شركة سباق الخيل والرهان المشترك بزموري

العمال بدون رواتب ويطالبون بتحقيق معمق في التسيير

العمال بدون رواتب ويطالبون بتحقيق معمق في التسيير
  • 919
حنان سالمي حنان سالمي

يطالب عمال شركة سباق الخيل والرهان المشترك الكائنة بزموري ولاية بومرداس، بحقهم في دفع رواتبهم المتأخرة منذ افريل المنصرم، وقالوا في حديث لـ«المساء" بأن أوضعاهم الاجتماعية قد تدهورت كثيرا بفعل الحجر الصحي وتجميد صب الأجرة منذ حوالي 6 أشهر، دون أن تتدخل الجهات المختصة، التي طالبوا منها فتح تحقيق معمق فيما أسموه بـ«سوء التسيير".

تنقلت "المساء" إلى ميدان سباق الخيل "الأمير عبد القادر" بزموري بعد اتصال عمال بها يشتكون الحالة المزرية التي آلت إليها أوضاعهم لاسيما اجتماعيا بعد تجميد رواتبهم منذ إقرار تدابير الحجر الصحي، حيث قال كل من محمد تاغزولت وناصر شاطري، وهم عونا حراسة، أنهما لم يتقاضيا أجورهما منذ حوالي 6 أشهر، ما ترتب عنه تدهور كبير لوضعهما الاجتماعي، وهو نفس ما اعترف به لنا بقية العمال وعددهم حوالي 30 عاملا أجمعوا على أن المديرية العامة قد تخلت عنهم وتركتهم وذويهم لمصيرهم، حيث تحدثوا بتأثر شديد عن صعوبة الفترة التي قضوها دون أدنى دخل طيلة الحجر الصحي، وتوالي المناسبات الدينية كشهر رمضان وعيديّ الفطر والأضحى المباركين وكذا تراكم الفواتير وقريبا الدخول المدرسي وما يتطلبه من مصاريف.

فيما تساءلوا عن أسباب عدم استفادتهم من المنحة الوطنية للتضامن التي أقرها رئيس الجمهورية للتقليل من تداعيات الحجر الصحي بسبب فيروس كورونا، ولفتوا إلى أن المراسلات العديدة الموجهة إلى المديرية العامة الكائنة بالخروبة بالعاصمة وكذا إلى وزارة الفلاحة باعتبارها الوصية على شركة سباق الخيل والرهان المشترك التي بقيت حسبهم- دون أي رد، في حين أكد عامل في هذا الصدد، انه تم إرسال قرابة 35 مراسلة من أجل صب الرواتب الشهرية أو صرف منح تعويضية لهم.

في هذا السياق، قال خليل صحراوي رئيس المصلحة التقنية بالشركة المذكورة بزموري، بأنه لابد من إعادة هيكلة الشركة "التي لا يُعرف رأس مالها لأنه غير مُعلن عنه"، ودعا المتحدث وزارة الفلاحة باعتبارها الجهة الوصية إلى "فتح تحقيق معمق حول التسيير الإداري للشركة خلال السنوات الأخيرة، حيث كانت تدر أرباحا طائلة ولكنها أضحت في الفترة الأخيرة تعاني عجزا ماليا وهو في تناقض واضح، انعكس سلبا علينا كعمال وحتى على الوضع العام للشركة".

أما عن الشركة، فقد عدّد العمال محدثيّ "المساء" نقائص عديدة على غرار نقص الإنارة العمومية واهتراء الطرق داخل الشركة الكائنة بمدخل غابة زموري المتربعة على 87 هكتارا، وكذا نقص عمال الصيانة والحراسة ناهيك عن تراجع الهدف الرئيسي من إنشاء هذه الشركة أواخر ثمانينات القرن الماضي، والذي لخصه خليل صحراوي في المساهمة في تربية الخيول وتوليدها أيضا، وعلى رأسها الخيول العربية الأصيلة والخيول الانجليزية الأصيلة وكذا الخيل الانجليزي المولود والمُربى بالجزائر، الذي أكد بشأنه ذات المتحدث انه انقرض كلية هنا (أي بميدان زموري) مرجعا السبب إلى سوء برمجة سباقات خاصة بهذا النوع من الخيول ثم انعدامها لاحقا. كما لفت أيضا إلى اندثار خيول الخِبب (المختصة في السباق بالعربات) لذات السبب، ما انجر عنه حسب صحراوي- تراجع الصيت الدولي لميدان سباق الخيل لزموري، وتراجع مشاركة الجزائر في تظاهرات رياضية مماثلة لاسيما في اسبانيا، فرنسا وايطاليا وحتى ببلدان المغرب العربي.

غير أن الصورة لا تبدو قاتمة بالنسبة للعمال الذين اقترحوا بالمقابل حلولا يرونها مناسبة لترقية الشركة والعودة بالجزائر إلى مصاف المسابقات الدولية، حيث يرى صحراوي أن إلحاق شركة سباق الخيل والرهان المشترك بوزارة المالية يكون أحسن. الى جانب منح الاستقلالية المالية للشركة بما يساهم في تحسين وضعها. دون إغفال إعادة بعث مشروع الرقمنة الذي يساهم بشكل كبير في القضاء على التلاعبات من أي شكل كانت، بما فيها غلق شبابيك بيع التذاكر في وقت محدد لقطع الطريق على المتلاعبين ممن يتحينون آخر اللحظات للمراهنة على الخيول الفائزة بتواطؤ مع البعض، يضيف خليل صحراوي الذي يعمل بالشركة منذ 28 سنة، مبديا أمله في أن تصغي الجهات المختصة لنداءات العمال ومطالبهم لإعادة مجد ميدان سباق الخيل وصيت الجزائر دوليا.