من أجمل المدن الساحلية

القل... شواطئ ساحرة وأجواء هادئة

القل... شواطئ ساحرة وأجواء هادئة
  • القراءات: 246 مرات
 بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

استعادت مدينة القل "شولوس"، الواقعة على بعد حوالي 70 كيلومترا غرب مدينة سكيكدة، مع انطلاق الموسم الصيفي الحالي، أجمل أيامها، بعد أن فتحت ذراعيها للمصطافين والزوار القادمين إليها من عدة ولايات داخلية، تستقبلهم بما يليق بهم، كإحدى أجمل المدن الساحلية على المستوى الوطني.
ما بوأها تلك المكانة المرموقة، شواطئها الساحرة الخلابة التي تمتزج فيها وبشكل ساحر، زرقة البحر باخضرار غطائها النباتي، الممتد على طول جبلي "دامبو" و"سيدي عاشور"، وبغاباتها الكثيفة التي تصادفك كلما توغلنا في عمقها عبر طرقها الملتوية المؤدية إلى شواطئها الساحرة، كلقبيبة ولبرارك وبني سعيد وكسير الباز وعين الدولة وعين أم لقصب وتلزة وتمنارت، وخليجها الذي يعلوه "رأس بوقرون"، الذي يعد من بين أشهر الخلجان في الجزائر، دون نسيان "منارة" شبه جزيرة "الجردة" التي تطل على المدينة من الأعلى، فلا يصادفك في مدينة القل، سوى شواطئ نظيفة ونقية، برمال ناعمة ذهبية وجبال بغابات كثيفة، تحتضن مختلف أنواع الأشجار، خاصة أشجار البلوط والصنوبر البحري والحشائش والأحراش والنباتات العطرية، التي تنبعث منها روائح منعشة، وسط زقزقة الطيور وأصوات الصراصير، في مشهد بانورامي طبيعي، يعكس بصدق سحر المكان الآمن.
وأهم ما يميز مدينة "شولوس"، جوها العائلي الهادئ والبسيط، وكرم أهلها الذين ما يزالون إلى اليوم، يحافظون على عادات وتقاليد الآباء والأجداد، إلى جانب حسن الضيافة والكرم الذي لا مثيل له، ما يجعل الزوار والعائلات التي يقصدونها، يشعرون بالأمان، خصوصا ليلا، حينما يتحول كورنيش القل الذي يتواجد به شاطئ "عين الدولة" أو شاطئ "الفتيات الصغيرات"، إلى ملاذ آمن للعائلات، التي تفضل إتمام سهراتها في التجوال أو الجلوس على الشاطئ، فترى هنا وهناك، النساء والفتيات مجتمعات حول أكواب من الشاي والقهوة وبعض المأكولات، إما على الشاطئ المتميز برماله الذهبية الناعمة، يتحدثن ويتسامرن، وسط ضحكات تكاد لا تسمع، فيما يفضل البعض المشي إلى غاية منبع "عين الدولة" والعودة منه، ومن هنا وهناك، وعلى امتداد الكورنيش التي تتلألأ على الجهة المقابلة منه، الأنوار المختلفة للمحلات والفنادق التي تنبعث منها روائح السردين المشوي على الفحم، وكذا روائح الشواء.
ومدينة القل بأحيائها وأزقتها الضيقة، التي ما تزال تحافظ على هويتها الخاصة، تنتشر بها العديد من المطاعم التي تقدم خدمات راقية في الأطباق التقليدية، خاصة السردين ومختلف أنواع الأسماك المطهية على الجمر، والتي تشهد توافدا كبيرا من قبل الزوار والمصطافين، وكذا محلات بيع مختلف الخضر والفواكه، التي يتم جلبها من حقول فلاحي المنطقة، كالتفاح والعنب، و"الكرطوس" بنوعيه، والبرقوق والفلفل والطماطم وبطيخ وادي الزهور المتفرد في الذوق، وغيرها من خيرات المنطقة.
تبقى مدينة القل بتاريخها العريق الضارب في أعماق التاريخ، وما تزخر به من مؤهلات سياحية حقيقية، ومن معالم تاريخية كمسجد سيدي عبد الرحمان أو سيدي علي لكبير، الذي يعود للعهد العثماني والمسجد العتيق وآثار رومانية وتاريخية، ومن شريط ساحلي وثروة غابية، قطبا سياحيا بامتياز، ولن يكون لها ذلك، إلا بتدعيمها بمشاريع كبرى، كإنجاز قرى سياحية، سواء على طول شريطها الساحلي، أو على مستوى مناطقها الغابية التي تحتاج إلى التفاتة حقيقية، مع دفع المستثمرين للاستثمار فيها.