فيما دعا اتحاد التجار لترشيد الاستهلاك

الفيدرالية الوطنية تؤكد وفرة اللحوم الحمراء بأنواعها في رمضان

الفيدرالية الوطنية تؤكد وفرة اللحوم الحمراء بأنواعها في رمضان
  • 470
استطلاع: نسيمة زيداني استطلاع: نسيمة زيداني

❊ لن تكون هناك ندرة في اللحوم الحمراء 

❊ استيراد 13 ألف طن من اللحوم الحمراء لاستقرار السوق

❊ دعوة والي العاصمة لتجسيد مشروع سوق اللحوم بالجملة

أكد رئيس الفيدرالية الوطنية للحوم الحمراء، مروان خير لـ " المساء"، أن الوفرة ستكون موجودة في شهر رمضان، وطيلة الأيام المقبلة؛ بفضل عمليات الاستيراد المتواصلة التي انطلقت منذ أكتوبر 2023، موضحا في نفس الوقت، أنه لن تكون هناك ندرة في كل أنواع اللحوم، داعيا المواطن لترشيد الاستهلاك. كما أشار إلى أن الجزائر تستعد لاستيراد 13 ألف طن من اللحوم الطازجة، ودون عظام، إلى جانب الأغنام المذبوحة؛ لتحقيق الاكتفاء في الشهر الفضيل. 

وأوضح مروان خير أن المواطن أصبح يقتني اللحوم الحمراء في أريحية تامة وغياب الطوابير؛ بفضل الوفرة، وتسقيف الأسعار. ويبقى المشكل الوحيد الذي يعاني منه السوق، هو ارتفاع أسعار اللحوم المحلية، مشيرا إلى أن قرار استيراد رؤوس المواشي وذبحها بالجزائر، يهدف إلى كسر الأسعار. ورغم استيراد كميات كبيرة من اللحوم وطرحها بأسعار تتراوح ما بين 1200 دج و1350 دج للكلغ، إلا أن أسعار اللحوم المحلية لاتزال مرتفعة جدا؛ الأمر الذي جعل الدولة تتدخل.

ومن المنتظر أن تجتمع وزارتا الفلاحة والتجارة مجدّدا مع المستوردين والمهنيين في الأيام القادمة، لمناقشة كل التفاصيل المتعلقة بهذه العملية قبل منح رخص الاستيراد.

وشدد رئيس الفيدرالية الوطنية للحوم الحمراء، على ضرورة استيراد المواشي الموجهة للذبح؛ من أجل خلق منافس حقيقي، وملء الأسواق الاسبوعية لضمان الوفرة، موضحا في نفس الوقت، أن العجول الموجهة للتسمين تتطلب 6 أشهر على الأقل، لتكون جاهزة، ولا يمكن الاعتماد عليها في رمضان؛ لذا لا بد من استيراد الأغنام الحية، حسب تأكيده. كما إن هذه العملية، وفق المتحدث، من شأنها توفير مناصب شغل لليد العاملة، وإحداث ديناميكية في السوق، والاستفادة من الجلود وأحشاء الخروف. وتطالب كفيدرالية اللحوم الحمراء بالاستيراد بكثافة على المدى القريب والمتوسط. 

وقال مسؤولها: "نتمنى أن يكون استيراد المواشي الحية المقرر بداية السنة الجارية، بكثافة؛ لتحقيق الاكتفاء طيلة السنة...".

كما أكد مروان خير على ضرورة القيام بدراسة حول المنتوج المحلي؛ لتحديد مكامن الخلل؛ بإقحام أهل الاختصاص لتشخيص الداء، وإيجاد الحلول اللازمة، موضحا أن المواشي تعاني في هذه الفترة، من مرض الحمى القلاعية، وأنه تم إغلاق بعض الأسواق؛ ما تَسبب في تذبذب في الأسعار بسبب قلة العرض.

كما جدد رئيس فيدرالية اللحوم الحمراء، نداء إلى والي العاصمة محمد عبد النور رابحي، للنظر في مشروع إنجاز سوق جملة خاصة باللحوم الحمراء. وقال إن مثل هذه المشاريع استثمار حقيقي يدعم الخزينة العمومية، ممثِّلا بسوق الحراش الذي ينشط منذ 2016، ويُعد، حسبه، أكبر استثمار؛ لما يحققه من مداخيل؛ لذا "نطالب بسوق جديدة" ، قال. 

اتحاد التجار يدعو لترشيد الاستهلاك

ومن جهته، أكد مصدر من الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، أن هيئته تدعو كافة التجار والحرفيين والمتعاملين الاقتصاديين تحت لوائه، إلى التحلي بالوعي، والضمير المهني، والأخلاق الحميدة، والتراحم مع إخوانهم؛ بتخفيض الأسعار في هذا الشهر المبارك، من باب المواطنة، والتكافل الاجتماعي، والتضامن الوطني بين أفراد المجتمع الواحد. كما يدعو المستهلكين إلى التخلي عن السلوكات المُشينة؛ بترشيد الاستهلاك، والابتعاد عن اللهفة والطوابير والتبذير؛ لأن جميع هذه الإجراءات لن تؤتي ثمارها الميدانية ـ حسب محدث "المساء" ـ إذا لم تتضافر جهود المواطنين والتجار معا، مشددا على ضرورة تغليب الضمير المهني والأخلاقي في شهر الرحمة، وأن يكونوا قدوة لغيرهم في التضامن مع إخوانهم المواطنين. وشدد على دعوة المتعاملين الاقتصاديين وتجار الجملة والتجزئة والحرفيين، للمشاركة بقوة، والانخراط في الأسواق الجوارية التضامنية الرمضانية، وإنجاحها.

منظمات حماية المستهلك تدعو لفرض الرقابة

ومن جهتها، استحسنت منظمات حماية المستهلك ما وصفته بـ«إجراءات استباقية" من الدولة لاستقبال شهر رمضان المعظم في أحسن الظروف المتاحة. وأكدت عبر صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، أنها سترافق مساعي الدولة طيلة الشهر الكريم، عن طريق عملية التحسيس الجواري للتجار والمستهلكين على حد سواء. كما رحبت بما وصفته بـ "تعزيز استيراد اللحوم الحمراء من الخارج"، بعد ما عرفت أسعار اللحوم المحلية ارتفاعا كبيرا، داعية المواطن إلى ترشيد الاستهلاك، وفرض الرقابة على المحلات.

المواطن يستحسن خدمات  بيع اللحوم

زارت "المساء" بعض القصابات بالعاصمة. وتحدثت مع المواطنين الذين أعربوا عن تفاؤلهم بقضاء رمضان في أحسن الظروف بعد الوفرة الكبيرة في الأسواق لمختلف أنواع اللحوم؛ على غرار الحراش والقبة؛ حيث لاتزال محلات بيع اللحوم المستوردة، تستقطب فئة كبيرة من المواطنين؛ نظرا لما تقدمه من خدمات بأسعار معقولة.

وكانت الانطلاقة من القصابات المحاذية لملعب بن عمر بالقبة. وهذه المحلات التي تبيع اللحم المستورَد، أصبحت تُعرف بمحلات "الزوالية". ويصطف أمام هذه المحلات رجال ونساء يقتنون اللحوم. بعضها خاص بـ "الشربة" ، واللحم المفروم، وأنواع أخرى من اللحوم.

أخذنا مكاننا ورحنا نشاهد الإقبال الكبير للمواطنين؛ فالأسعار المعروضة تحدد ثمن كل جزء بدقة مغرية جدا، حتى لون اللحم يبدو طبيعيا وكأنه جديد. 

وقالت إحدى الزبونات المتعودة على شراء اللحم المفروم من هذا المحل، بأنها جيدة، لتضيف أنها تضمن حصولها على كمية كبيرة تكفي عائلتها، بـ 500 دج من اللحم المفروم المستورد، أكثر بكثير من الكمية التي تشتريها من القصابة التي تبيع المحلي.

وأكد أحد الباعة بباش جراح أن "جميع لحوم الأبقار الموجودة في السوق الوطنية مستوردة؛ لأننا لا نملك أبقارا؛ حيث يتم استيرادها من الخارج؛ سواء حية لتربَّى وتُذبح، أو على شكل لحوم...".