سوق شارع "التطوع" بقالمة

القلب النابض لمدينة غرقت في الفوضى

القلب النابض لمدينة غرقت في الفوضى
  • 948
 وردة زرقين وردة زرقين

يعد سوق شارع "التطوع" بوسط مدينة قالمة، قلبها النابض، وأكثر الشوارع حركية تجارية، يجمع بين المحلات والمراكز التجارية الجديدة والقديمة، يستقطب التجار والزبائن على حد سواء من جميع بلديات الولاية، وحتى من الولايات المجاورة.

تم بناء سوق شارع "التطوع" في منتصف الثمانينات، على أنقاض حي الصفيح الذي تم هدمه، في إطار عملية كبرى لتهيئة مدينة قالمة، وجاءت تسميته على إثر عملية تطوع قامت بها شركات عمومية وخاصة في ذلك الوقت، كما ظل اسم السوق مرتبطا بالنفايات والروائح الكريهة والعنف وفوضى المرور دون حلول تذكر.

شارع "التطوع" كان عبارة عن "شعبة"

يشهد شارع "التطوع" في كل مرة أثناء التقلبات الجوية المصحوبة بتساقط أمطار غزيرة، حالة تردِ كبيرة، حيث تقتلع السيول الجارفة طبقات الخرسانة المزفتة وتطمر الشارع بالحجارة والطين، ناهيك عن انجراف الأتربة والحجارة والأوحال وتجمع الحجارة والأوحال وسط الطريق، مشكلة بذلك أكبر عائق أمام التجار والمارة، حيث تسد بعض المنافذ وتتعطل حركة السير، إضافة إلى انسداد البالوعات، كما يتسبب تهاطل الأمطار بغزارة في كل مرة، في هبوط مستوى نفق الشارع الذي كان في قديم الزمان عبارة عن "شعبة" أي مجرى وادي، وتم البناء فوقه دون تهيئة بنيته التحتية، مما أصبح يسبب كل مرة وقوع فيضانات بمجرد هطول الأمطار.

أزمة سير خانقة أمام السوق

بلغ وضع شارع "التطوع" الذي يوجد به أكبر سوق شعبي للمواد الغذائية والألبسة والأواني والخضر والفواكه واللحوم والخردوات والأعشاب الطبية وغيرها، مرحلة الفوضى والتردي، وأصبح يقدم صورة سيئة للمدينة وناسها، في ظل تراكم النفايات ومخلفات المحلات، مع تشوه الرصيف القريب منه، بحيث احتل الباعة الموسميون الذين ينشطون في رمضان، مساحات من الطريق لتوسيع نشاطهم، وتُغلق الطريق بالمركبات النفعية والطاولات وصناديق الخضر والفواكه والسمك، وأصبح السير أمام السوق صعبا، وانتشرت به النفايات والانكسارات التي تعيق حركة السير، كما يعرف الجانب الآخر من الشارع، اكتظاظا بالمتسوقين والتجار والسيارات وحافلات النقل الحضري وسط زحام بشري شديد، بحيث يشتكي أصحاب حافلات النقل الحضري من تعرض مركباتهم لأضرار كبيرة.

وفي هذا الصدد، يطالب سكان الأحياء القريبة من السوق بتحويله إلى موقع آخر، داعين السلطات المحلية للبحث عن حلول استراتيجية لهذا الشارع. الجدير بالذكر أنه ليس ببعيد، قدم مكتب دراسات متخصص، حلولا لأزمة سير معقدة بمدينة قالمة، خاصة فيما يتعلق ببعض النقاط المصنفة في الخانة الحمراء، من بينها سوق شارع "التطوع" الذي يعرف ازدحاما مروريا على مدار الساعة تقريبا، بالتالي ضرورة اعتماد نظام سير جديد يرتكز على فتح ممرات وتغيير الاتجاهات وإخراج السوق الشعبي الشهير من وسط المدينة، لتخفيف الضغط على الولاية، لكن مسؤولي المدينة يرون أن الأمر صعب التنفيذ على أرض الواقع.

حراسة أمنية مشددة طوال النهار

يشهد شارع "التطوع" يوميا، انتشار قوات شرطة مكافحة الشغب، وفرق تنظيم المرور في كل مكان على امتداده، وتكثف قوات الشرطة من دورياتها والمراقبة طوال أيام رمضان، من أجل تأمين أكبر للسوق، وأشكال العراك الرمضاني المقزز بأسلوب التعقل والإقناع، وما لاحظناه خلال الأيام الفارطة، أن الذهنيات تغيرت نوعا ما، وأصبحت العلاقات الاجتماعية في تحسن، يرجعها البعض إلى مسيرات الحراك السلمية التي ساهمت في تراجع العنف في الشارع.

التهاب الأسعار رغم توفر السلع

يشهد سوق شارع "التطوع" يوميا منذ الساعات الأولى من النهار، إقبالا كبيرا من طرف المواطنين من وخارج الولاية، وعلى غرار كل أسواق الولاية، يشهد السوق كل سنة ومنذ اليوم الأول من شهر رمضان الكريم، ارتفاعا قياسيا في أسعار الخضر والفواكه، رغم توفر السلع، وحسب التجار ممن تحدثنا إليهم في هذا السوق، فقد أرجعوا أسباب ارتفاع الأسعار إلى تساقط الأمطار في الأيام الماضية، والتي أثرت ـ حسبهم ـ على تمويل السوق، على اعتبار أن الفلاحين لا يجنون المحاصيل عندما تتساقط الأمطار، مؤكدين أن ازدياد الطلب على الخضر والفواكه في شهر رمضان يخضع للعرض والطلب.

أسعار السوق تخضع للرقابة

أكد بعض تجار سوق شارع "التطوع" لـ"المساء"، أن الأسعار تخضع للرقابة، لاسيما أن أعوان الرقابة يدخلون السوق كل صباح منذ بداية الشهر الفضيل، ويسجلون الأسعار دون تقديم أية ملاحظات.

سوق يصعب تحويله إلى منطقة أخرى

أكدت السلطات المحلية فيما مضى، أن سوق شارع "التطوع"، يصعب تحويله إلى منطقة أخرى، فيما يجري التفكير لتحويل سوق الجملة إلى هذا الشارع، والقضية محل المناقشة وتم التكفل بها، وقد تم في هذا الصدد، عقد اجتماع موسع بحضور السلطات المحلية والمديرين التنفيذين ومكتب الدراسات، لمناقشة وتقييم الدراسة المقترحة من أجل التهيئة والتحسين الحضري للشارع، ابتداء من جامعة "8 ماي 45"، إلى غاية باب عنابة وأحياء وسط المدينة المجاورة له، يتم خلالها خلق فضاءات لركن السيارات وأخرى للحافلات، مع استعمال 30 حاوية نفايات من الحجم الكبير، بهدف تمكين التجار من أداء عملهم وتسوق المواطنين دون التأثير على حركة المرور، وهي العملية التي تتطلب مبلغا ماليا معتبرا، كما أن التجار يصرون على البقاء بشارع "التطوع" الذي يعتبرونه موقعا إستراتيجيا لا يمكن تعويضه بموقع آخر.