أسعار الأضاحي
الغلاء وراء تردد المضحين
- 2018
تقترح نقاط بيع الأضاحي المنتشرة بكثرة على مستوى العاصمة، بمناسبة اقتراب عيد الأضحى، أسعارا تتراوح بين 35 و90 ألف دينار، على المواطنين الذين يتردد الكثير منهم عن الاقتناء، مفضلين انتظار انخفاض الأسعار مع اقتراب العيد، وقد أرجع باعة الماشية ارتفاع الأسعار إلى غلاء العلف وتكلفة نقل الماشية، رغم وفرة العرض الذي يميز السوق هذه السنة.
فضل عمر، بائع، عرض ماشيته على حافة الطريق الرابط بين أولاد فايت وبابا احسن، غرب العاصمة، رفقة مجموعات أخرى من الكباش وضعت داخل سياج، وحسب المتحدث الذي يعمل بمطبعة طيلة السنة، يقوم بتحويل نشاطه منذ بضع سنوات، عند اقتراب عيد الأضحى إلى بائع كباش، حيث قال ”جئنا بهذه الكباش من ولاية تيارت على مستوى بلدية سوقر”، وحسبه، فإن نقل الماشية من تيارت نحو العاصمة تم ”على ما يرام”، خلافا للسنوات الماضية التي عرفت توقيف الشاحنات على مستوى حواجز الدرك الوطني، لمراقبة شهادات الأطباء البيطريين، مضيفا أنه ”يطلب منا عادة تقديم رخصة مسبقة لنقل الماشية من ولاية إلى أخرى، غير أنه استطاع الحصول على شهادة لدى بيطري خاص”.
من جهة أخرى، أشار المتحدث إلى غلاء سعر نقل الماشية، حيث دفع مبلغ 20 ألف دينار لنقل عشرين رأسا فقط من سوقر إلى العاصمة، كما أوضح أن هذه العملية ستتم عدة مرات قبل حلول يوم العيد، خاصة إذا كانت الطلبات في الموعد. وحسب تصريحات عمر، فقد انعكس الأمر ”بشكل معتبر” على السعر النهائي لكباشه، معترفا أن أسعارها ليست في متناول الكثير من العائلات.
أسعار الكباش الضخمة تصل إلى 12 مليون سنتيم
أما في وسط العاصمة، وبالضبط بحي باب الوادي، اقتربنا من أحد الباعة الذي قال إنه زار في الأسابيع الأخيرة، العديد من الولايات المعروفة بتربية الغنم، حيث لاحظ هذه السنة ”وفرة كبيرة” في الماشية، ولم يستطع هذا البائع، وهو متقاعد من قطاع السكك الحديدية، تفسير غلاء أسعار الأضاحي التي يبيعها الموالون بسعر الجملة، رغم أن العرض أكثر من الطلب. في سوق التجزئة، يعرض حمو خروفا عمره 7 أشهر بسعر 32 ألف دينار، بينما قد يصل سعر الكباش التي يفوق عمرها ثلاث سنوات ومعلفة جيدا 100 ألف دينار، حيث قال ”مع اقتراب العيد، نحاول أن نعرض أسعارا جيدة”، موضحا ”هذا الكبش بـ 90 ألف دينار من سلالة أولاد جلال”. ولتبرير السعر، أشار إلى أن ثمن حزمة التبن يتراوح حاليا بين 600 و1.200 دينار، بينما يتراوح سعر القنطار من الشعر بين 2.500 إلى 4 آلاف دينار، كما أن سعر نخالة الشعير تضاعف من 1.600 دج إلى 3 آلاف دينار حاليا، وببلدية الشراقة التقينا مع بشير، أحد باعة الأضاحي، الذي قال إن الطاعون الذي تسبب في نفوق المجترات الصغيرة أدى إلى ارتفاع الأسعار هذه السنة، معربا عن استيائه من عدم توافد الزبائن الذين عادة ما ينتظرون الأيام الأخيرة لشراء الأضاحي، ورفض بشير عرض أحد الزبائن المقدر بـ 110 آلاف دينار لأحد الكباش، محددا له سعر 120 ألف دينار، مضيفا بالقول ”إن بعض الماشية التي نعرضها للبيع أتينا بها من مزرعتنا العائلية بالبيرين (الجلفة)، وأخرى اشتريناها من موالين آخرين”.
للتذكير، حددت مصالح ولاية الجزائر 128 موقعا مرخصا لعملية بيع الأضاحي، عشية حلول عيد الأضحى المبارك، موزعة عبر 42 بلدية بالولاية، فيما تم تسخير قرابة 150 طبيبا بيطريا للإشراف على عمليات النحر وسلامة الأضاحي.