بعد الحملة التي طالت مدينة "شولوس"

القل.. طبيعة ساحرة وماضٍ عريق

القل.. طبيعة ساحرة وماضٍ عريق
  • 751
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

أبدى سكان مدينة القل الواقعة غرب عاصمة الولاية، استياء وتذمرا كبيرين من الحملة التي شنّتها بعض الأطراف عبر بعض الصفحات الفيسبوكية من عدّة ولايات، وحتى من داخل سكيكدة. وتساءل عدد من السكان اتصلوا بـ "المساء"، عن خلفية تلك الحملة، والدوافع والأطراف التي تقف وراءها، وعدُّوا ذلك مساسا بماضي المنطقة، الضاربة جذورها في أعماق التاريخ، ومساسا بنضال رجالات هذه المدينة، التي تُعَدّ مهدا للحركة الوطنية، وعاصمة تاريخية للولاية الثانية، ومدينةً أنجبت شخصيات ساهمت بكل ما أتيت من جهد، في بناء الوطن وخدمته، ولم يبدّلوا تبديلا.

وأكد العديد من المواطنين أن مدينة القل وكل المناطق المجاورة لها، هي منطقة آمنة، مرحبة بالضيوف والمصطافين، الذين وجدوا راحتهم فيها سواء على شواطئها، أو خلال تسوّقهم بالمدينة وفي أزقّتها، مشيرين إلى أن سكان "شولوس" معروفون بكرم الضيافة الذي طبعوا عليه منذ غابر الأزمنة، وأن الكثير منهم يخصصون غرفا داخل مساكنهم، للزوار والمصطافين الذين توطّدت مع العديد منهم علاقات قوية ومتينة، أصبحت تدفعهم كل مواسم صيف، إلى زيارة المدينة الآمنة، والطيبة بأهلها، موجهين أصابع اتهامهم، صراحة، إلى أطراف لم يرُقها الإقبال الكبير الذي شهدته القل خلال الموسم الصيفي الحالي، الذي يُعد من بين أزهى مواسم الصيف بالقل...
صحيح، كما قالوا، أن هذه الأخيرة وما جاورها تعاني من نقص كبير في المرافق السياحية وهياكل الاستقبال، إلاّ أنها تبقى منطقة فاتنة بما حباها الله من طبيعة متنوّعة ساحرة؛ من جبال، وشواطئ، وشلالات، وغابات.
وأكد لـ"المساء" آخرون بمرارة، أن مدينة القل تبقى ضحية بعض العقليات المتحجرة؛ سواء من قبل بعض المنتخبين، أو المسؤولين؛ كونها تعاني من نقائص جمّة؛ فهي مدينة لا تملك محطة برية لنقل المسافرين بمواصفات عصرية. كما إنها مدينة تفتقر لهياكل سياحية كبيرة، ومنتجعات رغم توفرها على كل تلك الإمكانيات التي من شأنها أن تحوّلها إلى منطقة جذب للسياح، وعلى مدار السنة كلها، متسائلين في نفس السياق عن الأسباب والدوافع التي تجعل الاستثمار السياحي يقتصر على منطقة من الولاية دون أخرى، خاصة أنّ بها منطقة للتوسع السياحي غير مستغَلّة بالكيفية المطلوبة، ناهيك عن غياب فضاءات للتسلية والألعاب، ومرفأ للنزهة، ومحطّة بحرية يمكن استغلالها في النقل البحري ما بين الولايات والمدن الساحلية.
ودعا أهل القل الذين استنكروا تلك الحملة، الجهات المسؤولة، إلى التدخّل؛ قصد إنصاف منطقة برمّتها؛ بفتح تحقيق لمعرفة الأطراف التي تقف وراء تلك الحملة الشرسة، التي مست شرف وسمعة أهالي القل بوجه خاص، وأهالي كل المنطقة بوجه عام.

مياه وادي "السيال" تكتسح  شاطئ عين الدولة

وفي ما يخص السيول الجارفة التي اجتاحت شاطئ عين دولة بالكورنيش القلي مؤخرا والتي أدت بالمصطافين إلى مغادرة الشاطئ، أرجعت مصالح ديوان التطهير بالقل، السبب إلى كمية الأمطار التي تهاطلت على المدينة، والتي أدت إلى تدفق كمية كبيرة من المياه عبر وادي "السيال" وكذلك من شبكة الصرف الصحي المجاورة له؛ ما أدّى إلى خروج مياه الأمطار من مختلف المجاري الموجودة بجانب الوادي. وحسب بيان ديوان التطهير، فإنّ مصالحه تدخلت بمعية مصالح البلدية، لتنقية الوادي والشُّعب، والقضاء على التسربات، خاصة على مستوى وادي "السيال"، مشيرا إلى أن المضخات الثلاث الموجودة على مستوى المحطة، تعمل بصورة جيدة.