمدينة العلمة، كان برمج تزويدها من سد ذراع الديس، غير أن هذا الأخير لا يزال عبارة عن ورشة لم ير النور بعد، مما أجبر القائمين على قطاع المياه بالمنقطة على ربط السكنات الجديدة بالشبكة القديمة مع رفع طاقة الضخ إلى 4000 متر مكعب من سد الموان، كإجراء استثنائي. كانت السلطات المحلية تعول كثيرا على مشروع التحويلات الذي يبقى الحل الوحيد لتجاوز الأزمة، بتزويده سدي ذراع الديس والموان، حيث تقدر طاقة استيعابه بـ198 مليون متر مكعب، ويتم جلب مياهه من سد "إيغيل امدان" بدائرة خراطة في بجاية، عبر قناة رئيسية طولها حوالي 22 كلم، ثلاث محطات ضخ بقدرة 6000 لتر، ستمسح بتموين 12 بلدية متواجدة بوسط غرب وجنوب الولاية، يقدر معدل سكانها مليون نسمة إلى غاية آفاق 2045،غير أن التأخر الحاصل في أشغاله بسبب عدة عراقيل، حال دون ذلك.